موجة جديدة من التفجيرات تضرب العراق, وكالمعتاد حصة العاصمة بغداد كانت حصة الاسد من هذه التفجيرات, لقد مللنا الحديث عن المسميات , الدامي والمأساوي, بدءا من اول يوم من ايام الاسبوع الى نهايته, ولم نسمع وسط هذه المسميات عن يوم او اسبوع آمن, فقد عجز المكلفون بصناعة الأمن عن توفيره ولم يتمكنوا من القيام بدورهم في حماية ارواح الناس ممن لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم ابناء هذا البلد المستهدف من قبل من باع دينه بدنياه, لكن الاطراف التي تتشارك مسؤولية اهدار الدم العراقي تعددت واختلفت ادوارها ومسؤوليتها فصاحب القسم الاكبر من المسؤولية واحد الاطراف الرئيسية الارهاب طبعا” ,والممولين له والداعمين له, والطرف الأخر هي الحكومة التي تعجز عن توفير الأمن لمواطنيها الأبرياء, لكن الطرف الأخر والاكثر تأثيرا” هم المتاجرين بالدم العراقي من المفسدين ممن ثبت تورطهم بالأسماء بأجهزة كشف المتفجرات والكلاب البوليسية التي تبين انها خارج الخدمة ايضا” هي الأخرى! فأين دور القضاء العراقي ودور النزاهة من هذه الصفقات؟ وكيف خصصت الميزانيات الضحمة لاستيراد اجهزة خارج الخدمة؟ من يتحمل مسؤولية المتاجرة بالدم العراقي؟ فإذا كان القائمين على الارهاب مهمتهم صناعة الموت فالمفسدين هم سفراء الموت وأحد اهم اسبابه فلو لا صفقات الفساد والمتاجرة بدماء الابرياء لا تمكن الإرهاب من اختراق الحواجز الامنية في العراق, وهذا خلل واضح في الأجهزة الامن والقائمين على شراء وتحقيق الصفقات المشبوهة ممن يتربحون على حساب دماء الابرياء من ابناء هذا البلد, ورغم ذلك كله تقف الحكومة عاجزة ومكتوفة الايدي امام الارهاب وامام المفسدين ويستمر الصمت امام الخروقات الأمنية المتكررة التي يتلو بعضها بعضا”, ويستمر مسلسل الموت الجماعي, نتمنى للشهداء العراق الرحمة وان يسكنهم الله فسيح جناته , والشفاء العاجل للجرحى , ونأمل ان تنتهي الايام الدامية في بلاد الرافدين .