23 نوفمبر، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! ( 6)

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! ( 6)

 

قال تعالى ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )

عديدة هي اﻷسباب التي دفعتني لمتابعة سير أشهر القادة والزعماء والفلاسفة والمفكرين في التأريخ على مراحل ﻷنتهي الى خلاصة مفادها أن كلا منهم إنما تعرض الى جانب من جوانب الحياة وأهمل بقية الجوانب فتراه ركز على الإقتصاد أو الإجتماع أو الفلسفة أو السياسة وهكذا دواليك من دون بقية العلوم اﻷخرى ، أو إنه خاطب مجموعة بشرية وذهل عن البقية الباقية ، ومنهم من لم يغادر بطروحاته محيطه الذي عاش فيه ورقعته الجغرافية التي مات فيها وهكذا كانت حياتهم ، إﻻ أن رجلا واحدا فحسب إختصه الله تعالى بالنبوة وحمله بالرسالة العالمية للناس كافة لم يترك جانبا واحدا إﻻ وتطرق اليه ، فمن العقيدة ، الى اﻷسرة ، الى اﻷخلاق ، الى التربية ، الى التجارة ، الى آداب الطريق ، الى المعاملات ، الى الميراث ، الى الطهارة والنظافة، الى الحرب، الى السلم ، الى السياسة، الى القضاء، الى علاقة اﻵباء باﻷبناء ،علاقة الزوج والزوجة، اﻷسرة الصغيرة بالعائلة الكبيرة ، العائلة باﻷقارب والعشيرة والجيران ، الإنسان بأخيه الإنسان ، الإنسان بالحيوان ، الإنسان بالبيئة والنبات وهكذا بما أذهل القاصي والداني فلايذكر خير وﻻ فضيلة قط اﻻ ويذكر معها النبي المصطفى ﷺ الذي ﻻينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى وفي هذا قال المستشرق والرسام الفرنسي الشهير اتيان دينيه ، الذي أسلم وغير اسمه الى ناصر الدين دينيه ” لقد أكد الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالح لكل زمان ومكان، إذ هو دين الفطرة، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر، لهذا فهو صالح لكل درجة من درجات الحضارة” ، ولم يقف دينيه عند هذا الحد بل تعداه الى أداء مناسك الحج والف كتابا عنه بعنوان (الحج إلى بيت الله الحرام ) وصف فيه المناسك واﻷخوة الإنسانية وذوبان الفوارق الطبقية والعرقية فيه وصفا رائعا ، كما رد على أقرانه من المستشرقين الذين ناصبوا الاسلام العداء وتصدى لهم في كتاب بهذا الشأن بعنوان ( (الشرق كما يراه الغرب ) ورسم لوحات تظهر جوانب من حياة المسلمين وشعائرهم وأثنى على النبي الاكرم ﷺ والف كتابا عنه بعنوان (محمد رسول الله) ولله در القائل :
صلى عليه اللهُ في ملكوته ..ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ..ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا

ولعل ذلكم الرفع والتكريم المتواصل عبر التأريخ وفي كل زمان ومكان يتجدد بطريقة مذهلة لاتخطر على بال بشر مهما إتسعت مداركهم وتوسعت دائرة معارفهم برغم اﻻف الحملات الاستشراقية والإعلامية المضللة التي تعاضد فيها الغرب والشرق للحيلولة من دون ذلك فمع كل أذان وصلاة وتشهد وتلاوة يرفع ذكر محمد ﷺ في أرجاء المعمورة على مدار الساعة ، وﻻشك أن واحدة من روائع رفع الذكر تلك ماقررته بلدية مدينة لويزفيل بولاية كنتاكى الأمريكية بداية 2019 لتكريم أسطورة الملاكمة العالمية محمد على ، بإطلاق إسمه على مطارها الدولي الشهير ،لماذا ؟ يجيب رئيس البلدية ،غريغ فيشر ، على ذلك ، ﻷن “محمد على ترك ميراثا من القيم الإنسانية والرياضية التى ألهمت مئات الملايين من البشر، ومن الجميل أن نخلد إسمه عبر مطار المدينة”وبهذا الصنيع يكون اسم محمد ﷺ وإسم ابن عمه ،فارس المشارق والمغارب علي بن ابي طالب ، زوج البتول ، ابن عم الرسول قد رفعا من حيث لايحتسب الناس وﻻيخطر على بالهم في بلد اﻷعادي وفي عقر دارهم !
محمد علي كلاي بطل العالم بالملاكمة 3 مرات والحاصل على لقب ” رياضي القرن ” مرتين ، كان قد أشهر إسلامه عام 1964، واختار لنفسه اسم محمد علي ،متأثرا بزنجي آخر سبقه الى الاسلام أﻻ وهو الداعية الكبير ” مالكوم أكس ” الذي اسلم بدوره في خمسينات القرن الماضي وغير اسمه الى مالك شهباز ، واضاف محبوه ” الحاج ” الى اسمه بعد ان ادى مناسك الحج عام 1964 قبل اغتياله بظروف غامضة عام 1965 وهو القائل ” الاسلام هو الدين الوحيد الذي كان له القوة للوقوف بوجه صليبية الرجل الأبيض وحاربها..انه الدين الوحيد الذي يمتلك حلا لمشكلة العنصرية في أميركا ..لقد وسَع الحج نطاق تفكيري فرأيت في أسبوعين ما لم أره في 39 عاما ، لقد رأيت كل الأجناس من البيض و اصحاب البشرة السوداء وقد ألّفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذاتٌ واحدة في كنف الله الواحد”.
كلاي الذي نذر نفسه للاسلام قال عنه بعد ان بنى مسجدا وخصص 200مليون دولار لنصرته ” تخاض الحروب من الدول لتغيير الخرائط، ولكن حروب الفقر تخاض لوضع خريطة التغيير..أنا مسلم ولا يوجد شيء يمت للإسلام في قتل أناس أبرياء في باريس أو أي مكان آخر في العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي يتعارض مع صميم مبادئ ديننا ..وجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا، ولا يميز بين لون وجنس وعرق، فالكل متساو أمام الله في حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر” كما جاء في كتاب (عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام) لمحمد طماشي .
صحيفة “إيه بي سي” الإسبانية في تقرير لها اكدت إن اسم النبي محمد ﷺ هو الأكثر شيوعا في العالم و الأكثر شعبية للمواليد الجدد في بعض الإدارات الفرنسية ” ، فيما كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، نقلا عن مديرية الإحصاء الوطنية في بريطانيا، ان “ اسم محمد”هو الأكثر انتشارًا بين المواليد الذكور في كل من إنكلترا وويلز، وقد أطلق على 7361 مولودًا بصياغاته المعروفة ما بين “محمد، ومحمود، وأحمد، ومامادو”.
في بطولة كأس العالم لكرة القدم بنسختها الـ21 والتي اختتمت في روسيا في تموز 2018 كان اسم محمد اﻷكثر رواجا فيها حمله 10 لاعبين يلعبون بصفوف منتخبات مشاركة عدة !
سبقها ما سلطت عليه محطة البي بي سي، عن ابرز ما لفت الانظار في أولمبياد “ريو دي جانيرو” 2016 في البرازيل اﻻ وهي الحجامة التي قال فيها الصادق المصدوق ﷺ (( الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ)) حيث التقطت عشرات الصور ﻷشهر السباحين ولاعبي الجمباز وقد ظهرت عليهم علامات الحجامة والتي ظلت الجماهير تسأل عن سر تلك الهالات الزرقاء على اجسادهم وفيما اذا كانت نوع من انواع الوشم او السيمياء ، حتى علموا الحقيقة واشهر من ظهر بوسم الحجامة السباح الاميركي مايكل فيلبس ، الذي حصد خمس ذهبيات وفضية واحدة في اولمبياد البرازيل اياه ،وكذلك بطل الجمباز الأمريكي، أليكس نادور، والذي قال وبحسب صحيفة “يو إس إيه توداي” ، إن ” الحجامة أفضل من جميع الطرق الأخرى التي أنفق عليها الأموال ..إنها سر احتفاظي بنشاطي الصحي وحمايتي من الام كثيرة “، لتتفوق بذلك الحجامة وهي سنة نبوية على الساونا والجاكوزي والترصيص والوخز بالابر الصينية لزيادة القدرات الجسدية بدلا من المنشطات المحظورة اولمبيا !
منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز طالبوا عام 2007 وكرروا ذلكم الطلب بعدها بإدراج ختان الذكور ضمن ستراتيجيات الوقاية من مرض نقص المناعة ، ﻻفتين الى انه بالإمكان إنقاذ ملايين الأشخاص،بنسبة تصل الى 60 % قياسا بغير المختونين وبالاخص في أفريقيا، في حال تعميم الختان ، لنرجع بذلك ويرجع العالم كله معنا الى سنن الحبيب الطبيب ﷺ القائل في فضل الختان والطهارة : ” خمس من الفطرة: الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب” .
لا عشنا إن لم ننتصر لمحمدٍ ..يوماً لأن المسلمينَ كرامُ
جميل رفع الذكر اﻷزلي هذا أنه مرتبط على الدوام بالفضيلة والانسانية وفي ذلك قال المفكر النمساوي الكبير ليوبولد فايس ، الذي تحول من اليهودية الى الاسلام وغير اسمه الى ” محمد اسد ” في كتابه ذائع الصيت ( الطريق الى مكة ) : أن التشريع الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام خلال 23 عاما من مبعثه، لا يرتبط فقط بالنواحي الروحية، بل يمتد ليشمل الإطار لكل الأفراد وللمجتمع أيضا” .
وكذلك صنع الكاتب الاسكتلندي الشهير ،توماس كارليل، في كتابه ( اﻷبطال ) حين خصص فصلا كاملا عن النبي محمد ﷺ جاء فيه ” ان كان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاش بها – محمد – ومات عليها الملايين ممن مضوا أكذوبة وخدعة، فأنا لا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبداً”.
المغني البريطاني الشهير كات ستيفنز ، الذي اعتنق الإسلام وغير اسمه الى “يوسف إسلام” والذي حصل بفعل المشاريع الانسانية والخيرية الكثيرة التي قام بها وبضمنها تأسيس مدارس للاطفال على جائزة شخصية العام العالمية عام 2003 ، انشد للنبي ﷺ البوما كاملا حمل عنوان (حياة آخر الأنبياء) اعقبه بنشيد “الله هو النور” و” خاتم الرسل” وهو القائل ” إن الكثيرين من الناس ينظرون نظرة خاطئة إلى الإسلام ولا يرون ما أراه أنا فيه ..الاسلام هو الدخول في سلام مع الله. الاسلام بالنسبة لي هو السلام” وصدقا ماقاله الشاعر متسائلا :

مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــــــدٍ ؟ لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ

اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات