تملكتني الحيرة وضربت أخماس بأسداس وان أشاهد الآلاف من لوحات الترويج الانتخابية وبوسترات الدعاية وكل منهم يعد ويتوعد الناخبين بو عود معسولة ويمنيهم بجنات أرضيه وبمدينة فاضلة .
وإذ لم يبقى سوى القليل على موعد انتخابات مجالس المحافظات حيث سارعت الأحزاب والشخصيات السياسية إلى تكثيف الشعارات والعبارات المزوقة الخالية من الدقة والتي لا تحمل من الصحة شيء وقد أكون منصفا لو قلت إن بعض هذه الجهات والتكتلات عمدت إلى تكرار نفس الوعود التي أطلقتها بالدورة الانتخابية السابقة.والتي يبدو أنها تستهين بعقلية المواطن أو تراهن على سذاجة وتخندق البعض ضمن مرجعياتهم السياسية والحزبية والعشائرية وحتى المهنية .والتي يبدو أيضا أنها تحاول الصعود فقط من اجل الوصول إلى مكاسب شخصيه وحزبية غير أبهة بالمواطن الذي خلى من حساباتها ومن برنامجها السياسي لذا كنت أتمنى لو كنت صاحب القرار لقررت إبقاء بعض المجالس السابقة والذين أطلقوا نقس الوعود والتي لم نجنى منها سوى الريح والاستهلاك الإعلامي .
فالكثير منا قد عض أصابع الندم بل ادمي راحتيه (فركا)وملئ رئتيه حسرة وامتعاضا من نتائج الأصابع ا لبنفسجية, ولا زالت هذه الانفعالات السوداوية تسيطر على الكثيرين من الناخبين ويعلنون جهارا نهارا بأنهم لم يشاركوا لأنهم سيعيدون نفس المتوالية الحسابية ويستعيدون نفس( الطاس والحمام ).
ولا زالت عالقة في أذهان العراقيين تلك الأيام التي كافحوا فيها الإرهاب وقدموا الضحايا للوصول إلى صناديق الاقتراع ولا زالت صرخات اهل العقد والحل( انتخبوا الأصلح) تصدع في أذهان وأذان الناخبين من أتباعهم وهبوا إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا الأصلح بمفهومهم الفطري الشفاف دون الإشارة ولو بالإيحاء إلى من هو الأصلح وتمخضت نتائج الانتخابات عن فوز الكثير من (الطالحين )والذين لم تنطبق عليهم حتى معايير ادني مستوى من الولاء للوطن والتضحية لأبنائه ولولا الإيهام الذي أوقع فيه الناخبين فيه مما جعلهم يفسرون مفردة (الأصلح) كلا حسب مبتغاة لدرجه إن الناخب لم يفرق في اختيار الأصلح بين مرشح وآخر فاضطر إن يعتبر الأصلح من يعرفه هو لا من تُعرّفه أفعاله, وبعد إن فاز الأصلح واستوت سفينته على شاطئ كرسي الحكم انقلب على عقبى وبدأت دوامة الأزمات والخلافات وعدم الالتزام بالعهود والوعود,
إن الأصلح الذي ندعو له اليوم هو اختيار المنطقية .إي إن ننتخب أبناء مناطقنا السكانية والذين نتنفس معهم من نفس المشيمة ونتغذى ونعيش ونسبح معهم في نفس الرحم.فبالتاكيد هم اقرب ألينا معرفة وسلوك وعطاء وحسن سيرة وولاء . وأكثرهم تعبيرا لهمومنا واحتياجاتنا .وكفانا ممن انتخبوا على معايير الحزبية والعشائرية والطائفية فهم من يحاربنا اليوم بتخندقه وأجنداته وتعاليم كتلته واغلبهم اليوم نقض عهود ومواثيق المواطنة والوطنية . وهو من يدفع المأجورين لا استهداف الحكومة كورقة ضغط من اجل ترويضها وجعلها إما إن تسكت أو تؤيد سياسته في ما يفعله ..الأصلح أصبح الأصلح في ,, خلق الأزمات ونقض المواثيق ودعم الأرهابين وإطلاق سراح المجرمين والدفاع عن المفسدين وضياع أموال الشعب على مشاريع إما وهمية أو غير مجدية ,, الأصلح شق صف الوحدة الوطنية واستخدم سياسة فرق تسد مع شركائه الذي أوصلوه إلى دفة الحكم وتجاوز كل الخطوط الحمر ومنها خط المرجعية الدينية الذي لم يجرا حتى(المقبور صدام )على تجاوزه, إن علينا كمواطنين ناخبين الحذر في قادم الأيام والبحث على تفسير لمعاني الكلمات التي تصدر عبر الملصقات الانتخابية بانتخاب الأصلح إذ تعني ما تقول لان الوعي السياسي الضعيف لدى البعض من أبناء الشعب بسبب الظروف الموضوعية التي مر بها العراق هو الذي أدى إلى عدم فهم القاعدة الجماهيرية لمصطلح الأصلح. وعليه يجب علينا إن نغير فهمنا وإدراكنا ونتوجه إلى تعزيز مفهوم المناطقية و إن نكون بمستوى المسؤولية في تفسير ما تطرحه هذه الجهات من مفاهيم قد يفسرها عوام الناس تفسيرا خاطئا يؤدي بالنتيجة إلى ما لمسناها من نتائج الانتخابات الأخيرة, وقد انقلب السحر على الساحر فالقسم الكبير ممن انتخبناهم لم يكونوا أمناء في نقل الحقيقة وصون المال العام وتقديم مايصبوا إليه المواطن البسيط و وماذا ستكون كلمتنا في الانتخابات القادمة بعد إن جربنا الأصلح ومؤكدا سينتخب العراقيين في المستقبل أبناء مناطقهم لأنه الخيار الصحيح والسبيل الأسلم للتعبير عن رؤاهم وتطلعاتهم .