ستقتل زراعتنا وتتحول ارضنا لصحاري قاحله, ويموت العراق … ولا زال خبير ما يحلل وينظر عن عواقب جفاف نهر دجاة وتأثير سدود الاتراك عليه, ويقوم اخر بتحليل ما سيصبح البلد عليه بعد خمسة عشر عاما, هذا يهاجم وذاك يدافع واخر يبرر, فيما راح الراي العام يتحدث بصورة عشوائية, كمن يسير في الصحراء دون دليل بطرقها.
المياه سر الحياة، وواجب الحكومة ان تجد حلولا لهذه الازمة، لكن عندما تتجول في الأسواق، تجد هناك منتجات زراعية مستوردة من بلدان، لا تملك ما يكفيها من مياه عذبة! او تجد بلدان أصبحت من الدول المتقدمة جدا، وهي لا تملك موارد كالتي يملكها العراق.
اذن هناك رافد ثالث مهم جدا، اهم من دجلة والفرات، من يريد ان يتقدم يجب ان يعمل على ديمومته، بل ويعمل على تطويره وإزالة الترسبات عنه.
الانسان العراقي من اهم الروافد التي يجب تطويرها، والعمل على انتشالها من حالة اليأس والاحباط التي أصبحت تمثل جزء مهم من حياة اغلب الشعب.
اخذ الشعب ينظر الى أي حركة او امر تنوي القيام به الدولة، الغاية منها منفعة شخصية اوسرقة أمواله، ربما سبب ذلك السياسيين أنفسهم، من خلال تعاطيهم مع احداث ما بعد 2003، وطريقة اتهامهم لبعضهم لأجل غايات معينه
يجب على الحكومة إعادة ثقة الشعب بها، وهذا لن يحدث الا من خلال اعمال تنعكس على الأرض، يلمسها المواطن.
نسمع عن خطة لدى الحكومة لمكافحة الفساد، وأيضا ان هناك قطع أراضي ستوزع على فئات محددة من الشعب، كما نسمع بإعادة فتح ما يسمى بالمنطقة الخضراء، امام عموم الشعب.
خطوات ان استطاعت الحكومة تطبيقها خلال الفترة القادمة، سنستطيع القول انها اوقدت شمعة في نفق اليأس الذي يعيشه المواطن.
فيما اخذنا نسمع خلال الأسابيع المنصرمة، من ممثلي المرجعية الدينية، توجيهات الى المواطن العراقي نفسه، من خلال الاهتمام بالعمل، والحرص على أوقات الدوام وعدم هدر الوقت، كما ركزت كثيرا على ضرورة الاهتمام بالتعليم، وطرق التدريس وغيرها من الأمور المهمة التي نحن بأمس الحاجة اليها.
من اجل ان تبني انسان سليم، يجب تنشئ تعليم رصينا، وقطعا هذا لا يقع على المؤسسة التربوية وحدها، انما الاسرة لها دور كبير فيها.
دعي بعض الساسة الى ضرورة ان يكون هناك تعاون بين الاسرة والطالب والمعلم، لتحسين الواقع التعليمي في البلد، والذي يمثل الخطوة الأولى لإنعاش رافدنا الثالث، كما ورد ذلك في حديث رئيس تحالف الأصلاح.
لذلك أردنا ان نخاطبه بالقول: أنك الان رئيس تحالف، بأمكانك ان تضغط لتحول كلامك الى فعل، فهل أنتم فاعلون؟!” هذا الميدان يا حميدان”, لنرى كيف تحولون شعاراتكم الى واقعا على الأرض.
اهتموا برافدنا الثالث، فأن مات “لا سامح الله” متنا.