23 ديسمبر، 2024 6:36 م

كالوَحْل الأدهم
/ كالقار الساجي / نتكوّمُ فوق وَهْم سمعتنا / مزقاً من البشاعة / وهناً نتعكّز على ممشاه / إرَماً يتعثرُ بنا السوابلُ/ قدمٌ في الظلام / واُخرى في المتاه / نُجرجرُ وهنَنا الباهظَ /شظايا وساوس / خِرقاً من البله / ضباباً نسدُّ رمقَ الضياء / خيبة ً ننتظر في الطريق / غباراً نُعطِّلُ الرؤية / وغفَ بهرجة / آناً نتقحْوَنُ ونتسوسَنُ / وآناً نخيسُ ونتعفنُ / هكذا طريقُ الحيّ / من المبتدأ حتى الخاتمة / نبلغُ شأونا / نُعرّسُ ونُنجب ونشيخُ / وقد نعودُ ثانية ً / دودة ً / صرصرَ مجار ً / فراشة / عصفوراً مُدمناً على الهجرة / أو لا نكونُ سوى ذاكرة باهتة / في سطر كتاب منسيّ/ .
…………..
للمدائن حساباتُها المُدوّية ُ في رمق المجايلة / تعيشُنا ونعيشُ خياسَ سيئاتها / تُقمّطنا / أبينا أم شئنا / في الغربة وشتات النأي / تُجرّعنا حنظلَ الهوان / تعنزنا عن الأهل / فيُلازمنا الزَّلزُ والمرضُ / نكون ضيوفاً على الأوبئة / لمَ نحنُ هناك أسَنٌ تُزحلقنا الريحُ في مجاريها العبثية / وتنقلنا من جحيم الى سواها / عراة ً بلا امان ٍ أو أمن / طفولتُنا علقمٌ / يفاعتُنا ظلامٌ /  هرمُنا سقط ُ متاع ؟ / فيماهمُ هنا نبعٌ زلالٌ يتضافرون على المحبة والرحمة / لا يعرفُ شنآناً جنانُهم  / هنا البلادُ جنة ٌ تتغرّب فيها الشمسُ آماداً / يعلو فيه ميزانُ المطر والثلج / لكنّ بسمة َ الفرح لا تُغادرُ الشفاه / ولدينا الشمسُ والصحو والثروة ُوالتواريخُ المتورّمة بالأمجاد وعيشُنا مرٌّ موبوء ٌ بالأشجان / هنا يعلو رنينُ الحقيقة / لا شيء مستورٌ ومخفيّ / ولدينا ستائرُ ظلمة تقمع وجه َ الحقيقة /
…………..
أفقْ أيّها الزمهريرُ المُنتجُ خطابَنا المنافق / ازلْ قِشْبَ زلاتنا تعدو في الفلاليج /
دمدمْ ايّها النُعاسُ على حاشية الغفلة / خذْ أزميلَ عنادي / خذْ جماحَ يأسي / خذْ المُزنَ الوحشي / وأزحْ دماملَ  تعاستنا /
آذارُ عندنا هرولة ُ خضرة / وشوشة ُ ماء / دفءُ شمس / فرحٌ عابرٌ يكتمُ هريرَ اليأس/عيدٌ يقطعُ آصرة الوجع / مهرجانُ وئام خجول / انفجارُ همٍّ يتنفّسُ ضوءَ النهار / فرْية ٌكبرى تحكّ ثيابَ الأطفال / وغفٌ يتوقفُ على الرموش / ثمّ يعودُ الغلسُ أبهى ممّا كان / المسرّاتُ اويقاتٌ عابرة / والكمدُ كبشٌ يُضاجعُ مسيلَ الحياة /
وآذارُ هنا مختبيء وراء الثلج والبرد والملل / غداً أو بعده يُطلُّ البرعمُ ياقوتة ً خضراء بحجم حبة العدس / يبزغُ الفاً ألفاً / ويلتقيك اينما سرتَ / فالنباتُ هنا ليس مُزحة ً/ بل حياة ٌ مثلنا تستقبلك في الدرب والشارع / ويُلازمك وراء النافذة / وزائرك حين الوصب /
والغبارُ / هنا /غريبُ الأهل والوطن / ليس له خطو ٌّ او ومضٌ أو إشارة / فلا يغشانا الا في احشاء احلامنا وكوابيسنا / تبارك من وطن فيه الآمانُ أهلٌ وعشير / وتباركت عينُ الدولة ترى دبيب أبنائه طولَ البلاد وعرضها / وتُقيمُ لكلّ احد مأدبة لحاجاته / من بواكير الطفولة حتى رجفة الشفاه والأصابع والجلد / تبارك البلدُ حين يُصبحُ وحين يُمسي / من اجل هذا اخترنا الهجرة َ/ فثوانا المنفى لصقَ فؤاده / نتدثّرُ بآلاء رحمته / لا باطلَ يسوقفُك في الطريق / لا كاتمَ صوت يقطعُ النفَس / والبسمة ُ كائنٌ يكتظ في ممرّات يومك / لذلك اسدلتً ستارة على ” هناك ” وجعلتُ أنساه على الرغم منّي / …………. لكنّه / بين آن ٍ وآخر / يمدّ اليّ أناملَه الناعمة / فيُزيحُ الستارة لأراه عن كثب ٍ / ويراني / .