الفضيحة ذاك العنوان الساحر الذي يجر الجميع نحو ممارسة هواية الإذلال العلني والقتل الاجتماعي المشروع لمن تخلت عنه ربات القدر واصبح نجما في “ارض السافلين ” الأرض التي تسقط فيها كل القوانين.
الفضيحة تغري الجميع كتعبير عن سقوط الاقنعة!
الفضيحة أيضا تعبر عن ذاك الكائن الغامض الذي يعيش في اعماقنا الذي راح ضحية الكبت الاخلاقي والتصنع الثقافي.
الرغبة المكبوتة نحو الفضيحة هي بوح خفي عن تناشز رهيب بين الرغبة في الفعل ذاته والرغبة باذلال من تجرأ على فعله بنفس الوقت!
التناقض بين العاطفتين جعلتنا اسرى وضحايا وبنفس الوقت سلعة لدى صناع الفضائح والباحثين عن” لقمة العيش” ب”التعبير المصري” في هذه الصناعة.
اليوم إذا اصابت احدكم مصيبة الفضيحة لن ينفع معها ترياق “استر ما واجهت “ولا توسلات”استر ماستر الله عليك “!
إذ أصبح للفضيحة “ثمن”.
التغير في التركيب الاقتصادي للمجتمعات ينتج تغيرات في ثقافة المجتمع وتركيبته وتاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام وفق تعبير ماركس!
البحث عن الطعام في زمن اقتصادات السوق وتكنولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي جعلت المنافسة تاخذ مسارا اخر ووجهة أخرى، فبعد ان اتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مساحات اعلامية واسعة واعطت فرصة ان تملك منصة سهلة وغير مكلفة، ببضع خطوات تملك قناة ومنصة اعلامية تستطيع من خلالها ان تجد مصدر رزق ممتاز حيث شجعت شركات الإعلان هذه المهن عن طريق تخصيص نسبة من ارباحها للمنصات التي تستطيع جذب أكبر عدد من المشاهدات والنقرات وهكذا تجد شيوع ظاهرة ” اليوتيوبرز”!
لكن مع عدد الطامحون والباحثون عن عمل في العالم الافتراضي يجعل المنافسة صعبة!
مع استحالة المنافسة على القمة صار لزاما ان تأخذ المنافسة وجهة أخرى، وان تاخذ المنافسة وجهتها نحو القاع.
نحو القاع نحو ارض السافلين.
هناك تكون المنافسة متاحة أكثر فالسقوط إلى الاسفل لم يكن يوما بمشقة الارتقاء إلى الاعلى!
ارض السافلين.
الأرض التي تخون فيها نفسك وضميرك واخلاقك.
ارض صناعة الفضيحة والبحث في الازبال عن بقايا وجيف “الفضائح”.
فضيحة تعيد إلى الاذهان تلك النزوات المكبوتة لتعرى امامها كل اقنعتها.
“شاهد حصريا قبل الحذف 18+”.
“انزعه ملابسه بالف تعليق ”
“فضيحة. “.
بعدها يدخل “عرازيل” الفضول لدى الجميع للاستجابة لنداءات ورسل ارض السافلين!
الأرض التي تصنع عمل لمن لاعمل له وشأن لمن لا شأن له.
في هذه الأرض تصبح الفضائح صناعة و” ثمن” وضحايا.
في هذه الأرض تصبح انت السلعة!
انت من يباع ومن يشترى بنفس الوقت.
الفضيحة ستبقى عنوانا سخيا لجذب الملايين التي تبحث عن ممارسة الاذلال العلني ولتعبر عن مكبوتاتها،
صناعة الفضيحة ستبقى رائجة مادامت سياسات الشركات الكبرى وشبكات التواصل الاجتماعي تضع عدد المشاهدات وعدد النقرات المعيار الوحيد للربح على الشبكة الافتراضية!
السير وراء الفضائح سيبقى بوح علني عن النزعة الوحشية لدينا يقول الباحث برينيه براون ان “الفضيحة لايمكن ان تحيا مع التعاطف”
لكن ؟.
هل حان الوقت لنتعاطف مع ضحايا جريمة “الفضيحة”!
هل يكفينا الجرائم التي ارتكبت تحت عنوان الفضيحة وشهوتنا المكبوتة لإذلال الغير!
واخيرا سنذكر لكم كلمات أبرز ضحايا الفضائح وصاحبة الفضيحة الاكثر شهرة على الاطلاق مونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض عام 1998 عندما تم نشر اسرار علاقتها مع الرئيس كلينتون حيث تقول ” ان الأمر خرج عن السيطرة إذا اصبحت الفضيحة لها “ثمن” والكل يسارع لنشر خصوصياتي وخلال ساعات اصبحت الشخص الأول في الاعلام بعد ان كنت مغموره “