29 نوفمبر، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” : عطلة الكريسماس في العراق فرصة لجمع الأقليات الدينية في حضن بغداد !

“الدبلوماسية الإيرانية” : عطلة الكريسماس في العراق فرصة لجمع الأقليات الدينية في حضن بغداد !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

انتشرت بـ”العراق”، الأسبوع الماضي، الأنباء عن عزم الحكومة إعلان “عيد الكريسماس”، (أحد أهم الأيام بالنسبة للطائفة المسيحية)، عطلة رسمية بالبلاد، وتهنئة عموم العراقيين احتفالاً بهذا العيد.

وللوهلة الأولى يبدو الخبر مثيرًا للعجب والدهشة، إذ ما الحاجة إلى الاحتفال بـ”عيد الكريسماس”، في بلد يدين 97% من سكانه بالدين الإسلامي، (شيعة وسُنة)، بينما تُشكل الأقليات الدينية الأخرى، نسبة 3% فقط.

أضف إلى ذلك وجود 9 نواب فقط، من مجموع 329 عضو في “البرلمان العراقي”، يمثلون الأقليات الدينية، بخلاف إسناد حقيبة الهجرة واللجوء الوزارية إلى مسيحي الديانة. بحسب ما نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

وتتعايش الكتل السكانية، مختلفة الأديان والمذاهب، سويًا في “العراق” منذ عقود بعيدة؛ كما الحال في باقي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل “إيران ومصر وسوريا ولبنان”. ويلعب رجال الدين، (إنطلاقًا من أغلبية الطائفة المسلمة)، والسياسيين في “العراق” دورًا مهمًا في قبول الأقليات الدينية.

وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الحالات التالية :

تجربة “الصدر” في لبنان..

– حين إنطلق “موسى الصدر”؛ في زيارة إلى “لبنان” تستهدف إخراج أبناء “الطائفة الشيعية” من الحزن وألم الحرمان، وتحرير المجتمع اللبناني من الأزمات التي يصارعها، تقرب إلى المسيحيين وجعل على رأس أولوياته التوحيد بين “الشيعة” و”المسيحيين” في “لبنان”.

وكان يكتب، طوال سنوات إقامته بـ”لبنان”، المقالات والرسائل في مناسبات “الكريسماس” و”ميلاد السيد المسيح”، وغيرها من المناسبات الدينية المسيحية، في المناظرة أحيانًا بين أيام “الكريسماس” و”عيد الأضحى” أو “عاشوراء”؛ وأحيانًا أخرى يكتب في المناسبات مثل “عيد الفصح” المسيحي.

ولقد كانت “كنيسة كبوشين”، بمدينة “بيروت”، المقر الذي ألقى فيه زعيم إسلامي خطبة للمرة الأول؛ وأكد على وحدة الأديان والشرف الإنساني.

إن دعم “موسى الصدر”، لبائع بوظة مسيحي وجمع الأموال لإعادة بناء الكنسية المحترقة، من أبرز النماذج التي عكست حجم مساعي هذه الزعيم الإسلامي للوحدة بين المسلمين والمسيحيين؛ والتعايش السلمي بين أبناء الطائفتين.

كيفية الاستفادة من وحدة طوائف العراق..

– لكن إنهار التعايش السلمي في “العراق”، بظهور تنظيم (داعش) الإرهابي، إذ استهدف التنظيم، (في كل المناطق التي سيطر عليها)، أبناء الأقليات التي تختلف معهم في المعتقد، وعمد إلى قتل أبناء هذه الطوائف أو إستعبادهم.

وأبرز مثال على ذلك؛ هو التدمير المتعمد للكنائس المسيحية في المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش)، أو عمليات الإبادة الجماعية ضد أبناء “الطائفة الإيزدية” وسبي النساء والفتيات، وبحسب الإحصائيات يقبع الآلاف من أبناء “الطائفة الإيزدية” في سجون (داعش)؛ ولايزال مصيرهم مجهول.

ويمكن القول إن سابقة التعايش السلمي بين الأديان المختلفة في “العراق”، والاهتمام العالمي المتنامي بالأقليات الدينية في مختلف البقاع، وكذلك تأكيد المسؤولين والسياسيين العراقيين على أهمية دور الأقليات، دفع الحكومة في هذا البلد الإسلامي إلى إعلان “رأس السنة القبطية” الجديدة، يوم عطلة رسمية.

لقد نفذ (داعش) عدد من التفجيرات المتكررة للكنائس بـ”بغداد”؛ على مشارف الأعوام المسيحية الجديدة، بالشكل الذي جعل “العراق” مكانًا غير آمن لتلكم الطائفة، لكن يسعى “العراق” اليوم إلى الاستفادة من قدرات هذه الطائفة في الإعمار.

وسوف يشارك العراقيون بالتهنئة كل عام في ذكر ميلاد حضرة “المسيح”، (عليه السلام)، كدليل على أن “الدين” لم ولن يكون عائقًا أمام “الوحدة”.

ويشارك في احتفالات هذا العام؛ نخبة من القيادات العراقية البارزة مثل الرئيس العراقي، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، والسيد، “عمار الحكيم”، زعيم “تيار الحكمة الوطنية”.

وهذه الخطوة؛ قد هي بمثابة إلتئام للجراح التي ضرب قبل سنوات هيكل الوحدة العراقية. ويضم “العراق” حاليًا خمس أقليات دينية هي “المسيحية، والتركمانية، والإيزادية، والشبكية والصابئة”، والقبول بهذه الطوائف والاستفادة من قدراتها في إعمار “العراق” وخلق تنوع ثقافي وتطوير صناعة السياحة، يحول دون تحولهم إلى أداة ضغط من جانب الدول الأخرى. والأهم هو القضاء على مخاطر قمع أو تجاهل هذه الطوائف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة