19 ديسمبر، 2024 1:49 ص

ألقى امبراطور الشعر العربي نزار قباني قصيدة في ربوع لازورد المتوسط مطلعها يا تونس الخضراء جئتك عاشقاً وعلى جبيني وردة وكتاب وعندما أستفاق المدى الأزرق وأستيقظ الحجر الأبيض من السبات الأسود انطلقت جحافل الثائرين الى شوارعها الواسعة التي اصبحت متاريس وخنادق للباحثين عن الخبز والحرية منها انطلقت الثورة وأخواتها وفيها اجتمعت الفئات والطبقات والشرائح على طاولة الانتفاضة أرتفعت أصوات الإباء وصرخات الشموخ سقط رموز الفساد واندثر اللصوص خرجوا من كل زقاق وشارع وتقاطع ومنعطف حاملين رايات الربيع العربي الذي هز العالم فلولا الخضراء الشاهقة لما تغيرت الاحداث والمشاهد ولكانت الصور والزوايا في محل لا صلة له بالواقع والخيال تونس كانت محطة التغيير فلقد قدمت للأمم والشعوب محاضرة برسم القيم والمبادىء ووضعت خارطة جديدة لمعاني ومفاهيم الإباء والشموخ فخروج الشعب التونسي على السلطة الفاسدة اسقط قناع اللصوصية ومحى اثار البربرية وكشف الغطاء عن الكم الهائل من العجز في الاخلاقيات لدى الانظمة الفاشية …

فالشعب التونسي واعي ومثقف يأبى سياسة التجويع فرغم انتهاء الثورة التونسية الا ان الاحتجاجات والمظاهرات لم تنتهي فالحاجة الى إدارة نموذجية هو حلم المواطن التونسي وطموح التوانسة لا يقف عند حكومة كارتونية تشرع القوانين حسب تأويلاتها وتنظمها وفق تكهناتها لهذا فخروجهم الى الشارع للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة او لالغاء قانون ما او اعادة النظر بمشروع قرار ما هو الا دليل على رفضهم لكل اشكال القهر والبؤس وهذه الصفة الثورية نادرة وفريدة لا تملكها الشعوب المارة من هامش الحضارة والامم الغارقة في طقوس القومية والطائفية والعنصرية فالشعب التونسي شجاع لا يهاب الغاز ولا قطع المطاط ويهاجم الرصاص الحي لأنه يتخذ من الإرادة واجهة لتطلعاته فالجماهير التونسية هدفها نهضة الحياة بقوة العقل تتبعها صرخة تحيا تونس …

أحدث المقالات

أحدث المقالات