خاص : ترجمة – آية حسين علي :
رغم مرور أكثر من 5 عقود على لوحة (موناليزا) للرسام العالمي، “ليونارد دا فينشي”، إلا أن الباب لا يزال مفتوحًا للمزيد من النظريات والتحليلات حول هوية السيدة التي تظهر في الصورة وحالتها الصحية وقت رسم الصورة.
وحققت اللوحة، على مدار قرون، صمودًا كبيرًا ويزورها الملايين كل عام في “متحف اللوفر”، وذكر “غورغيو فاياري” في كتابه (حياة الفنانين) أن السيدة صاحبة اللوحة هي؛ “ليزا غرارديني”، زوجة تاجر كبير اسمه، “فرانسيسكو دل غوكوندو”، والاسم الرسمي للوحة التي رسمها الفنان العالمي، “ليوناردو دا فينشي”، هو (لوحة السيدة ليزا غرارديني زوجة فرانسيسكو غوكوندو)، لكن بمراجعة وتحليل الصورة تكشفت الكثير من الأمور التي لم تثبت بعد صحتها أو خطأها.
كانت مصابة بقصور “الغدة الدرقية”..
أشارت أحدث النظريات إلى أن السيدة “ليزا” كانت مصابة بمرض “قصور الغدة الدرقية”، وهو السبب وراء هذه الابتسامة المميزة، وكان صاحب هذه النظرية مدير مركز أمراض القلب والأوعبة الدموية “بريغام”، الطبيب، “مانديب ر. ماهيرا”.
وأوضح “ماهيرا” أن السيدة، التي تظهر في الصورة، على الأرجح كانت مصابة بـ”قصور الغدة الدرقية” لأن بعض المظاهر الخارجية للمرض تظهر عليها؛ ومنها اصفرار الجلد وعدم وجود حاجبين، بالإضافة إلى أن الشكل الغريب للرقبة يفتح المجال للتفكير في احتمالية تضخم الغدة، وذكر أن تورم اليد اليمنى أحد العوامل التي بنى عليها حجته.
وأكد أن “مرض قصور الغدة” يتسبب في اضطراب الحركة ويضعف العضلات، وهو ما يفسر السبب وراء الابتسامة غير المكتملة للسيدة.
الزهري..
بينما كتب الناقد الفني، “غوناثان غونس”، في صحيفة (الغارديان) البريطانية، العام الماضي، أن السيدة “غوكوندو” كانت مصابة بـ”مرض الزهري”، وكان هذا المرض شائعًا خلال السنوات الأولى من القرن السادس عشر في أوروبا، ولتدعيم نظريته والتأكيد على أن اللوحة “مليئة بالأمراض والموت”، ذكر أن بعض الوثائق التاريخية المتعلقة بالسيدة “ليزا غرارديني”؛ كشفت أنها إعتادت شراء لعاب الحلزون، الذي كان مكونا رئيسًا لعلاج الأمراض التي تنقل من خلال التواصل الجنسي.
“حّول” وارتفاع مستوى الكوليسترول..
بينما ذكر الطبيب بجامعة بالميرو، “فيتو فرانكو”، لصحيفة (لا استامبا) الإيطالية، أن السيدة كانت تعاني من ارتفاع مستويات “الكوليسترول” في الدم.
وفي عام 2002؛ نشر “خوليو كروث وهيرميدا” كتابًا بعنوان (السيدو غوكوندا يفحصها طبيب)؛ واستخدم المسودات التي رسمها “دا فينشي” خلال رسم اللوحة، والموجودة في “متحف شانتلي”، كدليل على صحة نظرياته، وذكر أن الرسام العالمي قام بتعديل أمر مهم في وجه السيدة، وهو تعديل “حّول” بسيط في عينها.
كما أوضح أن السيدة تظهر مغلقة الفم بشكل كامل من أجل إخفاء آثار إصابتها بمرض “صرير الأسنان”، الذي كان يجعلها تضغط بقوة على أسنانها لدرجة أنها فقدت بعض أجزاءها.
مجرد عبث..
بينما علق الباحث المصري، “دونالد ساسون”، على كل الإفتراضات المتعلقة باللوحة، وأكد أنها “مجرد عبث”، ووصفها بـ”القمامة” التي ليس لها أدلة حقيقية، بينما أشار إلى أن الرسام العالمي أحضر موسيقيين من أجل تسلية السيدة خلال الساعات الطويلة التي استغرقها للإنتهاء من رسمها، إذ كان عليها البقاء دون إحداث أي حركة طول مدة الرسم، وأوضح أن السيدة عاشت 30 عامًا أو أكثر بعد رسم الصورة، لأنه رسمها في عمر الـ 25، ومن المعروف أنها توفت عن عمر ناهز الـ 60 عامًا.
ليست “ليزا غرارديني”..
بينما ركزت مجموعة من الإفتراضات على التشكيك في هوية السيدة التي تظهر في الصورة، وقال البعض إنها كانت فتاة بغاء إيطالية، بينما ذكر الخبير في أعمال “دا فينشي”، “إرنست سولاري”، أن هناك الكثير من الإدعاءات بخصوص هوية السيدة وكلها تفتقر إلى الأدلة القوية، ولا توجد دراسات أو وثائق أو حتى مراجع تثبت صحة أي منها.
“دا فينشي” أراد رسم نفسه..
وفي عام 1992؛ ذكر الطبيب النفسي البريطاني، “ديغبي كيستد”، أن ابتسامة “موناليزا” تتجه ناحية الشمال، وهي حركة شائعة عند الرجال، واستخلص من نظريته أن “دا فينشي” قصد رسم نفسه، وأشار إلى أن النتيجة التي وصل إليها مستندة على تحليل قام به باستخدام جهاز حاسوب قبل عقود، وأثبت أن ملامح “موناليزا” تتشابه إلى حد كبير مع الصورة التي رسمها “دا فينشي” لنفسه خلال فترة شيخوخته.