ءفي مقالة سابقة لي بعنوان ” الأنجازات الإيجابية والسلبية في العراق ” حاولت ان أثير مسألة على درجة من الأهمية وهي إستغراب البعض وخصوصاً المسؤولين من أصحاب القرار والمتضطلعين والمؤثرين في الشأن العراقي والمتحكمين بالمشهد السياسي عموماً ، من الإنتقادات السلبية الكثيرة والمستمرة دائماً التي يثيرها معظم الكتاب المحايدين والموضوعيين والتي تتناول مستوى أدائهم المحبط والمتخلف والمدمر لحاضر العراق ومستقبل أجياله . وفي تلك المقالة حاولت جهدي أن أبرز الجوانب الإيجابية التي حققها نظام الحكم في العراق منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن تحت سيطرة أحزاب الإسلام السياسي مع تأثير بعض الرموز والشخوص والجهات التي تحمل نفس الفكر أو التوجه العام على أداء تلك الأحزاب . وكانت الحالة الإيجابية الوحيدة تحت هذا النظام هو تحقيق مساحة لا بأس بها من حرية التعبير عن الرأي ( مع وجود العديد من الخطوط الحمراء ) ، ولم أجد لحد الآن أي حالة إيجابية أخرى تحققت وتستحق الإشارة إليها ، ألا إذا أشار أحدهم الى جوانب مهمة أخرى غابت عن أدراكي كحرية التعبير عن الممارسات الدينية والمذهبية كممارسة الشعائر الحسينية بكل تفاصيلها من أستذكار لأجواء الماضي للتعبير عنه بحرية مطلقة بممارسة تقاليد اللطم والتطبير والزيارات والقراءات الحسينية وكل وسائل التعبير الصوتي والمرئي لهذه المناسبة العظيمة . أيضاً أتفق نوعاً ما بأن هذه الحرية في التعبير عن المعتقدات تمثل جانب إيجابي لما حققه النظام الحاكم في العراق .
وإذا تطرقنا إلى المستوى الفرعي والتفصيلي فسنجد أهم شيء إيجابي تحقق في ظل نظام أحزاب الإسلام السياسي ، من وجهة نظر البعض طبعاً ، هو إرتفاع المستوى المعاشي لبعض شرائح المجتمع بحيث تحققت لعدد غير قليل من أفراد المجتمع طفرة نوعية مذهلة وفرص خيالية في حياتهم سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو الإجتماعية وهم ، ( أي ذلك العدد من أفراد المجتمع ) ، أقل فئات المجتمع تعلماً أو تحضراً أو أي من مقومات التميز في الأداء المجتمعي بشكل عام . مع الإشارة الى انه لا يهم ، من وجهة نظر هؤولاء ، بأن تلك الطفرة المادية والنوعية تحققت بشكل قانوني أو غير قانوني ، المهم تحققت ثروة مادية في المستوى المعاشي للبعض من العراقيين .
في ضوء ما ورد أعلاه إستنفذت كل ما أحمل من أفكار لأجمل جميع الجوانب الإيجابية التي تحققت في ظل حكم أحزاب الإسلام السياسي ، والآن ، ولأغراض المقارنة الموضوعية ، لا بد من بيان الجوانب السلبية التي حلت بالعراق في ظل حكم تلك الأحزاب التي ساهم الكثير من العراقيين في وصولهم الى دفة الحكم لكي نقيم أدائهم وما حققوه من إنجازات في العراق . وبسبب كثرة الجوانب السلبية التي شملت جميع النواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية في العراق فإن أفضل وسيلة لإظهار جميع تلك الجوانب السلبية بشكل واضح ومبسط يفهمه عامة الناس وبدون حاجة الى أي تعليق ، والتي هي حصيلة حكم أحزاب الإسلام السياسي ، هي توثيق جميع الحالات والظواهر على مختلف النواحي والأصعدة بشكل صور أو فيديوهات لكي تعبر ببساطة وواقعية عن حال العراق. لأن المشهد الصوري ، شرط أن يكون حقيقي ، سيكون أكبر شاهد على حقيقة وواقع إنجازات تلك الأحزاب الحاكمة ، وعندها يمكن لأي مواطن بسيط أن يحكم ويقيم الأحزاب التي حكمته بإعطاء تصويته لهم عن غباء أو عدم دراية .
مع الأسف إنني لم أوثق الجوانب السلبية بشكل صور أو فيديوهات ، ولكن على الأقل وجدت بالصدفة هذه الصورة التي تعبر عن جانب من إنجازات الحكومة العراقية في المجال الصحي تحت ظل أحزاب الإسلام السياسي دون حاجة الى أي تعليق .