23 نوفمبر، 2024 12:45 ص
Search
Close this search box.

حكومة الانقاذ خرافة ام وهم (1من2)

حكومة الانقاذ خرافة ام وهم (1من2)

رغم ان السياسة عهر فدول ورغم انها ذرائعية دوما الا انها قد تستخدم وسائل سحرية احيانا فمثلا وصل الامر في العراق الى ان تعد الاحزاب بالمئات وهذا سحر بحد ذاته فبلد بلغت نسبة المتسولين فيه ما يحزن.. لا يعقل ان يؤسس فيه 300 حزب عدا جبهات المقاومة والتحرير والتحرر الوهمية

ومن السحر ايضا انه بعد عقد ونصف من بناء العملية السياسية – لاحظوا انه لا يوجد بلد في العالم تسمى سياسته (عملية سياسية) ولا يوجد بلد سميت عمليته السياسية (ملائكية) – وهذا دليل على وجود السحر ايضا فالسحرة يستعينون بالجن والمارد والقمقم واحيانا يعلنون انهم استعانوا بالملائكة ،

اقوى دلائل السحر تدخل اسم طارق في الجهاز فيظهر لك بارق في الصندوق ، ومن الدلائل على ان العراق مسحور ايضا ان تختفي كلمة واحدة من مادة قانونية في القانون رقم (1) لسنة 1975 للالتفاف على حقوق قانونية لجيش عمره قرن من الزمن

الوضع بات لا يطاق باعتراف السياسيين انفسهم وقد جرب الشعب كل الوسائل وفشلت.. من التظاهر السلمي الى الشلع قلع.. الى الاستعانة بالمرجعيات الدينية في الوقت الذي قال ممثل المرجعية فيه (( لقد بحت اصواتنا)) فما الجديد اليوم عندما تعيد المرجعية دخولها القوي في المشهد السياسي ؟؟ وما الذي يجعل السراق يحترمون رأي المرجعية ؟؟

هذا الوضع المأساوي جعل كل مواطن ينشد التغيير ومنهم زعماء التحالف الوطني الحاكم ، وبما ان الابواب موصده باتجاه التغيير لأسباب لا مجال لذكرها ولفشل كل محاولات الاصلاحات الحكومية ومعها فشل الحراك الشعبي لأنه كان يتحرك دون توحيد رغم المشتركات المؤكدة .. تتظاهر محافظات الجنوب فتهدأ محافظات الغرب وكأن الفساد لا يعنيهم أو كأن الكهرباء تعمل لديهم 25 ساعة .. تعتصم محافظات الغرب مطالبة بالحقوق تهدأ محافظات الجنوب وكأن حقوقهم هي بالحفظ والصون .وباختصار فأن جماهير غير موحدة على مستوى الوطن لن تغلب وحدة الطائفية والفساد بسنتها وشيعتها وكردها الموحدة ايما توحيد .. صحيح ان مافيات الفساد قد تشتعل الحرب بينها ولكن يبقى المساس بنظام الفساد خط احمر لأن سقوط الفساد يعني سقوطهم كلهم وسبق وأن قال انجلس ((البرجوازي ليس بسارق بل النظام الذي يتيح له السرقة هو السارق))

كل ذلك ادى الى اليأس.. واليأس يعني نهاية اي شعب وانطفاء شموع المستقبل ويعني انكفاء المواطن الى داخله وداخل عائلته وينتهي الموضوع خصوصا بعد ان يفقد الثقة تماما بأن بصناديق الاقتراع ويشعر بأن المؤسسات الديمقراطية معطلة وهي ليست الا ديكور للفساد وهذا ما هو ليس بحاجة الى اثبات او برهان كون مجلس ممثلي الشعب لا نتوقع له ان يعمل دون رقابة رأي عام شعبي عليه لأنه سيتمكن من ارضاء هذا بضرب ذاك من خلال تشريعاته كما قال الخليفة المنصور عندما سؤل عن سبب بناء بغداد على ضفتي النهر ((سأسكن هنا عشائر وهناك عشائر فاذا ثار عسكر الكرخ ضربتهم بعسكر الرصافة والعكس صحيح)) ( الجيوش كانت للعشائر)

اريد ان اصل الى ان اليأس هو حالة موقتة تجتاح الشعوب ولا يخرجها منها الا الوعي الذي يقودها الى ان تتوحد ضد الفساد والمفسدين ولا يوجد شعب موحد على الاطلاق يرضى بنفوذ او تدخل اجنبي وبالتالي يصبح الطريق سالك نحو التغيير المنشود والذي يتحقق بوجود نخب مثقفة عراقية 100% تتمكن من استثمار الحراك الشعبي لصالح الشعب.

عصر الانقلابات قد ولى ليس لأنه غير ممكن فقط بل لأنه يقدم لك بديلا لا تعرف ما هو برنامجه .. صحيح ان الادبيات منذ 2004 لحد الآن تقول لك (( حكومة انقاذ (وطني) مؤقتة تعمل على وضع دستور (وطني) تضعه شخصيات (وطنية) وبعدها انتخابات حرة (وطنية) )) من قال ان ذلك سيحصل ؟؟ ومن سيراقب وما هي الآليات التي ستعتمد ؟؟

ولكي لا نصحى من اليأس تجد من يشحن القدريين اصحاب نظرية (الله غالب) وكأن الله الغالب لم يقل لنا ((واسعوا في مناكبها)) او جماعة (( اخيرا لا يصح الا الصحيح)) ولا ادري متى صح الصحيح في العراق مثلا.. على الاقل خلال القرون السبع الاخيرة ؟؟ ومتى سيصح؟؟

21/9/2018

أحدث المقالات

أحدث المقالات