خاص : ترجمة – عبدالرحمن محمد عبدالعظيم :
تواترت الأخبار مؤخرًاً في وكالات الأنباء الرسمية عن سقوط عدد 6 أعمدة إنارة بالطريق السريع، “ميثاق-مشهد”. وإنتهت متابعة الجهات المسؤولة إلى سرقة المسامير الفولازيه التي تربط العامود بالقاعدة الأسمنتية. ومن ثم فأي تيار هوائي، مهما كان ضعيفًا، سوف يؤدي إلى سقوط هذه الأعمدة؛ بما قد يترتب عليه خسائر مادية وبشرية. بحسب ما نشرته صحيفة (كيهان) اللندنية؛ المعارضة للنظام الإيراني.
سرقة قضبان السكة الحديد !
كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية الإيرانية عن إقبال اللصوص على سرقة “قضبان السكك الحديدية”، بخلاف المسامير الفولاذية، بعد ارتفاع سعر الحديد والفولاز !.. كذا فقد نشرت وسائل الإعلام، على مدى السنوات الثلاث الماضية، الأخبار عن سرقه مسامير القضبان الحديدية لقطارات الأقاليم.
وقبل فترة؛ خرج قطار بضائع، من سبع عربات يحمل 350 طن قمح، عن مساره على مشارف مدينة “القدس”، (جنوب طهران) وأنقلب.. وكان فريق الجريمة يتكون من ستة لصوص. ويتضح من الأخبار، في وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي، تنامي حالات السرقات العجيبة والغريبة في “إيران”.
والحقيقة أن بعض اللصوص تجاهلوا ضمائرهم إتباعًا لفرقائهم بين مجموعة المسؤولين رفيعي المستوى بـ”الجمهورية الإيرانية”، ولم يتورعوا عن نهب ما ليس فقط ملكًا للناس؛ وإنما أرواحهم أيضًا.
من سرقة البطاريات الطافية المائية بالخليج حتى أبراج الاتصالات بالعاصمة..
“الطافية المائية”، (الشمندورة)، هي علامات بحرية تستخدم كـ”فنار” لإرشاد السفن، لاسيما في الليل؛ حيث يرشد البحارة إلى المسارات الصحيحة وعلامات الخطر حال وجود حائل في البحر أو قرب الميناء. وتعمل المصابيح على هذه الطافيات المائية بالبطارية، لكن اللصوص لم يتوروعوا عن سرقة حتى هذه البطاريات.
وقد نجح الناشط الاجتماعي، “أبوذر شيخ السقا”، من مدينة “بوشهر”، في تسجيل فيلم عن سرقة “بطاريات الطافيات المائية”، ونشره على صفحة (بوشهر فيشينك) بتطبيق (إنستغرام).
وفي آب/أغسطس الماضي؛ كشف تقرير إخباري عن سرقة بطاريات 150 برج اتصالات في “طهران”، تكلف الواحدة منها حوالي 3 مليون طومان.
وتجدر الإشارة؛ إلى أن سرقة “الكابلات الكهربائية”، ذات الجهد العالي، و”محولات أعمدة الإنارة”، من جملة السرقات الشائعة في “إيران”، وفي بعض الحالات يكون اللص سيء الحظ ويفقد حياته صعقًا بالكهرباء.
ومؤخرًا ألقي القبض على أب وإبنته، في مدينة “هيرمند”، أثناء قيامهم بسرقة “الكابلات الكهربائية” !.. جدير بالذكر؛ أن اللص يغامر بحياته للقيام بمثل هذه السرقات، وهذا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وعوز معظم اللصوص، لكن هذه السرقات تعرض حياة الآخرين أيضًا للخطر.
سرقة المناطق المنكوبة في “كرمانشاه”..
فقد آلاف السكان في “كرمانشاه”، والمناطق المجاورة، كل ممتلكاتهم في زلزال تشرين ثان/نوفمبر 2017، لذا هذا لم يمنع اللصوص من الرأفة بحالهم.
فقد كشف مساعد مسؤول الترميم في “مؤسسة الإسكان”، عن سرقة 120 طن “حديد” من المخصص للمناطق المنكوية، وقال: “تمكنت عصابة من عدة أفراد من سرقة الحديد المخصص لبناء منازل للمتضررين من الزلزال”.
سرقة أغطية البالوعات..
أنتشرت أنباء سرقة “أغطية البالوعات”، في عموم “إيران”، مؤخرًا. وهذه الأغطية تُصنع في العادة من “الحديد” أو “الزهر الصلب”، وتمتاز سرقة هذه الأغطية بالسهولة، لكنها مسألة خطيرة جدًا لا بالنسبة للص وإنما للمارة وقائدي المركبات، وبخاصة في الليالي المظلمة.
وفي كثير من الحالات يسقط الأفراد في حفر أو آبار غير مغطاه، أو يتمكنون من تفاديها بصعوبة، لكنهم يرتطمون بالأرض بسبب إنعدام التوازن. وللأسف يسبب هذا النوع من السرقات أضرارًا بالغة للمواطنين ويؤدي للإصابة بالإعاقة أو الموت.
وتُجدر إضافة سرقة “حواجز الطرق” و”إشارات المرور” إلى قائمة مسروقات الشوارع. كما تنتشر في “إيران” منذ وقت طويل سرقة “السيارات” وأدواتها، لكن ومع ارتفاع أسعار “الإطارات” مؤخرًا؛ فقد راجت سرقة “إطارات السيارات” الفارهة.
ورغم ما يكتنف عملية فك إطارات هذه السيارات من صعوبات، لكن اللص المحترف ينفذ العملية سريعًا ويهرب من مكان الجريمة.
وقد تزايدات معدلات السرقة بالتوازي مع تدهور الأوضاع الاقتصادية المجتمعية، ومن الطبيعي أن يسري فيروس السرقة بين أفراد المجتمع؛ حين يفتقر المسؤولون للنزاهة. وللسرقة أنواع كثيرة ويستحيل حصرها، لكن أقبح الأنواع؛ وقد انتشر مؤخرًا بشكل كبير، هو سرقة “حمولة الشاحنات” في الحوادث على الطرق.
وفي هذا النوع من السرقات يتجاوز اللص حدود إنعدام الأخلاق بشكل يصعب على الوصف. فالسائق الذي فقد شاحناته وبقي على قيد الحياة، (إن كان محظوظًا)، يكتشف أن “الحمولة” التي كانت بمثابة أمانة لديه تُسرق بواسطة أشخاص مثله.
أخيرًا تكشف السرقات المتزايد لـ”المسامير والكابلات والمحولات الكهربائية”، وسرقة “أعمدة الاتصالات”، و”القضبان الحديدية”، و”إرشادات المرور وصمامات أو أغطية البالوعات” بالشوارع، وسرقة “المناطق المنكوبة”، و”السائقون المصابون بحوادث الطريق”، عن حجم الأزمة وتأثير التدهور الاقتصادي على التردي الثقافي والأخلاق بالمجتمع.