خاص : ترجمة – محمد بناية :
“الفقر المطلق”.. مصطلح يُطلق على الفئات المحرومة من مقومات الحياة الأساسية؛ كـ”الماء النظيف، الغذاء، الخدمات الطبية، التعليم، الملابس والملاذ”. وحاليًا يوجد بالعالم، (طبقًا للتكهنات)، حوالي 7,1 مليار شخص يعيش في “فقر مطلق”.
ومع الأخذ في الاعتبار للإمكانيات الراهنة، في مختلف دول العالم، يبدو مصطلح “الفقر المطلق” مستغربًا وبعيد عن التصور، مع هذا لا يمكن إنكار معاناة فئات من الشعب الإيراني من “الفقر المطلق”.
تلك الظاهرة التي انتشرت في المناطق المحرومة والعشوائيات حول المدن الكبيرة، واستحالت تدريجيًا واحدة من أكبر المشكلات الإيرانية. ولعل الخط الأسوأ في العالم هو “خط الفقر”، ذلك الخط الذي يفقد تحته الكثيرون أرواحهم وحياتهم. بحسب ما نشرته صحيفة (صوت الإصلاح) الإيرانية؛ الصادرة عن “الحزب الشعبي للإصلاح”؛ المقرب من “هاشمي رفسنغاني”.
خط الفقر في طهران يتجاوز نسبة 25%..
يقول “عبدالله مشكاني”، الخبير الاقتصادي، تعليقًا على تقرير “مركز دراسات البرلمان” بشأن زيادة “خط الفقر” في “طهران” إلى 25%: “لابد من توضيح عن أي طهران يدور الحديث. كلنا يعلم بوجود فجوة كبيرة بين شمال طهران وجنوبها، وفي رأيي في ظل انخفاض سعر العملة الحالي، أن نسبة الفقر؛ وبخاصة في المناطق الجنوبية من المدينة، أكبر بكثير من 25%”.
كيف هي وضعية “خط الفقر” ؟
كان “مركز دراسات البرلمان” قد أعد تقريرًا عن المؤشرات الاقتصادية لـ”خط الفقر”، خلال النصف الأول من العام 2018، وأكد التقرير على أن أعلى نسبة للفقر بالنسبة للأسرة المكونة من أربعة أفراد، خلال العام 2016، بعائد شهري 2 مليون 76 ألف طومان، بينما بلغت النسبة في صيف 2018؛ حوالي 300 ألف طومان. وهو ما يعكس دخول الكثير من الأفراد تحت “خط الفقر”، في العام 2018، مقارنة مع الأعوام السابقة.
ارتفاع معدلات “خط الفقر” في صيف العام الجاري..
طبقًا للتقرير؛ من المتوقع أن ترتفع معدلات “خط الفقر” في صيف العام الجاري، مقارنة مع الصيف الماضي، بنسبة 22 – 25%. مع الأخذ في الاعتبار لمسألة أن أفراد المجتمع ينفقون الجزء الأكبر من عوائدهم على الطعام، فالمتوقع بالنظر إلى النمو الكبير في أسعار بعض السلع، خلال العام 2018، مقارنة مع الأعوام السابقة، فسوف ينمو “خط الفقر” أيضًا، خلال العام 2019. والسبب الرئيس هو النمو الكبير في أسعار بعض السلع الغذائية.
التضخم وراء ارتفاع معدلات “خط الفقر”..
وفي هذا الصدد؛ يعلق “مصطفى سليمي فر”، عضو الهيئة العملية الاقتصادية بجامعة “الفردوسي”، قائلاً: “لدينا ثلاث تعريفات لخط الفقر.. الأول: خط الفقر المطلق؛ حيث لا يلبي العائد الشهري احتياجات شخص أو أسرة من الطعام واللباس والسكن والصحة والتعليم. الثاني: خط الفقر النسبي، أي مقارنة الأفراد والأسر وتوضيح أي هذه الأسر أفقر من الأخرى. الثالث: خط الفقر الشديد؛ حيث يكفي العائد الشهري فقط احتياجات الطعام والسكن، بينما لا يملكون المال الكافي لتلبية تكاليف العملية التعليمة والصحة والانتقالات وغيرها. وعليه لدينا ثلاثة أنماط من الفقر؛ بينما يرتكز الحديث في وسائل الإعلام على الفقر المطلق. وكل من يحصلون حاليًا على الحد الأدنى من الأجور إنما يقبعون تحت خط الفقر المطلق. حيث لا تكفي الرواتب مقومات الحياة الأساسية. والركود الاقتصادي؛ وكذلك البطالة والتضخم والفجوة في الأجور، من العوامل الأساسية في تشكيل أو زيادة أعداد الفئات التي تعيش تحت خط الفقر المطلق”.
15 و30 مليون شخص.. إحصائيات خطيرة تحت “خط الفقر”..
وأضاف “سليمي فر”: “إذا ما أخذنا في الاعتبار للحد الأدنى في عدد الأفراد تحت خط الفقر، فهناك حوالي 15 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، وإذا نأخذ في الاعتبار للحد الأقصى فسوف يكون لدينا حوالي 30 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر”.
ماذا يفعل البرلمان ؟
كل العيون كانت ترقب وتنتظر ميزانية، العام 2019، وسُبل القضاء على “الفقر”. وهو الطريق الذي لم يُقطع حتى الآن أو حتى نصفه. لكن الآن؛ وفي ظل المشكلات المضاعفة في الحوزة الاقتصادية، فإن هذا الشر يتهدد المواطنين، ولعل البرلمان ينجح في فتح مسعى للقضاء على “الفقر”.
يقول “محمد مهدي مفتح”، المتحدث باسم لجنة الميزانية في البرلمان: “ميزانية القضاء على الفقر المطلق؛ تتعلق بأولئك الذين تقل عوائدهم عن الحد الأدني الذي تقدمه مؤسسة إمداد الخميني، وتخصيص مبلغ 7 مليار طومان”.