17 نوفمبر، 2024 4:32 م
Search
Close this search box.

استهداف البنك المركزي العراقي لمصلحة من ؟

استهداف البنك المركزي العراقي لمصلحة من ؟

اتابع ، كما يتابع غيري في داخل الوطن وخارجه ، موضوعة اتهامات البنك المركزي العراقي ، التي طغت على الساحة السياسية ، واصبحت الشغل الشاغل للبرلمان ، وبرامج التلفزيون الحوارية ، ووسائل التواصل الاجتماعي .. اتهامات ، تتمايل مع الظروف ، وحين ينتهي اتهام يبرز غيره ، لكنها بالمجموع ترمي الى اشاعة ثقافة التسقيط ضد البنك ، ومحافظه واعضاء مجلس ادارته ..

وحين اعود الى شهر ونيف من الان ، اجد ان مسلسل الاتهامات بدأ على شكل استفهام حول قانونية وضع اسم محافظ البنك على الاوراق المالية العراقية ، وقد خرج البنك من هذا التساؤل ، من محيط الاتهام سالما ، بعد ان اوضح مسببات وضع الاسم ، قانونيا ، امام البرلمان ، فسقط بيد من اثاروا الموضوع .. ، وهدأت الامور وعاد الامر الى طبيعته ، لكن عاد من حرك قضية اسم المحافظ على الاوراق المالية ، الى البحث عن وسيلة اخرى باتجاه تسقيط بيت المال العراقي ، واعني به البنك المركزي العراقي ، متمسكين بقشة ، مضى عليها خمس سنوات ، نعم خمس سنوات ، وهي اتلاف سبعة مليارات دينار عراقي ، في مصرف الرافدين غير صالحة للتداول ، نتيجة غرق الخزينة المصرفية للمصرف المذكور ، وفي فترة لم تكن فيها ادارة البنك المركزي العراقي الحالية ، في موقع المسؤولية .. وادعوا ان الادارة الحالية للبنك هي المسؤولة .. وبدأت الاستجوابات ، وحين انبرى المواطنون الى الوقوف الى جانب الواقع ، خف الموضوع ، بعد ان تسيد العقل ، واخذت الحقائق تظهر الى العيان ، وخلص الجميع الى ان اتهام الادارة الحالية بالمسؤولية ، بعيدة عن الواقع والمنطق !

ولم تمض سوى ساعات ، حتى انبلج اتهام جديد على البنك ، وهو مشروع البناية الجديدة التي صممتها العراقية الكبيرة ” زها حديد ” طيب الله ثراها ، لتكون معلما عراقية في خارطة العالم المعمارية ، وبدلا من المباركة لتشييد هذا الصرح ، كان الاتهام الجديد ..

عجيب امر من يريد زحزحة المكانة الاعتبارية للبنك المركزي العراقي التي حصل عليها بجهد فريق العمل فيه من خبراء ماليين وعاملين واداريين تربوا في مؤسسة عريقة .. لماذا هذا الاستهداف .. فبدلا من مد اليد الى اصحاب العقول التي مكنت ( حسب احصائية رصينة ) من ارتفاع قيمة الدينار العراقي بنسبة 8 % نتيجة نجاح السياسة النقدية التي انتهجها البنك ، في وقت انخفضت فيه الليرة التركية بنسبة 89 % والجنيه المصري 103% والليرة السورية 996% .. والامثلة المشابهة كثيرة ، نجد ان الكيد يتصاعد ، وبألوان متعددة ..!

ان تفكيك بنية هذه الاتهامات للبنك ليست بالشفرة المستعصية على الحل وإنما هي مكشوفة وبائنة ، بسبب تناقضاتها وثغراتها ، ولا تحتاج إلى ذكاء لبيب لاكتشافها ، فبين اتهام واتهام وكلمة وكلمة و جملة وجملة وفقرة وفقرة ، تبرز التعارضات والمفارقات الدالة على الاستهداف .. وهو استهداف مؤسسة ، حظيت باحترام ومحبة الشعب ، وتقدير مؤسسات مالية عربية ودولية..

لنبتعد عن خلط الاوراق .. فقد بانت خيوط ومسببات هذه الهجمة والاتهامات واضحة للعيان .. ومن الله التوفيق

أحدث المقالات