أفادت صحيفة “لو جورنال دي ديمانش”الفرنسية يوم الأحد، بأن الشرطة العلمية اكتشفت بعد فحص دقيق وتحليل لبيانات أجهزة طارق رمضان الإلكترونية، 776 صورة إباحية وجنسية على مختلف وسائط حفظ الوثائق المملوكة له، بعضها مع سيدات لا يزلن يقاضينه بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أيضا أن البحث قاد المحققين الثلاثة إلى صور جنسية لرمضان، من بينها صور “سيلفي” مع نساء في وضعيات غير أخلاقية، مشيرة إلى أن المحققين في اتهامات الاغتصاب التي تلاحق رمضان، بحثوا في هاتفي “آيفون 7 بلس” و”سامسونغ غالاكسي” وقرص تخزين خارجي وكمبيوتر “ماكبوك برو” و”آيباد برو” ومفتاح USB وحاسوبين آخرين.
كما فتش المحققون أيضا في الصفحات التي بحث عنها عبر الإنترنت، حيث وجدوا أن طارق بحث في شهر يناير 2018 عن “تدليك حسي في المنزل”، كما بحث أيضا من يؤمن له الحراسة في مدينة ليل الفرنسية وغيرها من المعطيات التي وجدوها على أغراضه الشخصية.
في 1949، حسن البنا، جد طارق رمضان، ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين، طورد من قبل الملك فاروق الأول واغتيل بسبب أعماله السياسية. وفي 1958، لجأت وفاء البنا، أم طارق رمضان، إلى سويسرا مع زوجها سعيد رمضان وهو سكرتير البنا وشخصية بارزة في جماعة الإخوان المسلمون، وقد نفاه جمال عبد الناصر من مصر، فلجأ إلى سويسرا.
حصل طارق رمضان على درجة الماجستير في الفلسفة والأدب الفرنسي، وعلى درجة الدكتوراه في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة جنيف بين 1988 و1992، شغل منصب عميد معهد سوسور في جنيف.
في 1992، جاء إلى فرنسا وقدم عدة محاضرات. شارك بين 1993 و1994 في مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، بعد ذلك رفض دعوات المشاركة حتى سنة 2008. بعد ذلك وقع نداء السكان الأصليين للجمهورية الذي يندد بفرنسا كدولة لا تتحمل مسؤولية تاريخها الإستعماري. كذلك عين كمكلف بالدروس الدراسات الإسلامية في جامعة فريبورغ بين 1996 و2003. الجامعة الكاثوليكية لنوتردام في ساوث بند في ولاية إنديانا منحته في بداية سنة 2004 كرسي دائم مزودج في الدراسات الإسلامية. هو منتمي كذلك لمعهد جون بي كروك لتدريس العلاقة بين الديانات، النزاعات، وتعزيز السلام. في أغسطس من نفس السنة، الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة ألغت تأشيرة عمل تحصل عليها في مايو 2004 دون تقديم الأسباب، معللة ذلك بأن قانون باتريوت آكت يمنح حكومة الولايات المتحدة حق اتخاذ إجراء ات خاصة عند الاشتباه بقيام أنشطة إرهابية. بعد هذا الرفض، عدة مفكرين وقادة أمريكيين، من بينهم نعوم تشومسكي، وقعوا عريضة تندد بهذا فعل الذي يحد من الحرية الأكاديمية. في 17 يوليو 2009، محكمة إستتئناف في مانهاتن، تعطي الحق لطارق رمضان في دخول الولايات المتحدة ورفض ما قامت به الحكومة الفدرالية معللة ذلك بأنه غير مبني على شيء.
في 20 يناير 2010، وزارة الخارجية الأمريكية تقرر في وثيقة موقعة من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، عدم صلوحية الأسباب التي حالت دون دخول طارق رمضان الولايات المتحدة.
في صيف 2005، تحصل طارق رمضان على دعوة بصفة أستاذ زائر في جامعة أوكسفورد، وتم استدعائه للمشاركة في مجموعة تفكير أسسها توني بلير حول مشكلة الإسلام المتطرف في المملكة المتحدة، بعد التفجيرات التي وقعت في لندن في 7 يوليو من نفس السنة. في نوفمبر 2006، المجلة أوروبيان فويس أعطته جائزة أوروبي السنة في فئة الشخصيات الغير منتمية لدولة عضوة في الاتحاد الأوروبي. في 2000، تم تصنيفه واحد من بين سبعة مفكرين مجددين ومبتكرين في القرن الواحد والعشرين من قبل المجلة الأمريكية التايم. كذلك هو واحد من بين 100 مفكر الأكثر تأثيرا في العالم، وذلك في المرتبة الثامنة في 2004 من قبل مجلة التايم، وفي 2005 و2008 كذلك من قبل فورين بوليسي وبروسبكت، وفي 2009، 2010، 2012، 2013 من قبل مجلة فورين بوليسي. تحصل في 2007 على جائزة الامتياز مقدم من قبل المجلة البريطانية ذو مسلم نيوز. جاء أيضا في المرتبة 51 من بين أكثر 100 مفكر مؤثر في العالم من قبل فورين بوليسي في 2014.
عين طارق رمضان في منصب كرسي حول الدراسات الإسلامية المعاصرة في معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة أوكسفورد، وكذلك هو يعمل في كلية سانت أنتوني في نفس الجامعة منذ 1 سبتمبر 2009. كذلك هو أستاذ علوم إسلامية معاصرة في إدارة العلوم الإسلامية التابعة لجامعة قطر ومؤسسة قطر، وباحث بارز في جامعة دشيشا في كيوتو في اليابان.
في يناير 2012، أصبح مدير مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر. كذلك هو رئيس خلية تفكير المعروفة الشبكة الإسلامية الأوروبية الموجودة في بروكسل والعضوة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
درس طارق رمضان بعد ذلك دراسات إسلامية في جامعة الأزهر في القاهرة بين 1992 و1993، ثم بين 1994 و1995.
في يناير 2011، استدعى مباشرة على قناة إي-تيليه الفرنسية للحديث حول الثورة التونسية والثورة المصرية، وقال أنه بعد دخوله لمصر للدراسة، تعرض للتعذيب من قبل النظام وقال:
«جنسيتي سويسرية، ولكن من أصل مصري، وعند دخولي لبلدي مصر للدراسة، كنت أعبر عن كون النظام غير ديمقراطي، وعندما جاؤوا لضربي وتعذيبي، قال أحدهم لزميله، لا لا هذا أجنبي، هذا سويسري. ماذا سنفعل له إذن؟ فقاموا بجلب مصري أمامي، وقاموا بتعذيبه بصورة لا تصدق أمام عيني، لكي يقولا لي كيف نعامل المصريين هنا».
عمل استاذًا في مدرسة سوسور، وهي مدرسة ثانوية في جنيف-سويسرا، ومحاضرًا في الدين والفلسفة في جامعة فريبورغ في الفترة من 1996 إلى 2003.
وفي أكتوبر 2005 بدأ التدريس في كلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد برتبة أستاذ زائر.
في عام 2005، أصبح باحثًا في مؤسسة لوكاهي.
وفي عام 2007م، قدم طلبًا ناجحًا للأستاذية في الدراسات الإسلامية في جامعة ليدن، ولكنه رفض تولي المنصب متعذرًا بأسباب مهنية.
وكان أيضًا أستاذًا زائرًا للهوية والمواطنة في جامعة إيراسموس في روتردام، حتى أغسطس 2009 عندما أعفته مدينة روتردام وجامعة إيراسموس من منصبه “مستشارًا للاندماج” وأستاذًا، متذرعة بأن البرنامج الذي استضافه على قناة برس تي في الإيرانية، “الإسلام والحياة”، “غير متوافق” مع واجباته في روتردام. وصف طارق رمضان هذه الخطوة بأنها كره للإسلام وسياسية التوجه. وابتداء من سبتمبر 2009 عين رمضان في رئاسة الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أكسفورد.
إلى جانب عمله كبروفيسور في جامعة أكسفورد، يعمل طارق رمضان كأستاذ زائر لدى كل من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في قطر، وجامعة مونديابوليس في المغرب، وجامعة ماليزيا برليس في ماليزيا، وكذلك هو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة دوشيشا في كيوتو في اليابان.
وهو ايضا مستشار وخبير لدى عدة لجان في البرلمان الأوروبي. ويشارك أيضا في عدة غرف عمل عالمية لديها علاقة بالإلهيات والأخلاقيات، وبالحوار بين الأديان والثقافات، وعموما في المواضيع الإجتماعية. هو مدير مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق ومقره الدوحة.وهو عضو في الفريق الاستشاري لوزارة الخارجية البريطانية في حرية الدين والمعتقد.
أنشأ طارق رمضان حركة مسلمي سويسرا، التي تشترك في مختللف حلقات النقاش بين الأديان. وهو مستشار للاتحاد الأوروبي حول القضايا الدينية، وطلب للمشورة في الاتحاد الأوروبي في لجنة حول “الإسلام والعلمانية”. في سبتمبر 2005، دعي للانضمام إلى مهمة من قبل حكومة المملكة المتحدة. وهو أيضا مؤسس ورئيس شبكة المسلم الأوروبي، ومقرها بروكسل، وتسعى إلى جمع المثقفين المسلمين الأوروبيين والناشطين.
أعمال طارق رمضان ترتكز على تفكير ديني وفلسفي وسياسي لها علاقة مع الدين الإسلامي والروحانيات ومختلف النظريات الفلسفية. منذ سنوات يعمل على دور الإسلام في الغرب وفي العالم.
وهو مستشار وخبير لدى عدة لجان في البرلمان الأوروبي. يشارك أيضًا في عدة غرف عمل عالمية لديها علاقة بالإلهيات والأخلاقيات، وبالحوار بين الأديان والثقافات، وعمومًا في المواضيع الاجتماعية.
تنحى أعماله نحو اللاهوت، من الناحية السياسة الفلسفية والمتعلقة بالدين الإسلامي، والقيم الروحية والفلسفات المختلفة. ويشارك منذ سنوات في النقاش حول الإسلام في الغرب وفي العالم.
يتركز اهتمامه في التجديد الإسلامي، وبحث قضايا المسلمين في الغرب، ويعد أحد القيادات الإسلامية في أوروبا، ومن أكثر الشخصيات المؤثرة فيها. يتكلم طارق رمضان بطلاقة العربية والفرنسية والإنجليزية، وخاصة الفرنسية حيث له تأثير كبير جدًا في الأواسط الفرانكوفونية، خاصة في فرنسا والمناطق الفرنسية في سويسرا وبلجيكا، ويشارك غالبًا في حوارات هامة وبرامج تلفزيونية كثيرة.
و هو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ترجمت جل كتبه إلى العديد من اللغات، ومن أبرز هذه الكتب كتاب “خطورة الأفكار” قام بترجمته الدكتور محمد صلاح شياظمي. جاء هذا الكتاب تتويجا للقاء فكري غير متوقع بين المفكرين إدغار موران وطارق رمضان، والذي جرى في يونيو 2013 بمدينة مراكش المغربية. يتطرق الكتاب الحواري إلى القضايا الكبرى الراهنة بعمق ودقة، حيث يتناول مختلف القضايا المتعلقة بالدين، والعلمانية، والعقلانية، والعلوم، والفن، والمرأة، والتربية والتعليم، والديمقراطية، والقضية الفلسطينية، ومعاداة السامية، و معاداة الإسلام، والشعبوية، و”الربيع العربي” إلخ… يجمع بين هذه القضايا خيط ناظم يتمثل في الأخلاقيات. لقد كان الحوار مثيرا بشكل كبير بين إدغار موران، صاحب نظرية الفكر المركب، وبين أحد رواد الفكر الإصلاحي المعاصر طارق رمضان، مدير مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر. المثير في الكتاب الحواري هو أنه رغم تناقض المسارات الفكرية للرجلين بشكل كامل، تمكنا من التحاور بشكل هادئ، وحصل تقارب كبير في الأفكار و الآراء في العديد من القضايا الشائكة، نذكر منها القضية الفلسطينية، ووضعية المرأة، ومقاومة جميع أشكال الجور والقهر. وقد قام الفيلسوف كلود هنري ديبور بتسيير الحوار.
الإتهام بالاغتصاب:
تقدمت سيدة تدعى هند عياري،في 20 اكتوبر2017، بشكوى في فرنسا ضد طارق رمضان تتهمه فيها باغتصابها والاعتداء عليها جنسيا. وقدمت الشكوى إلى النيابة العامة في مدينة روان في شمال غرب فرنسا حيث تقيم المشتكية، التي تبلغ من العمر 40 عاما، وهي حاليا رئيسة جمعية تعنى بحقوق المرأة المسلمة. وتتضمن الشكوى، حسب ما ورد في النص اتهامات بارتكاب “جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية وأعمال عنف متعددة وتحرش وتهديد”. وكانت هند العياري قد وصفت حادثة الاغتصاب بكتابها المسمى “”J’ai choisi d’être libre(أخترت أن أكون حرة) وقد استخدمت اسم “زبير” كناية عن طارق رمضان في الكتاب. وقد رد طارق رمضان عبر محاميه المحامي ياسين بوزرو في بيان، حيث أكد أن موكله “ينفي قطعيا هذه المزاعم .
في 31 يناير 2018، قامت السلطات الفرنسية بإيقاف الأستاذ الجامعي السويسري والمفكر الإسلامي طارق رمضان بباريس بغية إخضاعه للاستجواب على خلفية قضيتي اغتصاب تعودان إلى عامي 2009 و2012. وأكدت مصادر قضائية فرنسية أنه انتقل من تلقاء نفسه إلى مركز الشرطة استجابة لاستدعاء للشرطة.
وفي الثاني من فبراير 2018، بعد يومين من توقيفه رهن التحقيق، طلبت النيابة العامة وضع طارق رمضان قيد التوقيف الاحتياطي.
في 23 أكتوبر 2018 أعترف طارق بإقامة علاقة جنسية مع الامرأتين لكنه شدد أن تلك العلاقة كانت بالتراضي وليس اغتصاباً وأجبر طارق على هذا الاعتراف بعد الكشف نهاية سبتمبر عن مئات الرسائل الهاتفية القصيرة من هاتف قديم لكريستال.
في الثاني من ديسمبر 2018، كشفت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الفرنسية عن العثور على 776 صورة إباحية وجنسية على هواتف وحواسيب ووسائط حفظ البيانات الخاصة بطارق رمضان.