رجل مستهتر: لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له ولا ما شتم به.
الإستهتار: الولوع بالشيئ والإفراط فيه حتى كأنه أُهْتِرَ أي خَرِفَ.
الإستهتار بالقوة إضطراب خطير يصيب الأفراد والفئات والأحزاب والمجتمعات وقد عهدته البشرية على مرّ العصور , وكأن هناك نزعة إنفلاتية عند البشر تجعله يستهتر بالقوة التي يمتلكها أيا كان نوعها , مادية , نفسية , عسكرية , إقتصادية وغيرها .
والشواهد عديدة ومتراكمة لا تحصى , ولو نظر الواحد منا في نفسه وحوله لوجد إستهتارات متنوعة بالقوة وما تحتمه من سطوة وتسلط وعتو ووهم بالقدرة المطلقة.
هذا السلوك ينطبق على المسؤولين وجميع الجالسين على كراسي الحكم بمختلف درجاتهم.
وقد عانت المجتمعات من الإستهتار الفردي بالقوة , كما حصل في ألمانيا وإيطاليا وروسيا وبعض المجتمعات في المنطقة , عندما إستهتر بالقوة شخص أو حزب أو فئة فتحقق العبث بالبلاد والعباد.
ويبدو أن المجتمع يساهم في صناعة المستهترين بالقوة , والمدمرين لما يمت بصلة للوطن , ويكون ذلك بتغليب الولاء الشخصي على الولاء الوطني , أو بمحو الفوارق ما بين الحالتين , وجعل الوطن يتجسد في شخص , فيُنسى الوطن وتكبر صورة وقوة الشخص.
وطبع البشر ما أن يكتسب ولاءً حتى يتأسد ويتوحش ويمعن بالإفتراس , وتتعاظم أنانيته ونوازعه السيئة.
ذلك أنه يصل إلى حالة الإنفلات المطلق المؤزر بالنفس الأمّارة بالسوء , التي تُذهب بصره وتعمي بصيرته وتدعه طاقة غير مردوعة أو منضبطة ومحكومة بقوانين ومعايير.
والإستهتار بالقوة قد يحصل في المجتمعات الديمقراطية , عندما يميل ممثلو الشعب لتقديم الولاءات والتذلل والتقرب للشخص الذي في الصَدارة , خصوصا عندما يكون مُستعدا للتعبير عن هذه النوازع الإستهتارية المطمورة.
وهؤلاء المستهترون هم الذين يُذيقون مجتمعاتهم والبشرية علقم الويلات والنكبات الجِسام!!
فعندما يتحوّل ممثلو الشعب إلى مَطايا للرئيس يتحقق أعظم إستهتار بالقوة!!
فهل من تقوى وإعتبار , لكي يتحقق العدل والإعمار؟!!