قصيدة مشتركة
بين: رحمة عناب وكريم عبدالله
حينَ إختفى الوطن تبدّدتْ أنهارُ أحلامهِ تنوحُ الروحُ صدّأتها أسنانُ حيتانهِ تئزُّ تُهلكُ الأحلامَ الجميلةَ يطويهِ طوفانُ فوضى يحتويها القدّاحُ هارباً مِنْ رمادِ الخيبةِ بعيداً يغيّرُ ثيابَ أحزانهِ خَلِيلاً يرتجيكَ يحلَّ ألغاز شوارعهِ المسروقة الضحكات بهيّةٌ صخرة المنفى جاثمة تسدُّ ابوابَ امنياتِ النهار فاغرة القسوة تصادرُ إشراقةَ الفجر يباغتهُ صقيع الصمت يستنجدُ الخلاصَ الرؤوف كفراشةٍ تفككُّ ظلام الشرنقة تزفُّ أسرارَ الانعتاق بنهمِ الضياء تنتظرُ ( دون كيشوت )* يسوّطُ أحصنةَ الجنون مخلّصاً كنوزَ الاميراتِ عدداً عديداً مِنَ الأحزانِ تحملها الريح تُثقلُ رقّةَ الخوف فرحةَ النضارة تمضي تُسحرها جزرُ الياقوت تقاتلُ عنيفاً لـ تحتفظ يقيناً يُتلفُ الأوهامَ تتسابقُ منغمّة أصوات دمعاتها الشاحبة شعشعتْ تؤنسُ وحشةَ الزمنِ الرقيم تنسلُّ ضوعاً يُسرِجُ النبضَ فتنحرُ العتمةَ تصعقها خمائلُ الرضابِ نسكبُ ملاحمَ العشقِ خمراً يصهرُ فولاذَ الأساطير خارجَ الوقتِ وحدنا ها هنا نصفّفُ قناديلَ الغيْب مفعمة بـ أناشيدِ التوحّدِ الجهور نطفحُ تماهياً يصفعُ اليأس بشيراً يشدو ميلادَ سماواتنا الجديداتِ يجاهدُ إنبعاثَ مواسم الخصبِ مِنْ آتي حرقة الأشواقِ اللاهثة يضيءُ دوّامةَ مفازةٍ تفرّخُ خيولها صهيلَ ينابيع هامسة تهزُّ عروشَ الرحمةِ تؤوي إضطرابَ غربتي فعلى مشارفِ قيامةِ الفرح نمزّقُ شهوةَ منافي الضباب هرولةً نقرعُ ابوابَ المعجزاتِ محلّقينَ نلجُ افقَ أغصان القرنفل بنسغِ قداسةِ النجوم نحوّمُ ايقاعَ القلب تجلّيات آلفت قباباً آخّاذة الغناء سوياً نتشرّنقُ رحماً أوحداً يرافقُ ظلالَ الشمسِ فتهيّأْ إنبعاثَ مليكة فراشات الروح عند اول الصباح نستحمُّ زلالَ اشتهاء اللقاءاتِ ننثرُ إنسكابِ مجامير اللهفةِ نطفةً انهارها على نهديّ فجرنا تتشعّبُ راقصةً شواطئها تسدّدُ فواتيرَ مفاتن خيبة الماضي فـ نغسلُ قسوةَ الحاضر مِنَ المآقي ونغلقُ ابوابَ الحزن .