ان الصراع القائم بين ثوابت الاسلام القويم والقوى المتخندقة سواءاً كانت اسلامية متشددة ومتطرفة او بين قوى مغالية بالتحظر والعلمانية والديمقراطية ، و يأتي بسبب عدم فهم ثوابت الاسلام في التعامل مع صيغ الحياة المختلفة وبروز قوى الضلال المتمثلة بالتشدد والتطرف في الرؤى والافكار والنهج في اتباع المذاهب والفرق و التي انشأ البعض منها بدوافع سياسية ، مما ادى الى انحصار دور الاسلام المتكامل والنظر اليه بصفته العامة انه معادي للديمقراطية والعلمانية المعتدلة التي تؤمن بحق الفرد باعتناق دينه ومذهبه ، وليس العلمانية المادية المجردة من روح الاديان والمذاهب والتي سادت العالم ردحاً من الزمن والتي تراجعت اخيراً مع حاجة الفرد الى الدين والمعتقد ليمارس طقوسه الروحية من خلالها . وجراء تأثير الدين في مجريات الحياة على الافراد حتى من كان لا يؤمن بدين ، فاضحى التفكير بايجاد ثقافة العولمة لاكتساح المد الديني ومحاصرته ، وانفقت الكارتلات المالية العالمية مليارات الدولارات على مباشرة الغزو الثقافي لكل بيت ونقل الصراع داخل الاسرة بغية استقطاب العدد الاكبرمن المجتمع للتاثير على خلجات الفرد الروحية وجعله منساقاً كرهاً او طوعاً لثقافة العولمة المادية الجديدة والتي يكون شكلها العام لا تعارض ولا تنازع مع الاديان والمعتقدات اما جوهرها فهي طمس معالم الاديان لا سيما الدين الاسلامي الذي تعتبره الخطر الحقيقي على الديمقراطية ، واشاعة الثقافة المادية بحجة ان الصراع القائم في العالم اليوم هو بين الدين الاسلامي والديمقراطية ، لا سيما بعد احداث 11 ايلول ( سبتمبر) 2011م وتحشيد العالم ضد الاسلام كفكر ومنظومة قيمية سماوية . نعتقد ان مراكز الابحاث الغربية قد تنبهت الى قضية مفادها انها قد اخطأت في تعبئة الشارع الغربي من خلال دراساتها المحرضة ضد الاسلام وعدم التفريق بين التشدد والتطرف الذي يكون الاسلام بعيداً عنه وليس هم كما يدعون ، والاعتراف علناً انهم السبب الحقيقي في ايجاد هذا التطرف من خلال انشاء ودعم التنظيمات المتشددة التي تدعي بالرجوع الى الدين الحقيقي كما في تشكيلات تنظيم القاعدة بامتياز( امريكي – سعودي ). امام هذا الواقع المتناقض هل نحن قادرون حقاً على ايضاح الصورة الوضاءة للاسلام ، واي مذهب او تنظيم او حركة اسلامية قادرة على أن تتبنى هذا التسويق وهل الغرب مستعداً لسماع صوت الاسلام الحقيقي ومعرفته دون الاصوات الاخرى ام تكون مجرد حقائق مشبوهه وعلينا الاصغاء الى اكاذيبهم البريئة .
[email protected]