يومياً وكالمعتاد اجلس أمام البيت في موصل الجديدة …حي العامل ..انا ومعي بعض المحبين من شيوخ ووجهاء محلتي لقضاء الوقت بعد صلاة العشاء ونتكلم بالامور العامة وأحيانا بعض الطرائف في حياتنا اليومية يجمعنا رابط مشترك هو جيرة السكن اوكما يسمونها في المدينة جيران محلة …كانت ليلة الأحد المصادف الرابع عشر من تشرين الاول ليلة غير عادية إذ بدأت من منذ الصباح بزخات مطر مصاحبها رعد وبرق قوي جداً وكانت تعتبر من اول ايام الشتاء وتبشر بموسم خير إن شاء الله..
بعد الساعة التاسعة مساءً رأيت جمهور من الناس قد تجمعوا في بداية شارع منطقتنا المسمى شارع البوسالم والممتد من شارع بغداد الى دورة الرسالة .وعند الاستفسار من احد الناس الذين جاءوا الينا أبلغنا أن السيد المحافظ جاء لمعالجة بعض الأمور التي تخص خدمة أهالي المنطقة ..
لم نتفاجأ بالزيارة لان وسائل الإعلام المحلية تنقل يوميا اخبار زيارة المسؤولين .ولكنني تفاجأت أن منطقتي ومنذ سبعينات القرن الماضي وانا اسكن فيها لم ارى اي مسؤول على مستوى محافظ أو أدنى قام بزيارتها علما أن أهلها يشاركون حكومتهم بكل الواجبات الوطنية فلم يتخلفو يوماً عن الانتخابات البرلمانية أو احتفالات الدولة الأخرى ..ولديهم روح وطنية إيمانية عالية إضافة إلى أن اغلب الآباء المتقاعدين اليوم هم من موظفي الدوائر ومنتسبي القوات المسلحة بالامس وأبناءهم اليوم هم من يشاركو في إدارة شؤون محافظتهم …
وحتى لانخرج من اسم الموضوع رأيت المحافظ وحوله يتجمع الناس لطرح مشاكلهم الخاصه والعامة ..
عندها توجه المحافظ نحو مجلسنا انا ومن معي وبعد التحية والسلام جلس معنا وبعد أن قدمنا له الضيافة من استكان الشاي كان يشرح تلكؤ بعض المشاريع في المحافظة بسبب تأخر صرف الأموال من الحكومة المركزية وكان يوعز للسادة للمهندسين الذين معه بإنجاز بعض الأمور في منطقتنا وفعلا بدأ العمل فورا من فتح للمجاري وتعديل في الشارع وإزالة أنقاض وغيرها من امور خدمية أخرى…
أن موضوعي هذا وما أثار انتباهي لخصته للقارىء الكريم بالآتي..
1- زيارة محافظ ليلا الى منطقة شعبية وبدون اي مناسبة اودعاية انتخابية اودعوة إلى وليمة في بيت شيخ عشيرة اومجلس عزاء تعتبر غريبة على واقعنا..
2-لاتوجد حماية شخصية للسيد المحافظ تمنع المواطنين من التقرب إلى المسؤول أمر لم نتعوده..
3- لم اسمع مواطن يقول جناب اوسيادة اومعالي المحافظ وانما يطلقون كلمة ابوعلي ..وهنا يعتبر المحافظ أحد أبناء المحلة…
4-منطقة موصل الجديدة اول مرة تحظى بمسؤول يتابع خدماتها مباشرة وكل المسؤولين السابقين لم نرى لهم وجود في مناطقنا …
والامر الاخير والأهم أن أمر المحافظ نفذ على أمر الواقع مباشرةً فعمال البلدية والمجاري مازالوا يعملون من الليل ومستمرين لحين إنجاز العمل ….
انني وبصفتي كاتب مستقل بعيداً عن المجاملات رأيت صورة المسؤول المواطن في السيد نوفل العاگوب ..ووجدت المحافظ مواطن عادي جداً تحبه الناس وتود التقرب إليه ووجدت ان الموصل بقيادة المحافظ الحالي نوفل العاگوب ستعاد الى وضعها الطبيعي..
وان المسؤول الذي ينزل إلى الشارع ويمشي مع عمال الخدمات اولى بنا انتخابه من غيره وهذه أمانة أضعها بين ايديكم ياشرفاء الموصل .فابنكم العاكوب افضل الف مرة من غيره لقيادة المحافظة وخاصة بعد الدمار الذي لحق في مدينتنا …
وانني كمواطن بسيط اتقدم بالشكر والامتنان للسيد المحافظ ليس لتقديمه وايعازه بالخدمات لمنطقتي لان هذا واجبه ولكن لاستقباله الناس مباشرةً وبدون تحفظ ..لقد كان تجمع المواطنين من حوله كأنه عيد ومناسبة طيبة .وما أحسن المسؤول وهو يبتعد من الرسميات وابواب الروتين ….
والشكر موصول لوجهاء المنطقة الذين شاهدت في وجوههم الحرص على منطقتهم …والله الموفق .
