أكثر المسؤولين العرب يقومون بسلوكيات منزوعة القوة ومبددة لكل إقتدار وإرادة ذات علاقة وقيمة عربية فعالة تؤثر في التفاعل مع الآخرين , فتراهم مع قادة الدنيا بلا قدرة وكالتوابع للأقوياء ولأسيادهم , ويملأهم شعور بالخوف والتردد والإستغراب والدهشة , ينعكس على هيأتهم وحركات أبدانهم وجلستهم ووقفتهم وتصعقك كلماتهم.
قد يغضب البعض مما تقدم , لكنه واقع أليم وحقيقة مؤسفة يعيشها العرب متمثلة بمَن يتحكمون بهم , خصوصا المعاصرين منهم , منذ تأسيس دولهم وحتى يومنا هذا .
والأمثلة لا تحصى وجميعها تؤكد فقدان الثقة بالنفس وبالشعب , وفيها ميل صارخ للإذعان للآخرين , وغياب روح التحدي والإصرار والإيمان بالقدرة على الكينونة الأفضل , برغم توفر عناصر ومفردات التكوين الأقوى.
وهذا الشعور والإحساس ينعكس بوضوح في عجزهم على حل الأزمات الحاصلة في ديارهم , فتراهم يتراكضون نحو الآخرين يستنجدون بهم لحلها ولحمايتهم من بعضهم البعض.
وما أفلحوا في حل أزمة واحدة , ولا إمتلكوا مهارات وقدرات التحاور مع الآخر , وإنما يذهبون إلى طاولة الحوار بإستسلامية تمخضت عن العديد من الإتفاقيات التي فرّقت وجودهم , وكما حصل لمصر وفلسطين والعراق ودول أخرى.
بينما الدول المجاورة لهم تتفاعل بقوة وتدير الأزمات بثقة وإيمان بالنفس , وبإصرار على تحقيق وتأكيد إرادتها.
وهذه العلة العربية تنعكس على السلوك بصورة عامة , وقد بلغت ذروتها بتحويلهم إلى حالات عدوانية ضد الشعب , كما جرى في العراق وليبيا واليمن وسوريا , فلا توافق ما بين الحكام والشعوب , وإنما يتم تسخيرهم لتدمير الوجود العربي وإفراغه من روح الحياة ونبض الإرادة والإقتدار.
والهدف الجوهري , تجريد العرب من القوة وتحويلهم إلى موجودات خاوية على عروشها تنخر فيهم كل قوة تمت بصلة إليهم وهذا ما يجري ويدور.
فالعرب سيقاتلون العرب!!
والعرب يجيدون مهارات تحويل النعمة إلى نقمة!!
وتلك مصيبة أمة بأمة!!