22 نوفمبر، 2024 4:58 م
Search
Close this search box.

الإعلام الجامعي تحديات رقمية ورؤى عصرية

الإعلام الجامعي تحديات رقمية ورؤى عصرية

مما لاشك فيه ان الاعلام في ظل البيئة الاتصالية الرقمية يشكل ثقلا كبيرا في المجتمعات ومحرك للرأي العام واحتلال مكانة في عقول ووجدان الجماهير . فبات الاعلام في دول كثيرة يقفز على تسلسل السلطات التي تحكم نظم العالم ليصبح احيانا السلطة الاولى . وفي ظل الواقع الاتصالي الرقمي الجديد الذي بات مزدحما بالقنوات الاتصالية التي تحتوي على بيانات ومعلومات وصور ومقاطع فيديو ووسائط متعددة ؛ يشهد منافسة اتصالية محمومة تفوق التصورات المألوفة .
فإذا كانت المؤسسات الاتصالية المشهورة تواجه اليوم مصاعب ومعاناة في مواكبة متغيرات الواقع الاتصالي الجديد وحاجات المستخدم المتجددة ، فكيف الحال بإعلام الجامعات ؟ وهل ان اعلام الجامعات في العراق مايزال كما هو متصور عنه اعلام مؤسسات او اعلام سلطة؟ .
اسئلة كثيرة دارت في مخيلتي وجدت اجاباتها في دراسة مشتركة للدكتورعظيم كامل الجميلي والدكتورة ثناء اسماعيل رشيد من كلية الآداب في جامعة بابل حملت عنوان ” الإعلام الجامعي في الوطن العربي واستراتيجية التطوير في ظل الا تصال الرقمي ” . تكمن أهمية موضوع الدراسة في أن الدراسة تبحث في ايجاد مهام وادوار جديدة للإعلام الجامعي تمكنه من تحقيق صفة الانفراد في انشطته الاتصالية المستقبلية ؛مما قد يتيح له امكانية جذب انتباه واثارة اهتمامات المستخدمين الرقميين في الفضاء الاتصالي . لاسيما وان الاعلام الجامعي ينظر له في الاوساط العلمية والمهنية بقداسة ومثالية ،كونه ينشد الصدق ويقصد الحقيقة ، ويصبوا الى صناعة رسائل اعلامية تتسم بأخلاقيات الاعلام وتسعى الى تلبية الاحتياجات الاتصالية للمستخدم المتوقع . فالمستخدم في ظل بيئة اتصالية رقمية تشهد تنافسا اتصاليا فريدا من نوعه ، بات يعاني من تخمة معلوماتية تفوق قدراته وحاجاته الاتصالية ؛لذلك فإن الرسائل الاتصالية لوسائل الاعلام الجامعي في العراق اذا أُريد ان تأخذ مكانا منفردا في البيئة الاتصالية الرقمية ،لابد من استيعاب الحاجات الاتصالية للمستخدمين التي لم تشبعها الفضاءات الاتصالية المحلية والعربية والدولية، وان تنفرد في اثارة افكار وتأملات وحاجات اتصالية متنوعة بعيدة عن اهتمامات المشاركين في الاتصال الرقمي.
اذا فالتفكير في الانشطة الاتصالية لابد ان يكون بطريقة مغايرة ومتفردة ،لاعتبارات عديدة، منها انه يصدر من مؤسسات اكاديمية غير ربحية تنشد الصدق وخدمة المجتمعات ،كما ان الانشطة الاتصالية ممولة حكوميا ،مما يمكّن القائمين على العمل الاتصالي ان يتجاوزوا بعض الضغوط المهنية والحزبية والمجتمعية وغيرها من الضغوط التي تفرضها الاوساط المجتمعية، على الرغم من تلك الفرص فإن الاعلام الجامعي يواجه اشكاليات عديدة يمكن تحديدها – كما جاءت بالدراسة – : اهمها ان الاعلام بوصفه اعلام مؤسسات يقترب في تأدية نشاطه الاتصالي من اشتراطات وافكار وضغوطات الاعلام السلطوي. وان هيمنة النشاط الاخباري الدعائي لمسؤولي الجامعات عبر وسائل اعلام الجامعات من منشورات وصحف وقنوات اذاعية وتلفازية ومواقع الكترونية ،وبذلك فأن اعلام الجامعات يعاني من ظاهرة صناعة الرموز وتسويق نشاطاتهم الاتصالية. كما إن المكلفين بإدارة الاعلام الجامعي لم يفوضوا الا بصلاحيات محدودة لا تمكنهم قيادة النشاطات الاتصالية بحرية وبمهنية ؛فإدارات الاعلام الجامعي هي من نمط الادارات الصغيرة التي لا يتمتع بها القائمون على العمل الاتصالي الا بصلاحيات محدودة، كما أن نشاطاهم الاتصالي يفلتر من قبل حارس البوابة الذين يفرضون اشتراطات ومصالح واهداف مسؤولي الجامعات ؛ لذلك نلاحظ غياب الصحفي الاستقصائي والصحافة الاستقصائية ،وهيمنة النشاطات الاخبارية الدعائية والتسويقية. ولا يشعر الاعلاميون في اعلام الجامعات بانهم يعاملون معاملة الصحفي ، فهم اقرب الى موظف في مؤسسة حكومية مقيدة بقوانين وتعليمات لا يمكن ان يتخطاها ، كما إن من الممكن تكليفهم بأعمال بعيدة عن العمل الاتصالي ، كالأعمال الادارية. كما ان الاعلام الجامعي مخترق من قبل وسائل الاتصال الاخرى ويعمل اعلاميوه بدون دراية كمراسلين ومندوبين لها ، ويسهموا بتحقيق مصالح وغايات قد تتناقض او تقترب من اهداف وغايات اعلام الجامعات.
ودعا الباحثان الى امكانية استثمار المواقع الالكترونية لإعلام الجامعات في تحقيق اهداف علمية وحضارية وثقافية عبر توسيع الصلاحيات لقيادة الاعلام الجامعي ، وتغيير نمط الادارة ، من الادارة الصغيرة الى الادارة المتوسطة ، وحماية حرية الرأي والتعبير للصحفيين . وتوفير البنية التحتية للإعلام الجامعي من مال وابنية ومستلزمات تقنية حتى يتمكن من اداء رسالته الاتصالية. وتدريب الملاكات الاعلامية ورفدها بالمتخصصين ، واصحاب الخبرات ، وتشجيع الصحافة الاستقصائية والصحفي الاستقصائي. فضلا عن تخصيص بوابة الكترونية للطاقات الشابة في الوسط الجامعي والاوساط المجتمعية ، تهتم بتغطية نشاطاتهم العلمية والثقافية والادبية والدينية والفنية، واشراكهم في انشطة الجامعة من مؤتمرات وندوات وورش عمل ومعارض. وتخصيص بوابة الكترونية تتضمن الرسائل الاتصالية التي نشرتها او بثتها القنوات الاتصالية . وتخصيص بوابة الكترونية مختصة بالشكاوى واخرى بمقترحات المجتمعات الرقمية من اجل تطوير اداء الجامعات في الاوساط المجتمعية المحلية والعربية والدولية لنشاطات الجامعة وملاكاتها العلمية. ودعوة قادة الرأي في المجتمعات المحلية وممثلي الحكومات المحلية ومسؤولي المؤسسات والشركات في تلك المجتمعات للمشاركة في خطط وبرامج الجامعة؛ لان المشاركة من اولويات الاتصال الفعال؛ لتحديد المشاكل التي تعاني منها الاوساط المجتمعية ومؤسساتها واعطائها الاولوية ضمن خطة الجامعة، واخضاعها للبحث العلمي وتقديم الحلول العلمية لها.

أحدث المقالات