19 مارس، 2024 7:45 ص
Search
Close this search box.

“نورما” عاصفة لم يرحب بها أحد .. ضاعفت معاناة اللاجئين السوريين في “لبنان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

“نورما” عاصفة؛ لم يرحب بها سوى أبناء وأطفال اللاجئين السوريين.. كثير منهم ولدوا في معسكرات اللجوء بـ”لبنان”، وأغلبهم لم يذهبوا إلى المدارس، خلال الأسبوع الأخير، بسبب إمتلاء الطرق بالوحل، لذا فهم يتمتعون بعُطلة طويلة يمارسون فيها اللعب بالثلج أو التزلج على “الجليد” باستخدام أكياس بلاستيكية، بينما يتسلى الرُضع بإمتصاص رواسب الثلج المتراصة على جوانب وأسقف الخيام، وينتظر كبار السن، مثل “بهية الدين”، عبور سيارة تنقلهم إلى المستشفى، في حين تراقب الأمهات بالكثير من الخوف والحذر الجليد الذي بدأت تنسل قطراته من أسقف الخيام لتستقر في المنتصف.

وتأثر أكثر من 11 ألف لاجيء سوري بالعاصفة، كما اضطر 300 آخرين إلى تغيير أماكنهم، بحسب بيانات حكومية، وتحتضن “لبنان”، 1.5 مليون شخص، فروا من الحرب السورية، وهو ما يساوي ربع عدد السكان اللبنانيين، وهو أكثر بلد في العالم يوجد به لاجئين.

وسجلت في “عرسال”، الواقعة بالقرب من الحدود السورية، أقل معدل لدرجات الحرارة في البلاد، الخميس الماضي، كما تسببت الفيضانات في إغراق مخيمات غير رسمية بمناطق أخرى، وأشعلت الصور، التي تظهر السدود والسرادقات وتشير إلى إنهيار البنية التحتية، مواقع التواصل الاجتماعي.

وخلال عام 2013، استقبلت “عرسال” حوالي 120 ألف سوري فروا من المعارك الدائرة على الجانب الآخر من الشريط الحدودي، وبقي 35 ألف منهم في تلك المنطقة الجبلية، ويعيش أغلبهم في مخيمات غير رسمية وخيام مغطاة بالخشب وأقمشة رقيقة وتشهد درجات حرارة شديدة الارتفاع، خلال فصل الصيف، بينما تُغمر بالمياه طوال فصل الشتاء.

من بين المخيمات المتضررة، مخيم “غرس الرحمة”، الذي يتكون من 60 خيمة، ويضم حوالي 370 لاجيء سوري، هاجمتهم العاصفة، وقالت “أم علي”، إحدى سكان المخيم: “يُعتبر الوقود أكثر أهمية بالنسبة لنا من الطعام”، وتسببت العاصفة الثلجية في إغلاق باب الخيمة التي تسكنها هي وأبناءها الخمسة، وظلوا محبوسين بداخلها لمدة 4 ساعات؛ حتى تمكن الجيران من إبعاد الجليد وإخراجهم.

المساعدات غير كافية..

يشكو اللاجئين من غياب المساعدات؛ ويؤكدون على أن الكمية التي توزع عليهم من الوقود، وهي 20 لترًا لكل عائلة، لا تكفي سوى لليلتين فقط، وتضاءلت المساعدات إذ لم تحصل “الأمم المتحدة” سوى على 50% من المبلغ الذي طالبت به، وهو 4780 مليون يورو، من أجل تقديم مساعدات لـ 5.6 مليون لاجيء سوري في عدة دول مجاورة، ويخشى من التأثيرات التي قد تتسبب فيها العواصف المتوقعة، خاصة أن عدد ضئيل منهم يحصلون على 4 يورو يوميًا لشراء الوقود.

وقالت نساء المخيم: “الحمد لله؛ أنه لم يُمت أي طفل من أطفال المخيم من العاصفة”، وترتبط العواصف عند الناس بالفقد؛ فإما يفقدون ذويهم أو منازلهم أو مدخراتهم، خاصة بالنسبة إلى اللاجئين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم والعيش في ظروف يتجمع فيها الاستقرار مع الفقر، بينما يتعاونون من أجل المرور بتلك الأحوال الصعبة دون أية خسائر؛ فعلى سبيل المثال استضاف أحد الجيران، أبناء “أم علي”، في خيمته بعدما أغرقت المياه خيمتها.

9 آلاف سوري عادوا إلى بلدهم..

ذكرت “مفوضية اللاجئين” التابعة لـ”الأمم المتحدة”؛ أن عدد السوريين العائدين إلى بلدهم، خلال عام 2018، بلغ 9 آلاف مدفوعين بسياسات الحكومة اللبنانية، وأن ثلث المقيمين في “عرسال” فضلوا العودة.

ويعتبر “خالد الغانزي”، الذي يسكن الخيمة الخمسين، أن “نورما” بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير، ويرغب “الغانزي” في العودة إلى بلاده؛ رغم علمه بأنها ليست مكانًا آمنًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب