17 نوفمبر، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

عامل السياسة الامريکية الجديدة ضد طهران

عامل السياسة الامريکية الجديدة ضد طهران

التغيير الذي طرأ على طريقة واسلوب تعامل الولايات المتحدة الامريکية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي أنهى مرحلة وعصرا ذهبيا للعلاقة بينهما خلال عهد الرئيس السابق اوباما، يترك تأثيراته السلبية على مجمل الاوضاع في إيران خصوصا بعد إلتزام إدارة الرئيس ترامب نهجا هجوميا ضد هذا النظام يعتمد على سياسة توجە‌ الضربات المتواصلة من مختلف النواحي مع جعل الناحية الاقتصادية هي الاساس لتلك السياسة.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي هو اليوم في وضع خاص يکاد أن يکون مختلفا عن الاوضاع السابقة التي مرت عليه من مختلف الاوجه، حيث يتکالب عليها التهديدات والاخطار من کل جانب، تقف اليوم في وضع غير مريح ومستقر أمام هذه السياسة التي وضعت بصورة بحيث تمسك بطهران من مواضع الالم، ومع ملاحظة إن هناك أوضاع إقتصادية مزرية يعاني منها النظام الايراني فإن السياسة الامريکية الجديدة کما هو واضح ترکز على الناحية الاقتصادية وبنظر المراقبين السياسيين فإن العقوبات الامريکية بدفعتيها هي بمثابة ضرب تحت الحزام.
لئن کانت هناك الان ضجة وردود فعل عنيفة في داخل إيران بشأن إلتزام السياسة الامريکية نهجا تصعيديا ضد الحرس الثوري وإعتباره جهاز إرهابي، لکن سوف تکون هناك ضجة وردود فعل إستثنائية وأقوى وأهم بکثير فيما لو بادرت واشنطن الى الاهتمام العملي بملف حقوق الانسان وتسليط الاضواء عليه أکثر وبدقة أکبر من الفترات الماضية، خصوصا من حيث تفعيل الجهود لدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.
السياسة الامريکية الان وفيما يخص قضية تإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، لايزال هناك الکثير من العمل والاجراءات الاخرى من أجل تفعيله على أرض الواقع بصورة أکثر تأثيرا، ولاريب من إن تفعيل هذا الجانب من السياسة والذي يعتبر بمثابة القلب النابض لها، مهم جدا لأنه وفي حال شعور الشعب الايراني بأن العالم يسنده ويٶيد نضاله فإنه سيتحرك بصورة غير عادية وتماما کما ألفناه في إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، وبطبيعة الحال فإن الشعب الايراني لايزال ينتظر الموقف الامريکي من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يقود نضال الشعب الايراني منذ أکثر من أربعة عقود، وأن تکون هناك خطوات عملية من أجل تحديد العلاقات السياسية والاقتصادية الى أدنى مستوى ممکن وصولا الى قطعها.
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والمعروف بنشاطاته وتحرکاته وفعالياته المستمرة وشبکة علاقاته الواسعة مع الاوساط السياسية والثقافية في سائر أرجاء العالم وعلى مختلف الاصعدة، يشکل رقما صعبا في المعادلة الايرانية وإن إهمالها أو تجاهلها بوسعه الحيلولة دون نجاح أي مخطط أو مشروع سياسي دولي عام ضد إيران، خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة والاحتجاجات التي تلتها حملت وتحمل بصمات هذا المجلس.

أحدث المقالات