يستغرب ملايين العراقيين حملات التيار الصدري ضد البعثيين منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد إشتد حمى وطيس حملة الصدريين مع نية الحكومة تعديل قانون المساءلة والعدالة، في وقت يدري ملايين العراقيين ان تسعين في المائة من منتسبي التيار الصدري هم من البعثيين ومن قادة ، بملاك قادة فرق يتولون مهام قيادة التيار، ويعرفهم القاصي والداني.
لكن المستغرب ان أكبر المكونات السياسية التي تحتضن الاف البعثيين هي من شنت عليهم حملات ما انزل الله بها من سلطان، وكان الاحرى بقادة التيار الصدري ان يتجاهلوا التحريض على شاكلة بعض الكتل ضد البعثيين ، لأن من احتضن الاف البعثيين هم التيار الصدري، ولكن ما ما هو مستغرب ان يكون قادة التيار الصدري هم من يشنون الحملات المعادية للبعثيين عندما يريدون الحصول على حقوقهم الوظيفية والاعتبارية وليس عودتهم لان الاغلبية منهم اصبحوا كبارا في العمر واستحقوا التقاعد، لهذا لاخوف لدى الحكومة من عودة البعض منهم، اذ تم تدجينهم تحت واجهات أخرى، لكن التيار الصدري احتضن حصة الاسد من البعثيين، وكان من المفترض ان لاينساق التيار الصدري وراء هذه الحملة ، لانها تريد ان تغطي على حقيقة مكوناته، التي يشكل البعثيون تسعين في المائة من مجموعه على الأقل.
بل الأبعد من هذا هناك من يتهم السيد مقتدى الصدر بأنه كان بعثيا، بل ان صدام حسين نفسه كان لايتشري أية سيارة من النوع الفاخر لعدي أو لقصي دون ان تكون لمقتدى الصدر حصة مماثلة منها، ومن النوع الراقي، ويعرف الكثيرون ان مقتدى الصدر كان يطلق عليه (الفتى المدلل ) لدى صدام حسين، فما بدا من حال لكي تتغير الاحوال بين ليلة وضحاها وينكر فضل من رعوه وأكرموه احسن تكريم واذا به لايترك مناسبة الا ويكيل لهم الاتهامات، رغم ان السيد مقتدى الصدر كان بدرجة متدنية، لاتصل درجة نصير في الحزب، الا انه كان مضطرا لان يكون مسايرا لهم في وقتها، فالمهم لديه ان تشمله رعايتهم الأبوية، من أفضل السيارات الراقية، وقد أغدق عليه صدام حسين بمكارم لم يحلم بها، وما ان سقط حتى استولى على بقية انصاره من البعثيين وجندهم لحسابه، وها هو التنظيم الصدري يسيطر عليه البعثيين وهم قد اختفوا تحت واجهات التيار الصدري خوفا على حياتهم.
وقد كان رئيس الوزراء نوري المالكي محقا كما يبدو عندما اتهم الصدريين في أزمته معهم قبل سنوات، بأنهم بعثيون ومن بقايا البعث الصدامي ، وأطلق عليهم مختلف الاوصاف، وغضب التيار الصدري في وقتها على اتهامات المالكي له، وعدها من قبيل ( التسقيط السياسي ) لكن المالكي ما زال يقتنع ان أكثر من ثلثي التيار الصدري هم من البعثيين، وهو الاخر مستغرب من مواقف التيار الصدري عندما يحاول اصدار قرار ينصفهم باعادة حقوقهم التقاعدية والوظيفية، تحت ضغط التظاهرات والحاح بعض الكتل السياسية لتجاوزالأزمة الحالية.
وهنا يتساءل الاف العراقيين عن سر حملات قادة التيار الصدري ضد البعثيين رغم انهم من رعيله الأكبر عددا وقوة، واذا ما حصل أي انقلاب أو متغير في الحكم لصالهم فأنهم أنفسهم سيتبرأوا من التيار الصدري الذي نقض العهد والود معهم، في مزايدة وصفها البعض من اقطاب العملية السياسية بانها للتغطية عما يحتضنوه من بعثيين ومن رفع التهمة عنهم بأنهم من انصار البعثيين، وهم من يخاف الكثير من السياسيين عندما تحدث اية مخاطر ان ينقلب الصدريون عليهخم ويكونوا ادوات الانقلاب الجديد!!