18 ديسمبر، 2024 11:03 م

لا مرحبا بك على أرض العراق

لا مرحبا بك على أرض العراق

بعد الانتقادات التي واجهت الرئيس الأمريكي ترامب بسبب عدم زيارته للجيوش الأمريكية في المناطق الساخنة في العالم، جاءت زيارته المفاجئة للعراق (مفاجَأة) للجميع، إذ لم يكن هناك أي تنسيق مع الحكومة العراقية وكأنه يزور ضيعة من ضياع الأمريكان وليس بلدا ذا سيادة وحكومة منتخبة من قبل الشعب ! لقد أزالت هذه الزيارة كثيرا من الأقنعة التي كانت تحاول عدم كشف الوجوه الحقيقية سواء على المستوى الأمريكي أو المحلي في العراق. فقد كشفت الزيارة نية الولايات المتحدة الأمريكية بالبقاء في العراق إلى الأبد خصوصا بعد الإنسحاب الأمريكي من سوريا وجعله قاعدة أمريكية للانطلاق منه إلى أي وجهة تهتارها أمريكا. كما بينت هذه الزيارة مدى ضعف الحكومة العراقية وتبعيتها لأمريكا وعدم استقلاليتها كما يزعم السياسيون العراقيون وبان الأمر عكس ما يقال في العلن بأن لا وجود لقوات أمريكية على أرض الوطن منذ إبرام الاتفاقية (العراقية الأمريكية) في وزارة السيد المالكي وتأكيد وزارة السيد العبادي في مناسبات عديدة بأن لا وجود لقوات مقاتلة في العراق ثم جاء السيد عبد المهدي ليؤكد ذات الخطاب وذات النغمة !! وليت شعري علامَ يضحك هؤلاء الحكام ولماذا لم يعترفوا بالحقيقة بأن العراق مازال محتلا من قبل القوات الأمريكية وإلا ماذا نسمي كل هذه الجيوش التي استقبلت ترامب في زيارته هذه؟ فهل جميع هذه القوات خبراء عسكريون كما يحلو للعبادي تسميتها ؟ أم إنهم مجرد ضيوف ليقدموا العون والاستشارة للقوات العراقية في حربها ضد الإرهاب؟ والأمر لا يتعدى عن كونهم ضيوفا ويأتمرون بأمر القادة العسكريين العراقيين ويستطيع العراق إخراجهم متى شاء، لذا فقد جاءت زيارة ترامب لتفضح كل الأقاويل والأكاذيب والادعاءات الباطلة من خلال تأكيد ترامب لجنوده في العراق بأن ليس لديه النية في سحب قواته من العراق على غرار ما حصل في سوريا، بل بدأ بزيادة عديد قواته وتعويض الانسحاب من الأراضي السورية إرضاء لحلفائه الاتراك والإسرائيليين وحكام الخليج والتمركز في شمال العراق بحجة محاربة داعش الإرهابي وجعل العراق مركزا للانطلاق الأمريكي في ضرب القوى المعارضة للسياسة الأمريكية كإيران وحزب الله في المنطقة وتقليم أجنحة الحشد الشعبي الذي ساهم بشكل ملفت النظر بتحرير العراق من دنس داعش الإرهابي بعدما كانت تخطط الولايات المتحدة الأمريكية ببقائه في العراق ليس أقل من ثلاثين عاما وذلك حسب تصريحاتهم المعلنة وما خفي كان أعظم. فالزيارة بشكل عام غير مرحب بها شعبيا وسياسيا، بل ومرفوضة كونها تُعد إنتهاكا صارخا لسيادة العراق وهذا ما أكده سياسيون عراقيون أبرزهم صباح الساعدي الذي أعرب عن رفضه للزيارة من خلال بيانه الذي أصدره بهذا الخصوص. لقد أكدت أمريكا علنا من خلال هذه الزيارة عن هيمنتها الغاشمة الحقيقية على بعض دول العالم ومن ضمنها العراق بتسلطها على الشعوب التي تنشد الحرية والخلاص من التسلط والهيمنة الأمريكية وارغام هذه الدول للخضوع إلى مخططاتها العدوانية وسياستها الاستعمارية في العالم ، إذ انكشفت الحقائق ان لا وجود للارهاب في العالم سوى ما تصنعه أمريكا من إرهاب للتدخل في شؤون الشعوب ومستقبلها لأجل مصالحها الخاصة وهيمنتها على العالم الجديد.