عمار الحكيم زعيم سياسي عراقي استلم زعامته عن سلسلة عائلة دينيه في النجف الاشرف، كان جده “الامام الحكيم” زعيم الحوزه العلمية في العالم الشيعي، وكان والدة عزيز العراق وعمه شهيد المحراب يمثلون زعامة المعارضه العراقية خارج البلاد حتى سقوط النظام.
عاد الراحلان “، محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم”، بعد سقوط حزب البعث الصدامي الى العراق، مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي كان الاول رئيسه، بأستقبال حافل من قبل الشعب العراقي، وما لبث في العراق حتى استشهد بعد صلاة الجمعة، في العتبة العلوية المقدسة بحادث تفجير لم تعرف كل خفاياه لحد الان.
كان شهيد المحراب واسع الافق، يتحدث عن بناء بلد حر تقوده مؤسسات وطنية، وكان لديه رؤيه استشرافية مستقبليّة، وكان يعلن رفض المخططات التي كانت تحاك على البلاد لتقسيم الشعب الى فئات طائفية وعرقية، وكان يتحدث عن تعزيز الهوية العراقية وجعلها المعيار الاساسي في المساوات بين المواطنين، لكن لم يرق هاذا الكلام لمن يريد خراب العراق ومن يريد ركوب موج السلطة.
تسنم بعدها عزيز العراق زعامة المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه، وغير اسمه الى المجلس الاعلى الاسلامي، تماشيا مع النظام الجديد في العراق، وما نص عليه الدستور من سلميه التداول للسلطة وغيرها، استمر عزيز العراق بالسير على خطى اخية شهيد المحراب، محاولا بناء شخصية مستقلّة للبلاد، لا ترتبط بعرق او دين او طائفة ولا ترتبط بأجندات اجنبيه.
كان حلم شهيد المحراب ان يحيا العراقين جميعا في ضروف ملائمة للحياة، لا فرّق بين مواطن واخر وان نخرج من مأزق الطائفية والاختلاف العرقي، الذي رسّخ لها النظام البائد حين كان يميز بين المواطنين، حسب قومياتهم واديانهم وطوائفهم، واستكمل عزيز العراق السعي لتحقيق ذلك حتى توفي.
قاد زعامة المجلس الاعلى بعد الزعيمين الراحلين “عمار الحكيم“، نجل عبد العزيز الحكيم وقام الحكيم الشّاب بتغيرات وادخال دماء جديدة لتيار شهيد المحراب، لتعزيز قدرات الحزب والانطلاق بقدرات شبابية وفتح الافاق امام الشّباب للعمل السياسي، لكن ما هو اهم من ذلك استكمل الحكيم الشّاب، حلم الحكيمين الراحلين في بناء شخصية وطنية للوطن والمواطن.
ايقن الحكيم الشّاب ان الحل في العراق، هو تحويل الكيانات السياسية الطائفيه والدينيه والعرقيه الى كيانات وطنية، تبنى على اساس الهوية الوطنية والمصلحة العامه، وهنا بداء الحكيم حراك سياسي شديد لتحقيق رؤيته، وتنفيذ مطامحه حتى ادرك ذلك.
اطلق عمار الحكيم شعار الكيان السياسي الوطني العابر للطائفية والعرقية، والذي لم يتحقق حتى ابيض شعر الحكيم الشّاب، ولم يرى النور حتى دخلت العمليه السياسية في خضام زجال وتناحر سياسي، لكن كان ختامها مسك حيث تزعم عمار الحكيم كتلة الاصلاح والبناء، التي تظم تشكيلة وطنيه من كل فأت المجتمع.
استطاع الحكيم اليوم ان يمثل كتلة عابرة للطائفية، واثبت ايضا ان كتلة الاصلاح والبناء التي تزعمها هي الكتله الاكبر برلمانيا، وكذلك نطمح ان نرى هاذه الكتله ذات بعد وافق عالميّ، كما كان التحالف الوطني ابان فتره قيادة الحكيم.
نطمح ان تنجح كتلة الاصلاح والبناء بانجاز الحلم العراقي الوطني العابر للطائفية، وتعظيم وترسيخ فكرة الهوية الوطنيه على حساب الطوائف والاعراق، وتأكيد المساوات بين المواطنين، وتصدير هذه الفكر للكتل والتحالفات الاخرى.