لايخفي على أحد في العراق من الذين عاشوا الحقبة الماضية وبالتحديد ثمانينات وتسعينات القرن الماضي انه سمع طرفة شبيهة بالنكتة وقعت لأحد من أقاربه أو أصدقائه عندما كان محجوزا” أو موقوفا” أو سجينا” على ذمة قضية ربما تكون غير قانونية وأحيانا” شخصيه كالمشاجرة مع المسئول أواحد أقاربه من الدرجة الأولى …..
ولكن اغرب ما سمعت عندما كان وزير الداخلية في النظام السابق من أهالي ألبصره قدموا له احد المواطنين بتهمة تكون بسيطة كونها غير جنائية وبعيدة عن السياسة …
وبدلا” من إحالتها إلى القضاء قرر مدير شرطة نينوى في وقتها كون المواطن من أهالي قضاء سنجار التابع إلى محافظة نينوى إحالته إلى وزير الداخلية وعندما دخل السكرتير إلى الوزير ومعه أوراق المواطن وهنا أصبح متهما” قرر الوزير قراره وبدون مراجعة الأوراق فقط مناسم الموضوع فكتب على ورقة صغيره ((يحجز لحين أن تمطر بالصيف )) خرجت الأوراق من مكتب الوزير ومعها القرار….
بلغ السكرتير القرار تلفونيا إلى مدير الشرطة ليبلغ بدوره القائم مقام بالقضاء بالقرار وليبقى المواطن محجوزا” حتى تمطر بالصيف …
استغرب المواطن المظلوم من هذا القرار الجائر وبقي يدعو ربه وهو يعرف أن دعاء المظلوم مجاب وبعد ثلاثة أشهر أو أكثر بقليل وفي صيف العراق اللهاب من الحر وهو في الحجز كثر دعائه ولم ينم ليلا” نهارا” وهو يدعو فأستجاب له الله وأمطرت في شهر آب ..بدأ أقاربه يذهبون إلى القائم مقام يرجونه حتى يخرجه لانها امطرت..
اتصل القائم مقام بوزير الداخلية ليبلغه أن الله أمطرها في قضاء سنجار وان الحكم أصبح منتهي فضحك الوزير وقال إن الله أنجاه هذه المرة فمن ينجيه المرة القادمة إذا كررها ..
خرج المواطن وتفاجأ عندما سمع أن هنالك مواطنين مثله حجزوا وكتب على أو راقهم يحجز لحين يروق لي …..أو يحجز لحين يظهر الورد في الشوك ..
هذه ليست قصة أو رواية كتبتها لكم ولكنها قصة واقعية ربما رجالاتها مازالوا أحياء ولنتذكر
كيف كان القاضي هو الوزير وليتذكر قضاتنا الكرام في كل زمان ومكان أن القضاء مهمة سماوية لتطبيق العدل في الأرض .وان الكتب السماوية جميعها تكلمت عن القاضي ونتذكر أخيرا” قول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال :- القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار
اللهم اجعل قضاتنا ممن عرفوا الحق فقضوا به……
…
