17 نوفمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

الأم …… الأسـم الأعظم للمـرأة

الأم …… الأسـم الأعظم للمـرأة

تساؤول طرحته في مقال سابق بعنوان ــ عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل ــ كنت قد نشرته قبل مايزيد عن عامين لمت فيه بعض النساء المثقفات وبالأخص ذات التوجه التقدمي بل والمنتميات فكرا لليسار وقلت مانصه ـــ  المرأة في مثل هذا التأهيل وعلى هذه الدرجة من النضج الفكري ما الذي يدفعها لدخول هكذا تجربة اذ ليس بالضرورة على المرأة المثقفة ان تتزوج لمجرد الزواج لكي تشعر بأن حياتها قد اكتملت عناصرها فالزواج خارج اشتراطات المرأة المثقفـة ليس بذي قيمة فليس بالضـرورة ان تمـارس فعلا بايولوجيا تمارسه مليارات الاناث لاكمال دورة الحياة .
هل هنا المرأة تخون قضيتها كأمرأة تشترك فيها مع بقية ا لنساء ام تخون نفسها بأن تتورط بعلاقة مع شريك تتقاطع معه في اغلب مسميات الارتباط .
سؤال يبحث عن اجابة !!!!
المقال نشر على مواقع الكترونيه عديده منها موقع النور حيث شارك في التعليق رجال ونساء لكن مايهمني هو تعليق بعض النساء المثقفات من الشريحة التي اعنيها في مقالي حيث شاركنني الرأي نفسه لكن التعليق الذي تميز على بقية التعليقات جاء من امرأة على نفس الموضوع الذي نشر في الحوار المتمدن حيث قالت التي ادعت ان اسمها ياسمين تونس مانصه ــ سيدي الكريم انا استطيع ان اقدم لك اجابة انثى وليس مثقفة لأن المثقفة هي في نهاية الأمر انثى لها كل الأحتياجات والميولات الأنثويه .. انا ارى وهذا تجربة شخصيه ان الدافع الأساسي خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا العربي الإسلامي هو تحقيق رغبة يمنعها المجتمع خارج إطار الزواج الا وهي الرغبة في الأمومة . المرأة يحكمها عمر بيولوجي ولذلك تسابق قطار العمر بأن تقبل بأول رجل يتقدم اليها ولايكون امام عينيها غير تحقيق تلك الرغبة في الأنجاب لذلك لاتبحث في الرجل عن أي شيء اخر سوى قدرته على تحقيق رغبتها . لذلك فمن الطبيعي انها حالما تحقق اشباعها تنتبه الى طبيعة اختيارها لتكتشف انها حادت عن مسارها العادي وعندها ستقوم آليا بإلغاء وجود ذلك الطرف الذي لم يعد مرغوبا فيه وتتصرف كملكات النحل ‍‍ ..!! ـ
في حينها قادني طرح هذه المرأة الى الدخول في دوامة من التساؤلات منها هل ان غريزة الأمومة في المرأة تملك عليها وجودها بهذا الشكل الآسر لدرجة انها تبحث عن أي مسوغ لتبرير تحقيق رغبتها في ان تكون اماً مقابل أي تضحيات او تنازلات وضمن الشرعيه الأجتماعيه لأنها تعي جيدا في انها حتى لو توفرت لها الفرصة بشكل شخصي في الأنجاب خارج هذه الشرعيه فأنها  ستلحق بهذا الوليد عار يحول بينه بين ان يحظى بالمقبوليه الأجتماعيه عندما يبلغ اشده .
طيب اذا كانت النساء المثقفات والمتحررات واللواتي يتمتعن بالأستقلا ل الأقتصادي يشكل هاجس الأمومة حجر الرحى في كينونتهن فإن كل عواطفهن ومشاعرهن بالتأكيد مسخرة لتحقيق هذه الرغبة  فمشاعر الحب والغزل والعشق التي يبدينها لاتعدو بالنسبة لهن سوى القاطرة التي تصل بهن الى بوابة الأمومة وكل حرصهن على ان يكن جميلات وانيقات سوى واجهات تسويقية للوصول الى الهدف نفسه وحمل انفسهن على التحلي بالرقة والعذوبه والشفافيه لايعدو كونه سوى وسيلة لأستدراج الرجل الذكر لكي يكون مساهما في هذا المشروع .
إذا كانت المرأة المثقفة والمتحرره والمكتفيه اقتصاديا تتعامل مع قضية الأمومة بهذه الكيفيه فكيف تعاملت امهاتنا مع قضية الأمومة ..!!! امهاتنا اللواتي لم تتح لهن الظروف ولا الأمكانيات ولا المرحلة التاريخيه مثل تلك الأمكانيات التي اتيحت للمعاصرات من المثقفات والمتحررات .
وقبل الأسترسال اريد ان الفت نظر الرجال خاصة والنساء اللواتي لم يصبحن امهات بعد او اللواتي لم يعد بإمكانهن ذلك ان مشروع الأمومة ليس نزهة تقوم بها المرأة لكي تصبح اما فمشروع الأمومة مشروع شهادة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى سواء خلال فترة الحمل بكل اتعابها وتبعاتها اما عملية الولادة وحدها فحكايتها حكاية حيث تقف فيها المرأة على المفرق بين الموت والحياة .
تخاصم ابو الأسود الدؤلي وامرأته التي طلقها في ولد لهما وكلاهما يدعي انه احق به من الأخر وتحاكما الى والي البصرة فقال لهما الوالي : ماخطبكما ؟ قالت المرأة : خصمان اختصما في ولدهما . فقال الوالي : فلتدل المرأة أولا بحجتها . قالت المرأة : أصلح الله الأمير هذا ابني كان بطني وعاءه وحجري فناءه وثدي سقاؤه أكلؤه إذا نام وأحفظه إذا قام فلم أزل كذلك سبعة أعوام فحين أملت نفعه ورجوت رفعه حاول غصبه مني قهرا . فقال الأمير : وأنت ياأبا الأسود ماهي حجتك وماهو جوابك ؟ فقال أبو الأسود : أصلحك الله أيها الأمير فأنا حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه فقالت المرأة : لقد صدق أيها الأمير ولكنه حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة ووضعته كرها . حينها قال الأمير والله وزانت بين الحجتين وقارنت الدليل بالدليل فما وجدت لك عليها من سبيل .
وظيفة الأمومة لكل الأناث عند الحيوانات تنتهي بمجرد ان يستطيع صغيرها تحصيل قوته بنفسه لكنها عند المرأة لاتنتهي علاقتها بوليدها ابدا فهي باقية ببقاء حياتها حتى لو بلغ وليدها مبلغ الرجال ان كان هذا الوليد ذكرا او مبلغ النساء ان كان هذا الوليد انثى .
تخاصمت امرأتان في أمر صبي فذهبتا للقاضي ومعهما الصبي وكل واحدة منهما تدعي ان الصبي ابنها وليس ابن غريمتها وكان القاضي فطنا ولكي يحسم الأمر بسرعة أمر ان يقسم الصبي الى نصفين لكي تأخذ كل واحده منهما حصتها وافقت احدى المرأتين بقرار القاضي ورفضت الثانية هذا القرار قائلة للقاضي اني اتنازل لها عن نصفي في الصبي عندها قال القاضي سلموا لهذه المرأة الصبي فإنها امه حقا وطرد التي قبلت بقرار تقسيمه الى نصفين .
في بعض الأحيان نرى امرأة تملك كل المواصفات التي تطلبها الرجال في المرأة متزوجة من رجل لايعد قرينا مناسبا لها في أي من المواصفات التي تملكها لأن قطار الزواج من الرجل المناسب لها قد فاتها وحرصها الغريزي على النهوض بوظيفة الأمومة حملها على القبول بهذا الزوج.
عندما كنا صغارا كانت جداتنا وخصوصا في ليالي الشتاء الباردة عندما نجتمع متحلقين على المدافيء وهن يحكين لنا حكاياتهن الجميلة المليئة بالعبرة رغم مايسودها من خرافه ومع تقادم السنين نسيت اغلب تلك الحكايا الا القليل منها ومن هذا القليل الذي رسخ في الذاكرة قصة ذلك الأبن المدلل الذي ربته امه كما يقول المثل الشعبي العراقي ــ بماي العين ــ فقد ترملت هذه الأم بعد ولادة هذا الأبن بفترة وجيزة وقد طلبها للزواج رجال كثيرون لفرط جمالها لكنها رفضت بشدة مؤثرة تكريس حياتها لتربية فلذة كبدها الذي ما ان بلغ مبلغ الشباب حتى هام حبا بفتاة وعندما طلب يد هذه الفتاة رفض ابيها ذلك  لأن ام هذا الشاب كانت في يوم ما قد رفضت الزواج منه بالرغم من حسبه ونسبه وحجم ثروته الطائلة ولم تفلح كل محاولات وجهاء القوم الذين حملهم لكي يطلبوا يدها لكنها بقية مصرة على رفضها لهذا رأى في قضية طلب يد ابنته من ابنها فرصة للأنتقام منها فقال للشاب لكي ازوجك ابنتي عليك ان تأتيني بقلب امك وهو ينبض …ذهل الشاب من هذا الطلب الغريب من نوعه وذهب الى امه والوجوم يخيم على محياه وعندما الحت عليه امه لكي يخبرها عن سبب حاله المرتبك قام بإخبارها بما طلب منه فكان جوابها اكثر ذهولا لهذا الأبن مما طلبه منه والد خطيبته عندما قالت له افعل ماطلب منك ولم تزل تصر عليه حتى اخذ سكينا واستخرج قلب امه وذهب يعدو به مسرعا حرصا منه على ان يصل الى دار خطيبته وقلب امه ينبض واثناء عدوه السريع عثر بحجر فسقط على الأرض فسمع نداء يصدرمن قلب امه يقول له ـ اسم الله ـ  عسى الله عن يحفظه من أي مكروه بسبب هذا السقوط فاستغرب رجلا كان قد تصادف تواجده بالقرب من محل سقوط الشاب قائلا له ماهذا الذي الشيء الذي تحمله وذكر اسم الله فأجابه الشاب انه قلب امي الذي استخرجته من صدرها لأقدمه مهرا لخطيبتي حينها لم يتمالك الرجل نفسه من هول ماسمع  فاستخرج سكينا وقتل الشاب على الفور .
في مقال لي بعنوان ــ دردشة مع امرأة جريئة جدا ـ قلت فيه : ان خسارة الرجل الشرقي بسبب وضع المرأة الراهن فادحة جدا لأنه رتب عليها وضعا اخلاقيا في معظمه نفاقيا لكي يتوافق مع التزاماته الأخلاقية البائسة فسبب تخلفنا هو بسبب تخلف وضع المرأة لكونها ام للمجتمع وليست نصفه كما يحلو للبعض ان يصفها فكيف لمجتمع ان يحظى بفرصة للرقي والنمو وحاضنته يشوبها عطب شديد .. ماذا تورث نسائنا لأطفالهن ..؟ انهن يورثنهم الضعة والهوان والأنكسار والمكر والنفاق وكل صفات التردي الأخرى التي اصبحت هويتنا الوطنيه… بعد حين سيصبح هؤلاء الأطفال رجالا ونساء ويعيدون تكرار ذات الدورة الجدليه من التخلف والتردي التي ادمنها مجتمعنا … انهن ينتجن مجتمعات مستسلمة لجلاديها الذين يتوارثون الأوطان وكأنها ملكيات خاصه لأن رجال تلك الأوطان استمرأوا الأذلال وتعودوه ولم تعد ضمائرهم تؤنبهم على تفريطهم هذا .
لاتبرع المرأة في شيء اكثر من براعتها بإمتياز لأن تكون اما فلا يصلح أي رجل مهما كانت كفائته وامكانته لأن  ينوب عن المرأة في هذه المهمة … ربما الرجل المهندس يكون اكفأ من كثير من المهندسات النساء وكذلك الطبيب والمدرس والفنان والكاتب كل هذه العناوين يمكن للرجل ان يبز فيها المرأة … لكن ان يحل محلها كأم فلا يجتمع على هذا الرأي اثنان من الرجال ورغم ان الأمومة المهمة الأخطر والأصعب والأروع في الدنيا لكن المقابل الذي يعود للمرأة مقابل عطائها العظيم هذا يعد لاشيء لكنها رغم هذا العائد البائس لم يحملها ولو للحظة على تببدل موقفها القائم على الرضا والقبول للتصدي لهذه المهمة بكل حماسه ورغبة واخلاص لهذا فإن تسمية الأم تعد الأسم الأعظم للمرأة .

أحدث المقالات