17 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

مصطلحات قرآنية غامضة..التفسير الفقهي الناقص لها ضيع الأمة ..

مصطلحات قرآنية غامضة..التفسير الفقهي الناقص لها ضيع الأمة ..

بمذاهب ليس لها في الدين من أصل…؟
وردت في المصحف الشريف الكثير من المصطلحات القرآنية التي ظلت بلا توضيح،يمر عليها القارىء مرور الكرام دون ان يعي معناها.لقد أهملها المفسرون السلف ودمجوا معانيها مع معاني النص القرآني دون تحديد،ويعود ذلك الى ان المفسرين لم يدركوا المعنى الحقيقي لها،وحتى لا تبقى هكذا على ما هي عليها ،سوف نعرج على القاء الضوء والتعريف بها خدمة للنص والقارىء معاً.
أولاً- مصطلح الحديث ومصطلح القرآن:
القرآن هو مصطلح النبوة وأنه (الحقيقة الموضوعية ) .ولكن لماذا قال تعالى عنه: أنه الحديث؟ 🙁 ما كانَ حديثاً يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديهِ، يوسف 111).
الحديث مشتق من فعل (حدث) .والحدث : هو واقعة ذات شقين:أما واقعة أنسانية(هل أتاك حديثُ موسى) أو واقعة كونية ( أوَلم ينظروا في ملكوت السمواتِ والارضِ وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكونَ قد أقتربَ أجلُهم فبأي حديثٍ بعدهُ يؤمنون،الاعراف 185)،اي حدث أنساني او حدث كوني. والقرآن قرن الاحداث الكونية الكلية والجزئية مع الاحداث الانسانية كما في” القصص القرآني أحسن القصص” لذا سمي حديثاً وسمي قرآناً.سمي حديثاً لأن فيه أحداث الكون والانسان والتاريخ ، والقوانين الناظمة للمادة والقوانين الناظمة للتاريخ الانساني
وربطهما ببعضهما في قوله الحق:( نحن نقصُ عليكَ احسنَ القصصِ بما أوحينا اليك هذا القرآن،يوسف 3).
2
وسمي قرآناً لأن القرآن جاء من( قرأ ) وعلى قول بعضهم من ( قرن) وكلاهما يعني الجمع والمقارنة كما في قوله الحق:( والمطلقاتُ يتربصنَ بأنفسهن ثلاثة قروء،البقرة 228). هنا علينا ان نميز بين القراءة والتلاوة ،فالقراءة تعني العملية التعليميةلأنها لا تكون الا بالمقارنة،بينما التلاوة تعني أعادة لفظ النص بحرفيته دون شرح أو تعليق. ففي القراءة يقول الله تعالى:( واذا قرىء القرآن فأستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون،الاعراف ،204). اما في التلاوة فيقول تعالى:( وأن أتلوا القرآنَ فمَن أهتدى َفانما يهتدي لنفسِه.. ألنمل92).وفي موضع أخر ذكر التلاوة لكتاب الله وللقرآن، وعن الكتاب قال:( الذين آتيناهمُ الكتاب يتلونهُ حقَ تلاوتهِ،البقرة 121). يتبين لنا ان هنا ك فرقاً جوهرياً بين الحديث والقرآن وان كان الهدف واحدا وهذا جانب من جوانب اعجاز اللغة في القرآن الكريم.
ثانياً- الامام المبين:
هي الآيات التي تحوي قوانين الطبيعة الجزئية في القرآن اي( ظواهر الطبيعة المتغيرة) آيات الله. وفيها أرشفة الاحداث التاريخية بعد وقوعها كما قي قوله تعالى:( أنا نحنُ نُحي الموتىَ ونكتبُ ما قدموا ,آثارهُم وكل شيءٍ أحصيناه في أمامٍ مبين ،يس12). من هذا التوجه القرآني في الامام المبين جاءت قصص القرآن،لذا سماها (الكتاب المبين) وفي أول سورة القصص قال تعالى:( آلر َتلك آياتُ الكتاب المبين) القصص 1-2.وفي أول سورة الشعراء قال تعالى:( طَسَمَ ،تلك آيات الكتاب المبين). فأذا أخذنا محتويات هذه السور الثلاث نراها كلها قصص لأحداث تاريخية.
أما أذا اخذنا سورة النمل فنراها تبدأ ب 🙁 طَسَ تلك آيات القرآن وكتاب مُبين،النمل 1).من محتويات السورة نرى ان فيها آيات كونية وقصص وكونيات معا وجاء فيها ذكر (كتاب مُبين)،الاية 75 كما قال تعالى:( وما من غائبةٍ في السماء والارض الا
في كتاب مبين). نجد هنا ان الكتاب المبين معطوف على القرآن من قبيل عطف الخاص على العام.
3
من هنا يتبين لنا ان ليس في القرآن من اسباب نزول ،وقد سبق وان قال عنه أنه نزل دفعة واحدة عربياً في رمضان لقوله تعالى:( شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،البقرة 185 ,كما قال تعالى:( أنا انزلناه في ليلة القدر،القدر1). يتبين لنا ان هذا المصطلح الهام هو جزءٍُ من القرآن لكنه مفصول عنه..لأن القرآن نزل خلال مدة عشرين سنة في مكة والمدينة وبالتتابع الزمني .
ثالثاً- السبع المثاني
يقول الحق:( ولَقَد آتيناكَ سبعاً من المثاني والقرآن العظيم،الحجر 87) .
لقد عُطف القرآن على السبع المثاني،فهذا يعني ان القرآن شيء والسبع المثاني شيء أخر، لان العطف في اللغة لا ياتي الا مع المتغايرات ،وهي متميزة بالمعلومات من علوم النبوة ومصداق ذلك ما قاله الرسول(ص) :(أني أُتيت القرآن ومثله معه ،مختصر تفسير أبن كثير ج1 ص12 والحديث بحاجة الى أثبات.والسبع المثاني وان حوت على معلومات متشابهة مع معلومات القرآن الكريم ،لكنها جاءت بطريقة تعبيرية مختلفة عن طريقة القرآن.
لقد أطلق على السبع المثاني بأحسن الحديث لقوله تعالى:( الله أنزل أحسن الحديث كتابأ متشابهاً مثاني تقشعرُ منه جلود الذين يخشون ربهم ….،الزمر 23).هنا نرى انه أطلق على القرآن مصطلح الحديث وعلى السبع المثاني أحسن الحديث للتمييز بينهما لا غير.
والمثاني هي أطراف السور وفواتحها.ان سورة الفاتحة هي من السبع المثاني لاحتوائها على سبع آيات هي فاتحة الكتاب.وهي سبع ،فأذا نظرنا الى فواتح السور نرى فيها السبع المثاني وهي:
آلَم ، آلَمصَ، كَهَيَعصَ، يَسَ ، طَهَ ، طَ سَ مَ ، حَمَ . وهي حروف كل منها جزء من آية وليس آية منفصلة تامة في ذاتها.واذا ما نظرنا الى عدد الحروف (الاصوات)
4
الموجودة في الايات السبع المذكورة أعلاه نراها تتألف من (11) أحد عشر حرفاً وهي: الالف،واللام، الميم، الصاد، والكاف، والهاء، والياء، والعين، والطاء، والحاء. وهي جوامع الكلم، فما هي اذن جوامع الكلم؟ التي قال عنها الرسول (ص) على حد قول بعض المفسرين : (أُ عطيت لي جوامع الكلم وأختصر لي الكلام أختصاراً)،وهنا أخطأ من قال هذا ، أذ لو ان جوامع الكلم من البلاغة النبوية لأصبح القرآن من تأليف محمد،ونحن نعلم ان النبي على بلاغته كان بشراً،لكن بلاغته متميزة ،وهو يقرأ ويكتب وليس كما يقول عنه الفقهاء كان أميا ،يقول الحق :” رسول من الله يتلواصحفا مطهرة ،البينة 2:” والتلاوة تعني القراءة. وهذا لايعني ان ماجاء في القرآن من بلاغة متناهية الدقة كانت من صنعه والقرآن يقول:( قل انما أنا بشر مثلكم،الكهف 110). نحن بحاجة الى مراجعة التفسيرالفقهي الناقص الذي أوقعنا بكل الأختلافات الدينية والمذهبية اليوم.
ان الاشكالية هنا ان المفسرين لم يفرقوا بين الكلام والقول،فالبلاغة في القول لا في الكلام،لأن الكلام أصوات يصدرها الانسان ،والقول معنى هذه الاصوات في الذهن نستنج من حروف السبع المثاني أنها:
مقاطع صوتية فيها أصل الكلام الانساني وليس اللغة العربية. وان عدد الاصوات الاحد عشر فيها تشكل الحد الادنى لأي كلام أنساني. وهي تحمل الصفة الكونية ،وفي الكون العاقل وغير العاقل ولربما يجتمعون في يوم من الايام لقوله تعالى:( ومن آياته خلق السموات والارض وما بث فيهما من دابةٍ وهو على جمعهم اذا يشاُءُ قدير،الشورى 29). ولا ندري يوم القيامة ماذا سيكون..وكيف سيكون ..ومتى سيكون …؟
الزمن والوقت والنسبية: رابعاً-
يجب علينا ان نميز بين مصطلحين أساسيين في القرآن وهما (الوقت والزمن) وقد أستعمل الكتاب مصطلح الوقت ، ولم يرد مصطلح الزمن في الكتاب وانما جاء
5
مصطلح الدهر والسنين .فالزمن له وجود موضوعي وفيه حركة الاشياء،ولكن كيف يمكن للانسان أدراك الزمن؟
فالوقت هو ربط الزمن بحدث من أجل المعرفة النسبية للحركة ،لذا سمي الوقت زمنا معلوماً كقوله تعالى:( قل أنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو،الاعراف 187). ولتميز الوقت عن الزمن في الوحدات استعمل الكتاب مصطلح السنة والعام لقوله تعالى:( الى يوم الوقت المعلوم الحجر 37-38)، ولقوله تعالى:( ألف سنةٍ مما تعدون،السجدة 5). لذا فالسنة التي نعدها تختلف عما جاءت في القرآن ،من هنا يجب أخذ الحيطة والحذر في التقديرالوقتي للاشياء دون اعتبار لما حدده القرآن الكريم من علم الساعة والزمن..وهو وحده سبحانه الذي يعلم التحديد.كما في قوله:( ان الله عنده علم الساعة ،لقمان 34).
خامساً – الدائم والباقي:
لقد أستعمل الكتاب مصطلح الدائم بمعنى الديمومة لقوله تعالى:( خالدين فيها ما دامت السموات والارض،هود 107).
اما الدوام (الدائم) فقد استعمله في محور الزمن الذي يعيشه الانسان وهو الدوام . وهو مصطلح استعمل لاحداث تحمل صفة التقطع والاستمرار الذين هما النقيضان المتصارعان في حدث ما، وهو ان يبقى مستمراً أو ينقطع وهذان النقيضان محمولان على محور هو الدائم. لكن المصطلح لا يدخل ضمن الاسماء الحسنى فلا نقول أنه دائم ولكن نقول انه حي باقٍ. لذا فمن الخطأ ان نسمي الانسان بعبد الدائم ،لان الدائم يحمل النقيضين والله عزوجل لا يحمل صفة التناقض وهو غير خاضع للزمن.
من الدائم والباقي نستنتج ان الوجود المادي الحالي دائم يحمل صفة التقطع والاستمرار التي تعبر عن حركة التغير والتطور والزمن هو الديمومة الحاملة

6
لهما.والله حي باقٍ لا يحمل صفة التطور والتقطع والاستمرار، فالوجود الحالي دائم ومحوره الله الحي الباقي (أي المرتبط به).
سادساً – الوحي :
يقول الحق 🙁 أنا اوحينا اليك كما أوحينا الى نوحٍ والنبيين من بعده…النساء 163). والوحي هنا احد انواع المعرفة الخاصة ، وهو أصل يدل على ألقاء علم في الخفاء الى غيرك.والوحي هو الاشارة لكل ما يلقى الى الغير من علم وخبر.
فالوحي بالاساس هونقل المعلومات والاوامر والنواهي بعدة طرق عددها الكتاب بالآتي:
عن طريق البرمجة الذاتية وهي معلومات وأوامر في البنية الجينية لقوله تعالى:( وأوحى ربك الى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يَعرشُون ،النحل 68).
والوحي عن طريق التشخيص(صوت وصورة) وهذا ما نسميه بالوحي الفؤادي كقوله تعالى الى ابراهيم:( ولقد جاءت رسلنا أبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً فما لبث ان جاء بعجل حنيذٍ،هود 69). ويقصد بالحنيذ اللحم القابل للطبخ الجيد..
والوحي عن طريق توارد الخواطر: وهو الوارد لكل البشر حتى يومنا هذا وهو ما ينتجه الفكر في الازمات عند الانسان ايام المحنة.. لقوله تعالى:( وأوحينا الى أم موسى أن ارضعيه فأذا خفتِ عليه فألقيهِ في اليمِ ولا تخافي ولا تحزني أنا رادوه أليك وجاعلوه من المرسلين،القصص 7).
والوحي عن طريق المنام،وهنا يجب التميز بين الحلم والمنام وهما مفهومان مختلفان في الكتاب والشيء المشترك بينهما هو ان كليهما يحصل اثناء النوم، والحلم هنا هو مجموعة من الصور المتداخلة يراها الانسان في منامه غير مترابطة في معظم الاحيان .لذا عندما راى فرعون الرؤيا قالوا له:( أضغاث أحلام)
اما المنام فهو ظاهرة مختلفة عن الحلم وهو يعبر عن ظاهرتي
7
الاولى وحي الانبياء،والثانية لغير الانبياء التي تسمى بالمبشرات وهو الرؤيا الصادقة كما في قوله تعالى:( فلما بلغ معه السعي قال يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماترى،الصافات 101).وقوله تعالى:( أذ قال يوسف لأبيه يا أبتِ اني رأيت احد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، يوسف 4).والبحث يطول.لذا فكل كلمة جاءت في القرآن بحاجة الى تفسير علمي خاص وليس كما يفسره المفسرون قليلي الخبرة والمعرفة بالنص.من هنا جاءت الأشكاليات الدينية التي فرقت المسلمين حتى اصبحنا وكأننا لنا أديان مختلفة لا دين واحد بعينه وهذا مرده الى اشكالية التفسير الناقصة لا غير.
وختاما نقول ان وحي محمد كان الوحي المجرد الاساسي للنبي دون غيره ، والوحي الفؤادي وهو نزول جبريل عليه صورة وصوت لقوله تعالى:( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ،الفرقان 32). لذا جاء القرآن على دفعات ببداية فؤادية (مشخصة) لتثبيت فؤاد النبي أي لكيلا يشك ثم جاءه بعد ذلك على ارتال بالطريقة المجردة ،فكان التصديق.
سابعاً- علم الله وقضاء الله
علم الله:هو أرقى أنواع العلم.وهو علم تجريدي بحت ويحمل الصفة الرياضية المتصلة والمنفصلة معاً لقوله تعالى:( وأحصى كل شيءٍ عددا ،الجن28). ولقوله تعالى:( وكل شيءٍ عنده بمقدار،الرعد 8). فهو علم مجرد عن الحواس.فالحواس ضرورية للأدراك الفؤادي المتعلق بالحواس،هذا من ناحية ومن ناحية أخرىضرورية لناقصي المعرفة ،أي لأكتساب المعارف عن العالم الموضوعي المادي.أما الأدراك المجرد فهو أدراك بمعزل عن الحواس(العقل) لذا فعلم الله علم مجرد وهو في الوقت نفسه يحمل صفة كمال المعرفة.

8
أما قضاء الله: اي بمعنى الأرادة الآلهية النافذة وقد جاءت في قوله تعالى: (فأذا قضى أمراً فانما يقول له كن فيكون،غافر68). هنا هي صياغة الامر بصيغة ثابتة
صارمة،اي كن فيكون.أي قضاء الله النافذ لا يأتي الا من خلال كلماته(قوله الحق) (يحق الله الحق بكلماته) وكلماته هي الوجود وقوانينه الموضوعية( وكل شيءٍ أحصيناه كتابا،النبأ29). أي ان قضاءه المبرم لا ينفذ الا من خلال المقدرات لقوله تعالى:( وكان أمر الله قدراً مَقُدوراً،الاحزاب 38).
ولا ندري كيف يخون الحاكم القسم ويدعي انه مؤمن بالنص القرآني..في المعايير القرآنية ،ان كل من اخلف القسم يعد كافر أي ظالما لنفسه والمجتمع معاً.
وعندما أراد الله هلاك عادٍ وثمود ومدين أهلكهم بقضائه ،ولكن كان هلاكه عن طريق القوانين الموضوعية (كلماته) لذا قال عنهم:( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمةٍ منا ونجيناهم من عذاب غليظ،هود58). وأنظر الايات المتشابهات في المعنى والفعل وهي:( هود 66-101).هنا أرتبط الأمر الآلهي بظاهرة من ظواهر القانون الموضوعي ،وهي الريح والصيحة والرجفة والأحجار.أي ان هذا الامر تم من خلال كلمات الله وهي من قوانين الربوبية بقوله تعالى عندما علق على كل القصص:( فما أغنَت عنهم آلهتُهُم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك،هود 101).
ثامناً – الاذن والمشيئة
الاذن : جاء الاذن من كلمة ( أذنَ) وهذا الفعل يعني في اللسان العربي اعلان الشيء وتأكيد الحصول والنفاذ.فعندما يخبرنا الله عن قانون موضوعي يعمل خارج الوعي يستعمل فعل (أذن) كقوله تعالى:( وما كان لنفسٍ ان تموت الا باذنِ الله كتابا ً مؤجلاً،آل عمران 145). اي أن اذن الله حاصل ونافذ لا محالة وهنا هو الموت الحقيقي. لكن الاذن يأتي موضوعياً من خلال كتاب وهو كتاب الموت ،أي مجموعة
9
الشروط الموضوعية التي اذا حصلت واجتمعت مع بعضها حصل الموت لا محالة وهذه الشروط مؤجلة غير موقوتة ومن هنا جاء شرط العمر وقصره.
يقول الحق:( وما كان لرسولٍ أن يأتي بايةٍ الا باذن الله،غافر 78). هنا الاقوال الآلهية تنفذ من خلال القوانين المادية لا محالة حاصلة ،وأنه لا خرق لأي قانون من قوانين الطبيعة وان الخرق هو في المعرفة النسبية لدى الناس.
لذا لا يجوز للحاكم خرق القانون أو بعض من نصوصه الا بتعديله،وهو أمر آلهي لا يجوز أختراقه ابداً..
ويقول:( ومنهم مُقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله،فاطر 32).هذه الاية الكريمة تبين ان النفع والضرر والهزيمة للجن والانس ومعجزات الانبياء لا تحصل الا من خلال القوانين الموضوعية المادية كنبات الشجر.أنظر سبأ12 ،البقرة ،102،249،251).
وعندما اراد الله ان يعاقب بني أسرائيل من خلال القوانين التاريخية الموضوعية قال:( واذ تأذن ربكَ ليبعثنَ عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم،الاعراف 167).لذا فأن الظلم عاقبته وخيمة على الأنسان لا يغفر لها ،فالكافر بمنطق القرآن هو الظالم “أنا أعددنا للظالمين ناراً”ولم يقل للكافرين ؟ وليس المخالف لديانتك..لأن القرآن ينص لكم دينكم ولي دين..
وعندما اراد ان يبين ان الربا حرام قال: ( فان لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من الله ورسولهِ،البقرة 279).فكلمة حرب تعني هنا سلب الاموال في حال الربا وهذا امر مآذون من خلال قوانين الوجود الموضوعي.فأين لنا من تفسير الفقهاء الناقص ؟
وهناك معنىً اخر للكلمة هو الاعلان عن الموافقة كقوله تعالى:( وأذنَ للناس بالحج)،الحج27). وهنا نلاحظ ان الاذن بمعنى الموافقة جاءت في آيات أم الكتاب ،والاذن بمعنى القانون الموضوعي النافذ جاءت في القرآن وتفصيل الكتاب.
10
أما المشيئة: كلمة في القرآن تحمل الوجهين الايجابي والسلبي كقوله تعالى:( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذلُ من تشاء بيدك الخير أنك على كلِ شيء قدير،آل عمران 26).
هنا نلاحظ ان الاذن والمشيئة في آية واحدة ، فالفضل يحدث من خلال قوانين نافذة ،اما ايتاؤه لأحد من الناس فيحتمل الوجهين أي شرطي لذا قال (من يشاء) . وهذا دليل مادي على عدم وجود الترادف اللغوي في القرآن ، وان كل كلمة جاءت به تعني معنىً معيناً لاغير..”هو سر لغوي أفتقده الفقهاء وغالبية المفسرين فجاء التفسير القرآني على غير المراد”.
وصدق الله العظيم ،ولا مبدل لكلماته ، وكل شيء أحصيناه كتابا، وكل شيء هالك الا وجهُهُ ،فهل يفهم الناس والحاكمون قوانين الله والمخافة منها، يوم ظلموا الناس وفرقوهم بالمذاهب المختلفة التي ليس لها في الدين من أصل.. …
الا عند الفقهاء.
أنظر الكتاب والقرآن ..لمؤلف الاستاذ الدكتور محمد شحرور.

أحدث المقالات