ما أن انتهت الخلافات والتوترات حول رئاسة البرلمان، بعد انسحابات وانتماءات للمنتخبين بين الكتل والتحالفات الفائزة، بأجواء سادها الشد والجذب أحيانا حتى انتهى المطاف بالمنصب لصالح النائب محمد الحلبوسي الذي نال دعما واضحا من تحالف المحور الوطني مكنه من الظفر به، ليكشف الستار حديثا عن مرحلة اخرى في مضمار البرلمان العراقي، وهي سباق رئاسة الجمهورية، والذي بات يعرف من خلال العرف السياسي القائم في البلاد أنه من نصيب الكُرد، فظهرت وجوه وبرزت أسماء عدة بغية الترشيح لهذا المنصب، إلا أن الاسمين الأكثر رواجا وتصدرا هما مرشح الاتحاد الوطني برهم صالح ومرشح الديمقراطي الكردستادني فؤاد حسين ذو القبول الأوسع والحظ الأوفر في هذا النزال.
بعيدا عن الخوض في حياة فؤاد حسين، فالحديث الأهم هو مدى قدرته على الفوز بالرئاسة والتي باتت قاب قوسين أو أدني على أغلب الأحوال له، وربما من الأسباب في هذا الأمل شبه المؤكد لفوزه، هو وجود دعم تحالف المحور الوطني بزعامة خميس الخنجر، والذي تبين أنه سيعيد السيناريوهات نفسها التي أوصل بها الحلبوسي لرئاسة البرلمان، لكن دعم المحور لم يُبنَ على مصالح شخصية كما تروج بعض الصحف والمواقع مجاراة لبعض القنوات، بل جاء مما أوضحه بعض قادة المحور وبمقدمتهم الخنجر، إذا أشادوا بمرشح الديمقراطي من حيث درايته بأهم مكونات وأطياف الشعب العراقي، فقد كانت النشأة في ديالى التي تمتاز بخليطها القومي العربي والكردي ومذاهبها المتنوعة، كما جاء التأييد له من شخصيته التي خالطت وعاملت العرب خلال سنوات دراسته الجامعية في بغداد فكان لهذا التنوع والتنقل البيئي بين مكونات الشعب انعكاسة إيجابية لمقبوليته كونه مطلع على أهم الشرائح المجتمعية في العراق، كما أن هذا لا يقل شأنا عن إمكانيته القيادية من خلال تسنمه مناصب مهمة مختلفة في مراحل سابقة أهمها كونه عضوا مناوبا في مجلس الحكم العراقي، وأحد المشرفين على وزارة التربية العراقية وغيرها حتى أصبح أخيرا رئيسا لديوان رئاسة إقليم كردستان، فهذه التدرجات الوظيفة أظفت له حكمة القيادة التي وضعها زعيم تحالف المحور الوطني نصب عينيه كسلاح يستطيع حسين من خلاله مسك زمام الأمور وإدارتها بحنكة ودراية.
دعم المحور لفؤاد يبعث الطمأنينة لما شاهدناه من نتائج انعكست إيجابا على الواقع من خلال الهدوء النسبي الذي حل قبيل وبعد انتخاب رئيس البرلمان بمساعي الخنجر ونوابه في تحالف المحور، لذا لا شك أن يبعث هذا الدعم طمأنينة أخرى للمتطلعين إلى تحركات حلبة البرلمان العراقي، والحاملين بهدوء ينتزع الخلافات ويصب في مصلحة البلاد