الأنسان العراقي المنسجم مع دينه المتحرك في ميادين الحياة بقوة الثقة بالنفس العارف جيدا حجمه وحجم اخيه الأنسان الأخر مهما بلغت قامته وعظم طموحه وعصفت به الايام والجراحات ,يلملم جراحاته ويستأنف حياته صامدا قويا معطاءاً كريماً مؤمناً ,بهذه الروحية القيمة يطرح السؤال الأتي :هل تغير الأنسان في العراق؟
كان ذلك في غفلة من الزمن , وغفلة من الضمير الذي تدحرج كرأسا مقطوعة , تدحرج الى وادي الأنانية الأسود ,كانت ليلـة صامتة خرساء الا من دوي القذائف ولعلعة الرشاشات وعويل
سيارات الأسعاف والأطفاء ,ونحيب النساء وصراخ الأطفال
في حضن تلك الليلة وفي ظل عذاباتها المريرة أغتالوا الأنسان
في العراق , سال دمه من شرايين الوطن وعيون الأمهات ,اي
يد فاجرة كأنياب الشيطان ضغطت على الزناد وفتحت ابواب
جهنم على هذا الأنسان الطيب الرافل في حمى امير المؤمنين
والشيخ عبد القادر والكنائس المسالمة , واذا به يسقط من عل ويذيبه الظلم والحرمان والقهر ويحوله الى شبح خائف يترقب, عندها لبست الأنسانية سوارا من حديد ,وصار الحق في فوهة الة القتل الفتاكة , وصار العدل شلوا مضرجا بالدم والوحل صريعا
على خطوط النار تتقاذفه رحى شرقية واخرى غربية ومرة يسلب بأسم الديمقراطية واخيرا كفنوه بأسم بالدين ,اما القانون فهل تعرفون مأساة الأيتام على مائدة اللئام.
اي شيء لم تمتد اليه الأيدي الشرسة السفاحة بعد اي مبدأ اي رسالة اي غد,
لقد اغتالوا الكلمة اغتصبوا الأبتسامة لصقوا على افواه الناس لافتة من الحديد تحث على فضيلة الصمت ,تحث على الحياة الهادئة الصامتة الفاقدة للكرامة لأن كرامة الأنسان فقرة غير موجودة في الدستور العراقي , وعلى ضؤ ما حصل وما سيحصل لاحقا يبدو ان هذا الأنسان ضيع الماضي والمستقبل وعاش حاضرا مليئا بالهموم والألام مغلوب على امره .
هذا المواطن الكسيروالذي تحول من الحياة المعدومة الى الة الأرهاب الجهنمية المعقدة اين سيصبح والى اين يتجه ؟
فبعد ان ينتهي كل هذا وتضع الحرب الأرهابية اوزارها ويصل ابطال الساحة السياسية الى قاسم مشترك ولا بد ان يتفقوا بشكل ما على صورة جديدة للوطن ولا بد ان يلتقوا .
وعندما يحدث هذا وتنتهي كل حلقات المسلسل الطويل ويلملم الوطن جراحه وما تبقى من بقاياه ,يصبح السؤال اكثر من ملح كيف سيكون الأنسان في العراق ,
هنا يوضع الجميع على المحك , وفي ضمير الجيل الذي لا بد وانه ات مهما اشتد الظلام .
ولذلك يجب ان نخلع هذا السوار الحديدي الصدأ ونصرخ
بأصوات تشتعل في حناجرنا كالبركان لن نخون الوطن
والأرض وستظل عيوننا مشدودة الى الأفق الرحيب فالفجر أت
لن يظل الدستور مكسورا وسيحيا العدل من جديد وستلبس الأنسانية سوارا ذهبيا زاهيا وسينتصر الأنسان فينا ويتحرر من سواركم الحديدي لأننا تعلمنا كيف ننتصر على المستحيل
[email protected]