وأنا على وشك قصيدة
أَزهَد بكل ما حولي
وفي الصيف الذي سيرحل
وتحت داليات العنب
حين يطل المساء في السمر الخفيض
ثمّةَ قمر تلألأ في النهر
وموجة عانقت الصخر
وفي ورد شتاء سيتدثّر بالثلج
حيث تكتسي قصائدي بلون الغيم
وأخلو لها واقفةً عند شرفات المطر
*********************
وكسائر في نومه
وِعبر الزُجاج ألمح نجمتي الصديقة
ألمح المارّة أشباح متحركة
يا لتعاستي حينما لم تكن
معهم
عندها أمارس لعبة التضليل
لأرمي حينها بنردي
*********************
فمحتمل أن سرقته جنية البحر
ومحتملٌ أن ضلّ الطريق إليّ
أتوه بعدها مع احتمالات يأباها يقيني
أتراه سيأتي مع الريح؟
كحراشف يابسة تُدمي شفاهي الأسئلة
*********************
وهذا القمر المتلاشي أمامي
والنجوم تغوص بمتاهة العتمة
أشعرُ بضياعي فتنفلت الأفكار
من بين أصابعي كماء زئبقي
لا أجد وقتها جدوى مما حولي
المنضدة والكراسي والصور
أشياء لا تعني سوى أنها جامدة
وكي أدركك وسط هذا الكون الصامت
أعود لقلبي النابض كعصفور بقفص
*********************
أحس بعينيك ترمقني بعناد مكابر
ترمقني كطفلتك وأعلم ذلك
كذاتي المفعمة بك حد الذهول
لم لا تطلقني من مكمني؟
كغريق أتشبّث بك
كلؤلؤة ضاقت بمحارتها ذرعاً
أهرع إليك دون كل البشر
متحفزة أصابعي للقادم
سأطلق كلمات من ضياء
مشدوهة بأشياء لا نقيم لها أمر
لكن إن توقفنا للحظات وأمعنّا
ندرك كم هو هذا الكون رائع
بحركته، بأصواته، بالأماكن
التي لم نزرها من قبل
بساحاته المفتوحة بكينونة أشخاصه
وبفرصٍ هيّأها لنا القدر
ندحض بها رتابة يومية
بتقلبات كون بفصوله، بمجراته
بذلك الصراع الخاسر بين أجسادنا
ولعبة الكر والفر لنواصل
يزداد شغفي لكل ذلك
لأستلهم من مخيلتي قصائد تزهر للحظاتك
رياض ورد وقصائد عتاب ورسائل
شاعره من العراق