بعيداً عن مايجري في عراق مابعد صدام حسين من إصطفافات قومية ومذهبية ، نتيجة سنوات طويلة لبناء هرميَ مقلوب لشكل الدولة ، وهيَ مشتركات لنا مع أمة العرب يفخر بها البعض ، تستند فيها إلى رجل ” مرحلة ” وقائد ” ضرورة ” يلوذ بالفرار فيها موظف بسيط في دائرة او شرطي مرور ينظم السير للمارة في شارع عام حال هروب ” الزعيم ” وإنهيار الدولة ، شعوراً منه بشراكة ما له مع من أجرم ، تضعف الدولة عندها وتحتمي الناس بعناوين فرعية لها ” قومية ، مذهبية ، قبلية ” تشعرهم بالأمان من خطر الشريك في الوطن ، غذتها عوامل عدة منها عدم إطمئنان كلٌ منا للآخر، وإقليم يشعرك بإنسلاخ لك بعيداً عن خرزات مسبحته ، نجد إن العرب بعد ” ربيع ” سنوات خريفهم الطويل ، وممارسات قمعية لأنظمة بطش ، بطالة وسوء خدمات ومرض وجهل يصاحبه تعليم رديء يرتكز إلى التلقين أكثر منه للبحث خوفاً من ” مؤامرة ” تحاك في الخفاء لقوى معادية تستهدف أهداف الثورة ” إنقلاب ” أو رمزها ، يصوتون دينياً ” تيارات الإسلام السياسي ” فيها ” نهضة ” تونس و ” إخوان ” مصر ، يجذبهم إليها خطاب لاهوتي يدغدغ مخيلة حالمة بجنان الله قد يسهم من ينتخبوه في إيصالهم إليها سريعاً ، صورة نمطية عن تقوى تلك الأحزاب وشخوصها وبالتالي نزاهتها ، تبعدها عن كل مامن شأنه إضطهادها أو حتى التلاعب بمال عام لها ، شعبية ساهم بشكل كبير في صناعتها دكتاتور أمعن في إضطهادهم بنسب تفوق ماتعرض له غيرهم من جور .
سطوري هذه مع تساءلات أطرحها هنا وأنا أعيد للمرة المئة تشغيل ” يوتيوب ” نائب ” إخواني ” يقاطع جلسة برلمانية ” ليؤذن في بقية زملاءه ، عن مايمكن أن يقدمه هذا لملايين الجياع ؟ تجارة ” منه لن تبور يسوَقها ، قد يفلح في جنيَ ثمارها مرات عدة بعد أن أستغفل العامة وتلاعب بعقولهم والأمثلة ” الإيمانية ” هنا كثيرة ومؤلمة .
” الإسلام هو الحل ” شعار دون برنامج عمل لتحديات كبيرة تتطلب الكثير من الجهد وعشاق الله ” العرب ” دون أممه الأخرى أختاروا على مايبدو ” خيرة ” عباده وسنوات طوال تتكرر لذات العذابات السياسية والإقتصادية والإجتماعية لهم بصيغة قدسية وجهلهم المركب ينموَ بوتيرة أسرع ظناً بقربهم من السماء أكثر وبعدهم عن ” مغريات ” الدنيا التي هم بأمس حاجتها ، ومواطنتهم مستلبة وموضع شكٍ ، هذا ” مؤمن ” وآخر ” مرتد ” ، إغفاءة طويلة جديدة لنصف قرن قادم يكملوا به نصفه الذي أمضوه بشعار قومي .
حتى ساعتي هذه لم يسعفني الحظ لأصوت لله فأكون وذريتي من الناجين .