في كل زمان ومكان هناك كبير للقوم ومعه حاشيته أو كما يقولون مستشارين له وهكذا يكون أيضاً النظام الإداري للدولة.ولكن النظام العشائري يكون فيه فوارق كبيرة فشيخ العشيرة في الماضي القريب يعتبر الاب الروحي لكل العشيرة والسند والاخ الكبير دوماً ..
أما اليوم فاختلفت المسميات واختلفت صفات الشيوخ.. فشيوخ اليوم جاءوا نتيجة ظرف معين أو استعانوا بالجانب المادي أو الوظيفي لتثبيت وجودهم ..اما المسميات الأخرى فلاتنطبق على من يدعي الشيخة كالنسب أو كثرة الولائم أو علاقة الشيخ بالسلطان . فالمجتمعات المتحضرة تريد أفعال في كل شيء وليس اقوال في مجالس سمر يمجد بعضهم البعض…
إن اغلب من يدعون أنهم شيوخ اليوم هم بحاجة ماسة إلى شيوخ يوجهونهم على طريق الصواب وليس من المعقول أن يكون شيخ العشيرة وأصدقاءه بعمر أبناءه الصغار أو أحفاده ولايعرف شيء من الكلام الصحيح ولايعرف مخافة الله فتجده متقلب في وجهات نظره ومتغير الأفكار …ويقوده ناس منبوذين اصلا من العشيرة .فيمدحونه تارة ويذمونه تارة أخرى .والقسم الآخر من الشيوخ مجرد يحمل ختم اوكما يسمى مهر ولكن في الحقيقة هو لايسمع كلامه اي فرد قريب عنه وحتى أفراد عائلته تجدهم ينفرون منه …
إن مشيخة العشيرة أمانة تحتاج لباقة كلام وحكمة عقل وحفظ لاغلب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حتى يكون فصل الشيخ في مناسبات الفصل العشائري مطابق لأحكام الشريعة الإسلامية..ولكوننا مجتمعات تنتمي للقانون العشائري وحاجة الدولة لذلك عليه يجب أن يكون انتخاب اي شخص لمشيخة العشيرة يحمل مواصفات ومؤهلات خاصة تؤهله لأن يكون قائد عشائري..
أما كلمة ميخ التي ذكرتها فهي اعجبتني لطرافتها حيث كان شيخ عشيرة معروف يرقد في المستشفى وتتوافد عليه الناس من كل صوب وخاصة شيوخ العشائر والمسؤولين .وكان موظف الاستعلامات في هذه المستشفى يشير إلى مكان وردهة المستشفى التي يرقد فيها ذلك الشيخ وصادف أن زار المستشفى في تلك الليلة مواطن يلبس ملابس تقليدية بالزي العربي فأشار له موظف الاستعلامات واستقبله بكلمة اهلا شيخ .فأجابه منو أخبرك انني شيخ فقال ملابسك واكيد اتيت لزيارة الشيخ فلان الراقد في مستشفانا فقال له أنا ليس شيخ انا ميخ فاستغرب الموظف وقال لم اسمع بهذا الوصف من قبل فأجابه الميخ اعلى من المختار وليس لديه ختم وأقل من الشيخ ولايسمع كلامه أحد …وما أكثر الميخات في يومنا هذا ….
أما الصنف الثالث في مقولتي هذه هم العظامة بالتشديد فوق حرف الظاد وهؤلاء أشخاص غضب الله عليهم وأعطاهم بطون لاتشبع ووجوه لاتستحي فتجدهم في كل مناسبة لدى شيخ العشيرة أو وجهاء المجتمع موجودون ينتظرون موعد الوليمة وتجدهم دوماً من الذين يمجدون الناس لأنهم يحملون داخل أنفسهم شخصية ضعيفة ناتجة أما عن واقع فقر مرير او دناءة النفس .وبعد أن انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي تجدهم دوماً من السابقين لالتقاط الصور للولائم ونشرها سواءً كانت في البيوت أو المطاعم وحتى وإن كانت وليمة عائلية بسيطه فيتفاخرون بذلك ويعتبرونه فخر لهم ولعوائلهم والعكس هو الصحيح ..فعفة النفس اليوم مطلوبة ومن لم يشبع في بيته لن تشبعه المطاعم وبيوت الناس .ومن لم يتذوق طعم اللحم والمشويات مع عائلته فلم تشبعه عظام ولائم الشيوخ والمسؤولين …واتقوا الله في انفسكم وسمعة عوائلكم ومستقبل اطفالكم أيها العظامة..
وانتم أيها الشيوخ الجدد اعلموا أن من لايسمع كلامه ابنه أو بنته لا يستطيع فرض رأيه على اي فرد من العشيرة وان الاسم زائل والابتعاد عن الحكم خارج شريعة الله هو ظلم والله حرم الظلم على نفسه..
وان من تخدمه مرحلة زمنية معينة نتيجة مال اوجاه اوسلطة سوف تزول ويزول معها مشيخته…
وانتم أيها العظامة كفى مداهنات ومديح فارغ فلقد اصبحتم سلعة لمن يطعمكم اكثر وكفى صور على الفيس بوك فلقد فضحتم كل التقاليد والعادات العربية الأصيلة .
ولله في خلقه شؤون..
…