حسن سريع لم يكن خريج الكلية العسكرية ولم تزين صدره الاوسمة والنياشين وتعلو كتفه النجيمات الذهبية كذلك لم يكن ضابط (دمج ) منحه حزبه رتبة لواء ومنحته المحاصصة امرة تشكيل عسكري من ولد ( الخايبات ) لم يعمل بالسياسة ولم يسرق ولم تكن له سيارة مدرعة وفوج حماية ومخصصات واموال منقولة وغير منقولة كما لم يكن له طموح بارتقاء سدة الحكم بل لايملك على الاطلاق سوى رتبة وراتب عريف وقلب ينبض بحب العراق ويوم رأى وطنه يغرق في بحر من الدم المراق على الارصفة وفي اللسجون والمعتقلات والبيوت والشوارع استنهض همته وحبه للعراق وقرر ان يكسر القاعدة المتبعة في قانون الانقلابات العسكرية وقيادة انقلاب عسكري بدلا من ضابط طامح للسلطة وليس لخلاص الوطن من براثن زمرة استولت على الحكم في غفلة من الزمن وحرقت الاخضر واليابس واخذت البريء بجريرة المتهم ولم يكن معه من سلاح سوى ايمانه وحبه للوطن وثلة من رفاق سلاح آمنوا بقدرهم ونذروا انفسهم لخلاص الوطن من زمرة طاغية باغية ومع ان مسعى حسن سريع الخير والوطني لم يثمر عن تغيير الا انه جعل من صاحبه علامة فارقة في الوطنية والشجاعة وحب الوطن والناس وارسى اساس قاعدة وطنية مفادها : ان الوطنية لاتحتاج الى سوى اخلاص وشجاعة وترجمة النوايا الى اعمال ولاعذر لمتبجح بالظروف مهما كانت صعوبتها وبمعنى ادق ( الوطنية افعال ) . لقد ترجل حسن سريع الى اعلى وبقت مأثرته خالده ومر بعده الكثير من الرجال لكنه بقي علامة فارقة في حب الوطن والتضحية والاخلاص وكلما ادلهمت الخطوب اشرأبت الاعناق الى حسن سريع اخر ولايهم ان بزغ من معسكر الرشيد او مكان اخر انما المهم ان يزيح القهر عن كاهل الوطن وليس مهما ان يكون ضابط دمج او عريف او خريج الكلية العسكرية المهم ان يكون منقذ وسبب خلاص لوطن ضاع وسرق منه كل شيء واستولى على مقاليد الامور فيه من لايشعرون بالمواطنة نحوه .. انه حلم عراقي لكنه بحاجة الى حسن سريع اخر فهل عقمت الارحام ؟