بين کل فترة وأخرى، إعتاد قادة ومسٶولون إيرانيون على الادلاء بتصريحات ومواقف تٶکد على دورهم الايجابي في العراق وإنه ولولا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لسقطت بغداد بيد الدواعش، وهي تصريحات يتم توقيتها کما يبدو لفترات محددة تتطلب ذلك، لکن الملفت في هذه التصريحات إنها تظهر النظام الايراني وکأنه کان دائما صاحب دور إيجابي ومثالي في العراق.
التصريح الاخير بهذا السياق، هو لرئيس البرلمان الايراني، علي لاريجاني الذي أکد بأنه لولا إجراءات إيران في مكافحة الإرهاب لكانت دمشق وبغداد بيد “الدواعش”! وهذا التصريح يأتي في وقت تتزايد التصريحات والمواقف الرافضة للنفوذ الايراني في العراق بشکل خاص کما إنها تتزامن أيضا مع المساعي الاقليمية والدولية المبذولة من أجل النأي بسوريا بعيدا عن النظام الايراني. وبطبيعة الحال فإن هذه التصريحات الاقليمية والدولية المطالبة بإنهاء أو تحديد الدور والنفوذ الايراني في سوريا والعراق، تأتي بسبب من الدور السلبي لطهران في هذين البلدين، وهو أمر تسعى لدحضه وتفنيده بمختلف الطرق وإن تصريح لاريجاني يأتي بهذا السياق تماما.
القادة والمسٶولون الايرانيون الذين يسعون دائما للتأکيد على إن دور نظامهم في بلدان المنطقة التي يتواجدون فيها، هو دور إيجابي يساهم من أجل إستتباب الامن والاستقرار فيها، ولکن لايبدو إن المعطيات على الارض تتفق مع تأکيداتهم، ولاسيما وإن حالة إنتشار الفوضى والفساد والارهاب وحالات الجريمة المنظمة، ترتبط بالنظام الايراني بصورة أو أخرى بل وإن هناك العديد من الاوساط التي تتهمهم مباشرة وترى في دورهم ونفوذهم حالة سلبية تتناقض ومبادئ الاستقلال والسيادة الوطنية.
مايسعى إليه النظام الايراني من أجل التأکيد عليه بخصوص إيجابية دورهم في العراق وسوريا، هناك مايفنده ولاسيما فيما يتعلق بالدواعش، إذ أن الطرف الوحيد الذي کان أکثر إستفادة من غيره من بروز الدواعش في سوريا وإيران، کان هذا النظام، ولاسيما وإن دوره ونفوذه قد تضاعف بعد بروز الدواعش وإن تکرار هذه التصريحات لن يغير شيئا بشأن الرأي السائد حول الدور السلبي لطهران في العراق والمنطقة، وإن الاحداث والتطورات في إيران نفسها والمنطقة والعالم کلها تسير بإتجاه يتناقض تماما مع التوجهات الخاصة بالنظام الايراني بشأن إيجابية دوره في العراق والمنطقة وإن الامور کلها تسير صوب إنهاء هذا الدور والنفوذ.