27 ديسمبر، 2024 1:41 م

فتاوى المتظاهرين أفلاس المدعين ؟

فتاوى المتظاهرين أفلاس المدعين ؟

كثرت الفتاوى , وكثر المفتين في العراق , وهي ظاهرة ليست صحية على مستوى الفتوى ومادتها , وعلى مستوى المفتين ومن يقف ورائهم .
والشك في قدرة البعض على أعتلاء منصة ألافتاء يصل الى حد القطع واليقين , لآن واقع الحال أصدق من واقع المقال كما يقول ألامام علي عليه السلام .
وواقع الحال لبعض مدعي ألافتاء مكشوف ومعروف لايحتاج الى بيان : مدارس دينية ثانوية , ومعاهد دينية تدرس علوم القرأن واللغة العربية , كما تدرس مجازات فقهية لآئمة المذاهب ألاسلامية على مستوى أمام مذهب , وشيخ طريقة , وحوزات دينية تدرس المقدمات والسطوح والبحث الخارج , أختلطت لدى بعضها القدرة على التنظيم , فأصبح طالب المقدمات لايلتزم بحصصها فربما يقرأ رسالة عملية فقط فيدخل الى السطوح مستعجلا فلا يكمل شرائع ألاسلام ولا المنظومة مثلا ولا المكاسب فيدخل البحث الخارج مستمعا وليس مدققا وباحثا وقبل أن يتاح له كتابة تقريرات الفقه وألاصول ويحصل من أستاذه على أجازة البحث , يقدم نفسه للناس على أنه ” أية الله ” الذي أصبح عرفا بأنه من المجتهدين وبالتالي يدخل في عداد المراجع ومع وجود الفضائيات التي لاتعرف حدود هذا التخصص تمنحه مايريد من ألقاب وهكذا يكون العلم ضحية والناس في متاهة مع مزيد من ألامية ؟
مفتي الديار العراقية تتحرك فيها ثلاثة أسماء نحترم من كان من أهل العلم حقا , ولنا على من يقدم نفسه مفتيا حق التقييم وهو حق مباح لآهل العلم والخبرة بعيدا عن المسميات الرسمية التي طغى عليها التساهل في المعايير العلمية , فلا يمكن لآهل الخبرة أن يتساهلوا مع من يقدم نفسه مفتيا ويقرأ كلمته في ورقة ثم لايسلم من عيوب القراءة وألاعراب ؟
وأذا أردنا أن نتوسع في أطار علوم أصبح لها حضور مؤثر في المقابلات وأختبارات القدرة وصدق التعبير مثل ” علم أشارات الجسد ” فالمفتي الذي أظهرته الشرقية كان وجلا مرتبكا يستعجل الكلمات ويفوته المعنى ويكثر من ألاوصاف وألاحكام في غير محلها ؟
فكيف يسبغ صفات الحق على تظاهرة فيها خليط غير متجانس من الشعارات والهتافات التي تفارق الحق وتلتحق بفريق المشاغبة وجماعة الغوغاء التي فيها تعالت هتافات للوهابية التكفيرية ومسمياتها التي أصبحت لصيقة بها ” القاعدة ” ؟
أن من ينتقد الحكومة لايكون مفتيا , فأنتقاد الحكومة ميسرا لآغلب الناس والجهات ذات العلاقة , ألافتاء يراد منه توجيه الناس  وأرشاد  الحكومة  , والفتوى تأتي في محلها عند الضرورة والفقهاء يعرفون ذلك .
أن من يضع نفسه مع الذباحين ومغتصبي النساء والمنشغلين بالمتفجرات بدعة القتل العصرية ومدمري الممتلكات لايكون فقيها ولا مفتيا لآن الفقيه من خالف هواه وأطاع مولاه وهو الله سبحانه وتعالى , وهذا الصنف هو من  مدعي ألافتاء وهو مفلس في قافلة مفلسين وأن كثروا ” وأكثرهم للحق كارهون ”
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]