الوطن أولاً.. وكل شيء للشعب.. والتاريخ يسجل:
ـ رفضً الزعيم عبد الكريم قاسم (رئيس الوزراء ووزير الدفاع).. هدية شخصية له (مبلغ مليوني دينار .. أي أكثر من ستة ملايين دولار أمريكي).. وهو مبلغ كبير جداً في العام 1962.
ـ المهم انه لم يستلمها لشخصه.. وحولها لإنشاء ملعب الشعب الدولي.. ولأن الهدية لا تكفي إكمال المشروع رجا الزعيم قاسم صاحب الهدية إكمال المبلغ.
ـ واليكم القصة.. موثقة:
ـ فملعب الشعب بدأ التفكير بإقامته العام 1962.. عندما التقى مبعوث مؤسسة (كولبنكيان).. التي كانت تملك 5% من نفط العراق بالزعيم عبد الكريم قاسم مهنئاً لمناسبة ترقية الزعيم الى رتبة لواء ركن.. حاملاً معه هدية تقديرية.. ومبلغًا من المال لشخص الزعيم.. فالتفتً عبد الكريم قاسم الى وزير التخطيط مستفسرًا عن كلفة بناء ملعب رياضي.. فقدرها بأكثر من مليوني دينار.. عندها طلبً عبد الكريم قاسم زيادة مبلغ الهدية.. وتحويلها لبناء ملعب الشعب الدولي.
ـ واختير موقع الملعب في جانب الرصافة حيث الأرض شاسعة وخالية من المباني.. وقام الزعيم بوضع الحجر الأساس ليستمر البناء أربع سنوات في عهده وعهد الرئيس عبد السلام عارف لحين إكماله العام 1966.. وفي 6 تشرين الثاني العام 1966 تم افتتاح ملعب الشعب في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف الذي قام بافتتاحه.
(المصدر: (Muhsen Hussain Jawad / صور من الماضي البعيد ـ 150)..
وبعد:
ـ مات عبد الكريم قاسم.. ولم يملك شيئاً.
ـ مات عبد السلام محمد عارف.. ولم يملك شيئاً.
ـ مات عبد الرحمن محمد عارف.. ولم يملك شيئاً.
ـ بقيً أن نقول في عراق اليوم المشاريع تُضاعف أسعارها أكثر من ضعف.. ويروح الضعف في جيب المسؤولين.. وياريت لهنا وتكفي.. بل هناك مشاريع يوضع لها خمسة مرات حجر أساس.. وأخيراً لا مشروع ولا هم يحزنون.. وفلوس هذا المشروع تذهب بجيوب المسؤولين.
فعلى سبيل المثال :
ـ أول وزير دفاع عراقي حازم الشعلان.. في حكومة أياد علاوي.. سرق من تخصيصات وزارة الدفاع ملياري دولار (وهو مبلغ ضخم جداً في العام 2004).. وهربً الى الخارج ولم يعد.
ـ (أصبح حازم الشعلان الآن ملياردير بأموال العراقيين).
ـ ثاني وزير دفاع سعدون ألدليمي.. أكبر حرامي ومن سرقاته البسيطة جداً.. انه وضع حجر الأساس لمشروع الأوبرا.. ولحد ألان الحجر الأساس وبس.. وفلوس المشروع الوهمي راحن.. ألله وياك عبوسي.. ومئات المشاريع مثل الأوبرا حجر أساس وبس.
ـ سعدون ألدليمي لا يمكن جرد أمواله في الخارج والداخل من كثرة سرقاته كوزير دفاع في حكومة إبراهيم الجعفري(2005).. ووزير الثقافة ووزير الدفاع في آن واحد في حكومتي نوري المالكي (2006 ـ 2014).
ـ وأخيرا صادق مجلس النواب على الحسابات الختاميّة لخمس سنوات (2008 ـ 2011).. التي تكشف عن سرقة 124 تريليون دينار.. ولا من حجي .. ولا من دري.
بقيً أن نقول إن منصب وزير الدفاع هذه الأيام وصل سعر شراؤه 60 مليون دولار.. (الله يغضب عليكم.. غضبه الجبار).