18 نوفمبر، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

العراق في مفترق … الهوية والانتماء !!

العراق في مفترق … الهوية والانتماء !!

تبلور مفهوم الهوية والانتماء في العصر الحديث بعدما مرت المجتمعات في فترة مخاض عسيرة للتأكيد على هويتها وانتماءها للارض . والهوية اليوم قد تختلف عن هوية الاسم نظراً لتعلقها  بشكليات عديدة اهمها لا يمكن السفر او النزوح من مكان الى اخر الا بموافقة البلد التي يسكن فيه والبلد الذي يرحل اليه لان الفرد قد اكتسب هوية البلدان التي عاش فيها وبتطور القوانين الوطنية للدول اجازت للفرد ان يحمل اكثر من هوية ، ولكن تبقى هوية الاصيل ليس كهوية المكتسب او المتجنس كما يطلق عليه في دوائر الجنسية ، اما  مفهوم  الانتماء فهو نتاج تاريخي وجغرافي لا يتولد الا نتيجة للعيش المشترك ومع اتساع فضاءات الانتماء للوطن انكمشت التقاليد والثقافات وتراجعت قيم ومفاهيم الانتماء للقبيلة والمكون  واضحى الدفاع عن الوطن من مسلمات  الهوية والانتماء . وكلما تنوعت المكونات في البلدان زادت من خطورة الانفصال والتطرف وهذا لا يعني  عدم وجود بلدان ذات مكونات عديدة وتعيش في وئام وسلام . والعراق عاشت على ارضه طوائف وقوميات واديان  انصهرت  فيما بينها لتولد بلد اسمه بلاد وادي الرافدين . اما ما نراه اليوم من بروز نزعة الانتماء القومي والديني والمذهبي على الانتماء الوطني يأتي جراء حصول هذه المكونات على قدر كبير في الحرية   وشعور الانتماء الفرعي مما أحدث عنه هويات فرعية بديلة على الهوية الاصلية وهي الوطن وبدأ كل مكون يعد نفسه لمواجهة المكون الاخر فتراجع مفهوم الوطن ( العراق ) الدولة وحل محله الاقليم والانفصال . نعتقد ان السبب الاول هو الكبت والحرمان الذي عاشته المكونات منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920م  ، فضلاً عن وجود تدخل دولي واقليمي للمحافظة على مصالحه و رسم خارطة جديدة للمنطقة ويعمل على تحقيقها من خلال ادواته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، اضافة الى تراجع مستوى طموحات الرأي العام لا سيما المثقفين منهم ليس المحافظة على وحدة العراق فحسب وانما المطالبة في الوحدة العربية ووحدة حركة دول عدم الانحياز وتبني الاحزاب القومية والاممية اليات عمل  لتحقيقها . اما احزابنا اليوم فهي كسولة غير طموحة لا يعنيها الا  مصالحها الضيقة  وغير قادرة للمحافظة على وحدة العراق ارضاً وشعباً .  و العراق الان في مفترق طرق بين انتماءات وهويات فرعية تزج نفسها  لتكون بديلاً عن هوية العراق الواحد الموحد.
[email protected]

أحدث المقالات