17 نوفمبر، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

“سيسي ناريو” الحروب وإعتقال الدعاة وتقطيع الخاشقجي = صدام في نجد والحجاز

“سيسي ناريو” الحروب وإعتقال الدعاة وتقطيع الخاشقجي = صدام في نجد والحجاز

صحيح أن قضية إختفاء أو تقطيع أو إعتقال الصحفي جمال خاشقجي ، في منطقة ملتهبة جدا كالشرق اﻷوسط قد أخذت حجما أكبر من حجمها الطبيعي حيث الملايين من القتلى والجرحى والمفقودين والنازحين من المحيط الى الخليج ممن لا يسأل عن مصيرهم أحد على مدار العام ، وصحيح أن القضية قد دخلت حيز الإبتزاز المقزز ( إبتزاز الدول العظمى للسعودية لحلبها أكثر وأكثر بما وصل الى حد التلويح بإبتلاع شركة آرامكو النفطية العملاقة ،والتدخل لتحديد أسعار النفط أميركيا مقابل غلق ملف الفضيحة أو إقصاء إبن سلمان عن ولاية العهد التي يستقتل ﻷجلها ) ،وصحيح أن الجريمة النكراء برمتها قد دخلت ضمن دائرة الصراع الإقليمي بين معسكر ” تركيا ،إيران ، قطر ” من جهة ، ومعسكر ” السعودية، الإمارات ، البحرين، مصر” من جهة أخرى بمساعدة وسائل الإعلام التابعة لهما وفي مقدمتها الجزيرة والعربية ، والتي يحلو لعشاق الثانية تسمية اﻷولى بـ( الخنزيرة ) ولعشاق اﻷولى تسمية الثانية بـ( العبرية ) ،الإ ان الجريمة ونتيجة لغموضها وبشاعتها ومفاجآتها المتسارعة علاوة على تداخل المصالح الدولية وتقاطعها بشأنها جعلها تطفو على السطح بإستمرار لتتصدر نشرات اﻷخبار وتتربع على عرش الترند وبلامنازع ، و إذا ما إستمر إستحكام الحلقات على ولي العهد محمد بن سلمان، في قضية خاشقجي بهذه الوتيرة المتصاعدة فإنه ولاشك سيضطر الى رمي الكرة بملعب فريق الـ 15 متذرعا بماقاله الحجاج بن يوسف الثقفي لحاجبه بشأن الشاعرة ليلى الاخيلية ” اذهب فإقطع لسانها” بعد أن أزعجته قصيدتها وعندما هم الجلاد بذلك فعلا، قالت ” ويحك إنما عنى اﻷمير إقطع لسانها بالصلة والعطاء ” فتذرع الحجاج بسبب جمالها وشهرتها وفصاحتها بأنه كان يعني ذلك فعلا + هههه + تمام = إن إبن سلمان سيقول ، إنما أمرتهم بأن ” يقطعوا أوصال خاشقجي بالصلة والعطاء وليس – بالثرم – على إيقاع الموسيقى كما صنعوا ..أمرتهم بجلبه الى الرياض قابضا فقتلوه في إسطنبول …أمرتهم بالتحقيق معه – على الخفيف – من مواطن شريف لمواطن شريف ، فقطعوه إربا على طريقة “جاك السفاح” المتسلسل الشهير في حي وايت تشابل وسط لندن …أردته حيا في قصري فأماتوه داخل القنصلية !”.
وأقول كما إن الحجاج لم ينج من لعنة ،سعيد بن جبير ،حتى قيل فيه “إنه الرجل الذي قتل حجاج العراق بدمائه ” واضيف ” وبدعائه في اﻷسحار أيضا ” وويل للطغاة عبر التأريخ من سهام اﻷسحار التي لاتخطئ مطلقا ، وويل لهم من دماء الدعاة والمصلحين المظلومين التي تهزم سيوف الظالمين أبدا ،وكما أن جمال عبد الناصر لم ينج من دماء سيد قطب الذي أعدمه عام 1966 بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم ، وماهي إﻻ سنة واحدة حتى هزم جمال بنكسة حزيران 1967 وانهارت اسطورته كليا ونهائيا على إيقاع المطربين والمطربات ، الراقصين والراقصات ،فإن ابن سلمان لن ينجو من دعوات وﻻ دماء سلمان العودة ، سفر الحوالي ، عوض القرني ، علي العمري ، محمد صالح المنجد وغيرهم العشرات من الأئمة والدعاة ممن اعتقلوا بلا مذكرات توقيف وبعمليات هي أقرب الى الإختطاف منها الى الإعتقال ..تماما كما حدث مع الشيخ عبد العزيز البدري ،الشيخ محمود غريب ،الشيخ محمود إمام الزعفرانية، الشيخ فؤاد ، وغيرهم من الدعاة في العراق أيام صدام و بأوامره ولو أمد الله تعالى في عمري فسأؤلف كتابا بعنوان ( دعاة وطغاة) يستعرض كل طاغية في التأريخ وكيف وقف نبي ،مصلح ،داعية بوجهه بدءا من ابراهيم عليه السلام أمام النمرود ، مرورا بموسى عليه السلام أمام الفرعون، وإنتهاء بآخر داعية ومصلح ومفكر ومعارض رأي وقف بوجه طاغية ساعة تأليف الكتاب في مشارق اﻷرض ومغاربها على – وهذه نقطة مهمة جدا – أن يكون الوقوف بوجه الطغاة من أجل الإصلاح والتغيير ورفع الظلم ﻻ من أجل.. التاج والصولجان والكرسي !
إتهام الـ 15 سبق أن لوح به ترامب في تغريدة له على تويتر قال فيها ( قتلة مارقون خارجون عن السيطرة ربما كانوا وراء اختفاء الخاشقجي ) وعبارة (مارقون خارجون عن السيطرة) توحي بأن تصرفهم كان فرديا وكيفيا و بعيدا عن اﻷوامر الصادرة لهم بهذا الشأن ، أو إنه سيلجأ الى السيناريو رقم 2 ” ويصنع للخاشقجي ملفا سمينا وغير خاضع للحمية وشفط الدهون ، ملف متخم بالتهم الكيدية ليس أولها توريطه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وباﻷخص أن الخاشقجي هو من القلائل إن لم يكن من اﻷوائل الذين أجروا لقاءات صحفية عديدة مع “اسامة بن لادن” قبل تفجير برجي التجارة العالمية ، وليس آخرها زج إسمه بكل تفجيرات السعودية وأحداث سوريا والعراق واليمن ليقول للرأيين العربي والاميركي ” لقد ثأرت لكم ولضحاياكم من قاتلكم اﻷشر ، ولشدة وطنية وإنسانية فريق الـ 15 وحقده على قاتل اﻷطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء الهجع فقد بالغوا بتعذيبه وتقطيع أوصاله ليخرج مفتو السلطة ( وعاظ السلطان ) ويصدرون حكم قطاع الطرق والحرابة بحقه زاعمين أن الفريق الذي وصل الى اسطنبول بطائرتين خاصتين من الامارات ومصر قبل سويعات إنما طبق حدود الله داخل مبنى القنصلية بحق مارق لتبدأ بعدها مناظرات الفيسبوك والتوك شو، بين مؤيد ومعارض لتنفيذ اﻷحكام وتطبيق الحدود داخل الهيئات الدبلوماسية وخارجها لندخل هذه المرة بجدل فقهي عقيم كعادتنا منذ إختراع مواقع التواصل الإجتماعي بين مدرستي اﻷزهر اﻷشعرية وبين مدرستي الجامية ( نسبة الى محمد أمان الجامي، الذي أسس هذا التيار بعد غزو صدام للكويت وصدور فتوى تجيز الإستعانة بالكفار لرد المعتدي ) ،و المدخلية ( نسبة الى ربيع المدخلي ، التي توجب الطاعة المفرطة للسلطان وتحارب جميع اﻷحزاب والجماعات ) السلفيتين لننسى في خضمها الخاشقجي ومأساته وباﻷخص اذا ما إستمر مسلسل الدفع وبالعملة الصعبة لقطع اﻷلسن على وفق سيناريو الحجاج رقم 2 ، أو الإستعانة بالسيناريو رقم3 وإتهام نائب رئيس جهاز الإستخبارات السعودي اللواء احمد عسيري ، بالتخطيط والتنفيذ كما أشارت الى ذلك صحيفة الواشنطن بوست ( ﻻحظ ان الصحافة الاميركية وبعض أعضاء الكونغرس فضلا عن ترامب يقدمون حلولا إستباقية جاهزة للمساعدة في حل المأزق السعودي مع التلويح بأن تلك النصائح والحلول ليست مجانية وإنما بمليارات الدولارات كما أشار الى ذلك أحد النواب اﻷميركان ضمنا حين إدعى بأن السعودية قدمت مبلغا كبيرا الى اميركا لقطع لسانها )، وﻻ أستبعد أن يلوح في اﻷفق سيناريو رابع يشبه إنتحار المشير عامر، لتعصب الجريمة كلها برأس اللواء عسيري ، كما عصبت هزيمة حزيران 1967 برأس عامر أيام جمال عبد الناصر حين خرج اﻷخير مع أنه المسؤول اﻷول واﻷخير عنها ” سالما منعما وغانما مكرما ” وأتوقع إنتحار أحد المتهمين ليتلبس بالجريمة كاملة فداء للوطن وكرسي الحكم وقد يكون القنصل السعودي أو عسيري في مقدمة أكباش الفداء على مذبح خاشقجي !!
وربما سيظهر أحدهم في مؤتمر صحفي زاعما بأن خاشقجي كان ينوي العبث بأمن القنصلية وقد دخلها وهو يخفي رمانات يدوية فتمت تصفيته قبل أن يحقق غايته لصالح إحدى المنظمات أو الجماعات أو الدول وأن إحدى الرمانات إنفجرت بيده قبل أن يتمكن من رميها فقطعته إربا إربا – وذلك بدل المنشار الكهربائي وتقطيع جثته المفترض على يد الخبير الشرعي في سيناريو آخر – وان خطيبته المزعومة كانت تنتظر خارج مبنى القنصلية بإنتظار المشاركة في عملية الإقتحام وإحتجاز الرهائن مقابل إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين في مصر والسعودية ..ليظهر بيان على رابط الكتروني مجهول كالعادة وهو يتبنى عملية إختطاف خاشقجي من أمام القنصلية وربما مقطع فيديو لمجموعة من الملثمين وهم يتوعدون الصحفيين كلهم بمصير المغدور !
ومن روائع شاعر الهند الكبير طاغور قوله ” إذا أغلقتم كل أبواب الأخطاء فإن الحقيقة ستظل خارجا” وبناء عليه ومع أنني ﻻ أؤمن بتناسخ اﻷرواح الهندوسية إلا أن بوسعي القول بأن ” صدام ولد من جديد بشخص ابن سلمان ” ﻷن سيناريو تصفية خصومه كلهم من أصدقائه وأقاربه ومعارفه وسيناريو إستقتاله على الملك والكرسي بأي ثمن وجرأته وحدته مع كل من حوله وبلارحمة ، وسيناريو إلهاء الجماهير والغموض بالتزامن مع التصفية الجسدية والمعنوية للأعداء واﻷصدقاء وسرعة إتخاذ القرارات الحساسة والتهور المطلق فيها ، كلها تذكرني بسيرة حياة صدام وبتطابق عجيب وغريب …وبناء على هذا ” السيسي ناريو ” أؤكد ” ان محمد بن سلمان سيعزل والده عن السلطة قريبا إن لم يتحرك الملك وآل سعود ويعزلونه قبل ذلك وبسرعة البرق ، وسيتخلص من والده بطريقة أشبه بعزل صدام للبكر بل وسيتخلص من حاشية والده ايضا وبطريقة أشبه بمحاكمة قاعة الخلد – الطيارية – بناء على قصاصة ورق مفبركة والتي تخلص بفعلها “ابو عداي “من كل مؤيدي واتباع “أبو هيثم” المعترضين على تولي صدام السلطة وقيادة الحزب ،وتخلصه من كل مبغضيه بذريعة العمالة لسوريا والخيانة العظمى والتخطيط لإنقلاب داخلي ،وتصفية قادته ورفاقه وأمناء سره بطريقة تخلص صدام من ناظم كزار ، حردان التكريتي ، راجي التكريتي ، فاضل البراك ، عدنان خير الله ، اللواء الركن بارق الحاج حنطة ، الفريق الركن كامل ساجت ، اللواء الركن عصمت صابر ، بل ومن صهريه صدام كامل وحسين كامل ، وغيرهم العشرات إن لم أقل المئات من المقربين اليه ” ، بإختصار ” صدام ولد من جديد في نجد والحجاز ” وعلى الحكومة السعودية أن تتصرف سريعا مع ابن سلمان وتعزله قبل ان تتفتت المملكة العزيزة على قلوبنا جميعا بصفتها خادمة الحرمين الشريفين وتنهار كليا أو جزئيا كما إنهار العراق من ذي قبل ، إذ إن التهور والإندفاع المحمومين لشاب جامح لم يتجاوز الـ 33 عاما من عمره بعد هو الذي يسير اﻷمور كلها هناك حاليا وارجح بأن الشاب الطائش سيقود المملكة الى الهاوية أسرع من جميع التوقعات في حال لم يعزل ، ولن ينفعها التهديد بالانضمام الى المعسكر الثاني وايقاف حرب اليمن والانسحاب من الملف السوري والعراقي والتحالف مع حزب الله وايران وحماس وقطر وتركيا وروسيا والصين وكندا بالضد من المصالح الاميركية وكذلك برقيات التهنئة بالتعيينات أو التعزية بالكوارث الطبيعية والفيضانات البتة ﻷن (قانون جاستا ) جاهز على طاولة ترامب مذ بدأ الحلب على أصوله – ترامبيا وكوشنريا – بإنتظار التوقيع فقط لقلب نظام آل سعود كله هذه المرة وليس عزل ابن سلمان فقط عن العرش !أودعناكم اغاتي

أحدث المقالات