17 أغسطس، 2025 11:32 ص

الغضب غربا : عصيان مدني واعلان حكومة وتدويل القضية

الغضب غربا : عصيان مدني واعلان حكومة وتدويل القضية

‏ تتصاعد حالة من التوتر والاحتقان في المنطقة الغربية بسبب عدم تعاطي رئيس الوزراء نوري ‏المالكي مع الاحتجاجات الشعبية وسعى لاستفزاز مواطنيها بتصريحاته العدائية لهم واتهامهم بالطائفية ‏والدفع  باتجاه اشعال شرارة الشرارة الحرب الطائفية التي بدأ (يبشر بها ويروج لها) من خلال ‏ممارساته وتصريحاته الطائفية وحيث الاتجاه في هذه المناطق يسير نحو العصيان المدني وتدويل ‏القضية.‏

وأكدت مصادر مطلعة على تطورات الاوضاع في تلك المناطق الغربية في حديث مع (كتابات) اليوم ‏ان بعض شخصيات الانبار راحوا يحسبون ويستعدون لهذه الحرب التي ينتظر المالكي انطلاق ‏شرارتها بفارغ الصبر ليستغلها ويحصل من خلالها على اكبر عدد من الأصوات في محافظات الوسط ‏والجنوب في الانتخابات المحلية التي ستجري في 20 من الشهر المقبل واستثمار خوف اهالي هذه ‏المحافظات من قدوم البعثيين والوهابيين وانقضاضهم على السلطة لذبح “الشيعة “وهو الامر الذي ‏يروج له حاليا بكل واسع المالكي من خلال انصاره وحزبه . 
وشددت المصادر على ان اهالي المنطقة الغربية قد نفذ صبرهم بسبب تلكؤ الحكومة واستهزائها ‏بمطالبهم واتهامهم بما ليس فيهم “فأبناءهم معتقلون ومهانون ومطاردون ومحاصرون” . واوضحت ‏ان هؤلاء الاهالي لم يجدوا على امتداد الاشهر الثلاثة الماضية اي قرار جاد من قبل الحكومة بأتجاه ‏تنفيذ مطالبهم لذا “فهم يشعرون الان ان التعايش مع الحكومة قداصبح مستحيلا “. ‏
وانطلاقا من هذا الوضع تشير المصادر الى ان قادة وجماهير الاحتجاجات يستعدون “لحرق المطالب ‏كلها” وتجاوز مرحلتها نحو اعلان حكومة ظل واخراج  القوات الامنية من مناطقها.. وتقول ان ‏الاوضع في الانباء حاليا تشبه الى حد كبير بادايات الثورة السورية قبل عامين.    ‏

اضراب عام وعصيان مدني
واليوم الاحد اكد ممثلون عن المتظاهرين في المحافظات العراقية “المنتفضة” من مدينة الفلوجة، ‏إصرارهم على إدامة الحراك الشعبي السلمي وتوسيع مساحته ليشمل كل الأرض العراقية لحين تحقيق ‏جميع المطالب، واكدوا أن المرحلة المقبلة من الاعتصام تتطلب تغيير الأسلوب إلى “الإضراب العام ‏والعصيان المدني” و “تدويل القضية”، مشددين على ضرورة استبدال الدستور الحالي لأنه “مليء ‏بالظلم والإجحاف”.‏
جاء ذلك في خلال مؤتمر عقدته “المؤسسة العلمية العراقية” في دار الضيافة التابعة للمجلس المحلي ‏بمدينة الفلوجة (62 كلم غرب الأنبار) تحت شعار “وحدتنا عنوان عزنا ونبذ الطائفية حكمة عقلائنا” ‏والتي يقودها نخبة من علماء الدين والمثقفين والاكاديميين وشيوخ العشائر الممثلين للمحافظات التي ‏تشهد اعتصامات.‏
وقال الشيخ ظافر العبيدي أمين عام المؤسسة في كلمة له خلال المؤتمر انه ” بعون الله تعالى ورغبة ‏المخلصين من شيوخ العشائر وعلماء الدين والوجهاء والمثقفين والأكاديميين من أهل الاختصاص في ‏مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار الذين اتفقوا ليكونوا يدا واحدة وعقلا وقلبا واحدا من اجل توحيد و ‏توجيه أهداف الهبة الشعبية المباركة ودعم الحراك المظفر فقد انبثق هذا المؤتمر من مدينة الفلوجة ‏ليشمل عموم محافظة الأنبار بشتى أطيافهم وتوجهاتهم ويوحد كلمتهم ويوثق عرى التعاون مع الحراك ‏الشعبي في المحافظات الأخرى على نفس الهدف”.‏
وأضاف العبيدي “ولقد اتفق المجتمعون في هذا المؤتمر على تحديد أهداف هذا الحراك الشعبي وهي ‏إصلاح وتعديل العملية السياسية وتوجيه الحكومة في العراق بما يحقق العدل والمساواة بين أبناء ‏الشعب العراقي في المشاركة في القرار السياسي وفي الحقوق والواجبات، ووضع الرجل المناسب في ‏المكان المناسب له من حيث الكفاءة والاختصاص”.‏
وأوضح أمين عام المؤسسة “ويجب استعمال المال العام بما يحقق أقصى الخدمات للشعب والاكتفاء ‏الذاتي والتصرف بالثروة الوطنية تصرفا عقلانيا بناء على خطط حكيمة ترتفع بالعراق إلى مصاف ‏الدول المتقدمة، وتنظيف كافة مفاصل الدولة من الفاسدين والمزورين وترسيخ مبدأ سيادة القانون ‏وإعادة تشكيل القوى الأمنية من العناصر الوطنية المحايدة لحفظ الأمن الداخلي والخارجي، و إعادة ‏اختيار ممثلي الشعب العراقي من الوطنيين وإبعاد مزدوجي الجنسية من كل مفاصل الدولة العراقية ‏مع تغيير آلية الانتخابات على أساس التمثيل المناطقي وليس على أسلوب القوائم الانتخابية”.‏
وتابع العبيدي ان من أهداف المؤتمر “إصلاح القضاء وكل المفاصل التنفيذية واختيار العناصر ‏الأمينة والمحايدة لتطبيق القانون بكل اختصاصاته بدءً من المحكمة الاتحادية وما يختص بتفسير مواد ‏الدستور, والعمل على إقرار دستور جديد خالي من الأخطاء والفخاخ يلغي كل اعتراف طائفي أو ‏عرقي من بنوده ولا يعترف بالتقسيم الذي يعتبر سابقة خطيرة في هذا الدستور الذي جاء به الاحتلال ‏على خلاف كل الدساتير السابقة للدولة العراقية والمحافظة على وحدة العراق السياسية والاجتماعية ‏وإلغاء مبدأ الفيدرالية والمجلس الاتحادي والأقاليم واستبدالها باللامركزية الإدارية وتوسيع صلاحيات ‏المحافظات وتقليص الحلقات الإدارية المعوقة لاتخاذ القرار”.‏
وأوضح أمين عام المؤسسة العلمية العراقية ان ” وسائل تنفيذ هذه الأهداف هي إدامة الحراك الشعبي ‏الوطني السلمي وتوسيع مساحته حتى يشمل كل الأرض العراقية وان تطلب ذلك تغيير الأسلوب من ‏الاعتصام إلى الإضراب العام والعصيان المدني لغرض إدامة الضغط على النظام بأكمله من اجل ‏إقرار الحقوق وتنفيذ طلبات المعتصمين وتوحيد كل الفئات الغيورة والنشيطة وربطها ضمن هذا ‏الحراك دون استثناء أو تهميش لأحد على أن يسود مبدأ التشاور بين الجميع وعدم الخروج عن ‏الإجماع أو اتخاذ قرار متسرع أو انفرادي”.‏
وحث العبيدي” على استحداث الأساليب الجديدة لتحقيق خطوات نحو الانتصار في الصراع من اجل ‏انتزاع الحقوق وحتى لو أدى ذلك الى تدويل الأزمة دون تدخل لقوات أجنبية والاستعانة بمجموعات ‏متخصصة من خارج الحراك في مجال السياسة و القانون الدولي من اجل إدارة الحوار والمناقشة مع ‏الحكومة وتشكيل اللجان المتخصصة من الحراك الاستشارية منها والتنفيذية لتقديم المشورة أو الخدمة ‏المطلوبة والمساهمة في بناء قيادة جماعية للحراك الشعبي على مستوى الوطن وتوحيد الأهداف ‏والشعارات وتوزيع الأدوار بما يكفل استمرار الحراك للحصول على الحقوق واعتماد الخطاب المعتدل ‏والغير متشنج وتجنب لغة التهديد والشعارات الطائفية من قبل المتحدثين والخطباء على منابر ‏المنصات والتصريح عبر وسائل الأعلام”.‏
في حين قرأ الشيخ عامر فريح احد المؤسسين لـ”المؤسسة العلمية العراقية” البيان الختامي للمؤتمر ‏والذي جاء فيه انه ” لا شك أن الانتصار للمظلومين هو انتصار لإحقاق الحق ورد للباطل, ولأول مرة ‏في تاريخ العراق يجتمع هذا الجمع الغفير من العراقيين للمطالبة بحقوقهم”, مخاطبا الحاضرين ‏بالقول، “فما عليكم يا أخوتنا ويا أحبابنا في الطريق إلا أن تجتهدوا وتشمروا عن ساعد الجد وتصبروا ‏و تحتسبوا لمواصلة الطريق حتى النهاية ، فان قلوب العراقيين معلقة بمسيرتكم وتنتظر بفارغ الصبر ‏ما تؤول إليه مهمتكم المظفرة إن شاء الله تعالى”.‏
وأضاف فريح في البيان” في ظل هذا الظرف العصيب الذي يتطلب منا جمع الكلمة ووحدة الصف ‏فإننا نهيب بكم أن تجتنبوا كل ما يسيئ الى أي من العراقيين وأن نكون رسل محبة وسلام وليس ‏صناعَ فتن , فيشهد الله أننا لا نريد بأحدٍ كيداً ولا ظلماً واحذروا أي دعوة للاقتتال الطائفي يحاول ‏المغرضون والمندسون وإذناب المحتلين أن يجروكم أليها تحت فتاوى انتم اعلم بها منهم , وان ‏تهرعوا الى الشورى في كل شيئٍ , وإياكم والقرارات الارتجالية التي لا يعرف أصحابها ما بعدها كما ‏ندعوكم إلى أن يكون زمام الأمر بيد العقلاء وان تحموا هذه المنصات من الأشرار وصغار العقول”.‏
وحذر البيان من “مخططات تقسيمية مهد لها الأعداء بكل السبل”, مبينا ان “هذه المخططات تأتي مرة ‏تحت غطاء الدستور, ومرة تحت غطاء آخر واحذروا مكر الساسة فانَّ ما يظهر لكم من أمر السياسة ‏اليوم ليس إلا الجزء القليل مما يدور وراء الكواليس, فالصفقات والبيع والشراء وخداع البعض للبعض ‏على قدم وساق وقد رأيتم وسمعتم ما آلت إليه الأمور بعد أن باعنا الساسة وباعوا وطننا وصادقوا على ‏دستور مليئ بالظلم والإجحاف بحقنا في ليلة سوداء, حتى أصبحت اليوم مشكلتنا في الدستور وما صنع ‏من واقع مر ووطن مفكك وحكم مستبد”.‏
‏  

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة