15 نوفمبر، 2024 10:52 م
Search
Close this search box.

سامية العطعوط.. الكتابة لديها لضمان الحرية والتوازن الداخلي 

سامية العطعوط.. الكتابة لديها لضمان الحرية والتوازن الداخلي 

 

خاص: إعداد – سماح عادل

“سامية العطعوط” كاتبة وقاصة أردنية من أصول فلسطينية، اسمها  سامية نديم حسن العطعوط، بدأت الكتابة القصصية منذ أواسط الثمانينات من القرن العشرين، أول مجموعة قصصية لها صدرت في 1984، وصدرت في 1986 بعنوان (جدران تمتص الصوت)، ولقيت نجاحا في حينها، وشكّلت لها حافزاً للاستمرار في الكتابة، وقد أصدرت بعدها عدداً من المجموعات القصصية.

حياتها..

وُلدت “سامية العطعوط” في مدينة نابلس 1957، حيث عاشت طفولتها المبكرة، وكان لحرب 1967، أثراً كبيراً على حياتها. تلقّت تعليمها في مدارس المدينة، بدء من راهبات مار يوسف حتى الصف الثاني الابتدائي، ثم في مدارس قرطبة والفاطمية وأنهت المرحلة الثانوية في المدرسة العائشية. انتقلت بعدها للدراسة في الجامعة المستنصرية في بغداد- العراق، حيث حصلت في 1979 على شهادة البكالوريوس في الرياضيات المعاصرة بتفوق. عملت بعد تخرجها في عام 1979 في البنك العربي، في عمان في مجال إدارة المعلومات كمبرمج ثم محلل رئيسي للأنظمة، وفي مجال البحث والتحرير وفي إدارة الموارد البشرية، حتى 2005. كما عملت كمحررة لصفحة العلم والحياة في جريدة الدستور من 1990 وحتى عام 1999. كما عملت في وزارة الثقافة الأردنية.

الكتابة..

ظهرت عليها ملامح الموهبة الأدبية منذ الصغر، إذ كانت تهتم بالشعر وكتبت أول قصيدة لها بعد وفاة والدها في عام 1971. تميزت الكتابات القصصية ل”سامية العطعوط” بالتنوع في أساليب الكتابة السردية، وفي تطويع الصور والجمل الشعرية في قصصها. وقد تراوحت قصصها ما بين القصيرة والقصيرة جداً. كانت مجموعة (جدران تمتص الصوت) أولى المجموعات القصصية التي أنجزتها ونشرتها في عام 1986، حيث ظهرت فيها اللغة الشعرية، والجمل القصصية الرشيقة، وتناولت فيها موضوعات الغربة والتغييرات الاجتماعية التي تطال المدن، والإنسان. واستطاعت عبر هذه المجموعة أن تجد لها مكاناً متميزاً في الكتابة القصصية. أما مجموعتها الثانية (طقوس أنثى) فقد شكّلت نقلة نوعية في كتابتها، حيث زاد اهتمامها بقضايا المرأة، وغربة الإنسان في عالم بدأت تتضح معالمه القاسية مع انهيار الاتحاد السوفييتي، فقسمت مجموعتها إلى ثلاثة أقسام، هي طقوس أنثى، طقوس أميبية وطقوس التمرد، وشاركت في المجموعة المخطوطة في مسابقة الإبداع الفكري لدى الشباب العربي، لتحصل على المركز الأول بها.

تابعت “سامية العطعوط ” تطوير أدواتها وأساليبها في المجموعات اللاحقة وهي (طروبش موزارت، سروال الفتنة، قارع الأجراس (أنثى العنكبوت)) ومجموعتها الأخيرة (بيكاسو كافيه). وقد انتقلت في قصصها إلى مستويات جديدة من حيث أساليب السرد، والموضوعات فتناولت القضايا العلمية المعاصرة مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية، وقضايا المرأة والقضايا السياسية وأهمها قضية فلسطين في جميع مجموعاتها، كما كان لمعاناة النساء في الوطن العربي حيزاً كبيراً في كتاباتها. وقد امتازت كتاباتها بحرفية عالية ضمن خط تطور تصاعدي في مجال القصة القصيرة.

عملت أيضاً ككاتبة مقالات سياسية وأدبية في صحيفتي الدستور والرأي، وفي منابر أخرى. وكانت عضو في لجنة الشعر لمهرجان جرش لعامي 1990 – 1991، وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للكتاب العرب، واتحاد كتاب الإنترنت. وقد تناولت العديد من دراسات الماجستير والدكتوراه أعمالها القصصية، كما تدرّس قصصها في عدد من الجامعات، وتُرجمت بعض قصصها إلى الإنجليزية والإيطالية والفرنسية.

بيكاسو كافيه..

في حوار أجراه معها “نضال القاسم” تقول “سامية العطعوط” عن مجموعتها القصصية “بيكاسو كافيه”: “قد تكون “بيكاسو كافيه” واحدة من أقرب المجموعات القصصية إلى نفسي، لأنها تحتوي على قصص ذات أهمية كبرى بالنسبة لي (في موضوعاتها وشخصياتها) وتحمل شحنات فكرية وعاطفية تصل إلى مستويات متقدمة. فمنسوب الجرأة فيها مرتفع، بعد أن تخلّيتُ عن بعض الرقابة الذاتية، وهي أقرب للتعبير عما يجول في نفسي، كما أن الجديد فيها ليس فقط أسلوب السرد بل الموضوعات أيضا، حيث تتناول القصص غربة الإنسان عن واقعه والتدمير الممنهج لإنسانيته بشتى الوسائل والهويات المفقودة”.

وعن روايتها الأولى “عالميدان رايح جاي” تقول: “غالباً ما يشير العنوان الروائي إلى محتوى الكتاب، وبالتالي إلى الموضوع. وفي هذه الرواية، كان العنوان استشرافا للحالة التي سوف يمرّ بها شباب الوطن العربي وشابّاته بشكل عام، فالحالة لم تنته عند النزول إلى الميادين أول مرة، ولن تنتهي بنزولهم مرة ثانية وثالثة ورابعة، لأن «الحركات الشعبية» لم تُنجز أو تحقق المطلوب منها بعد ولم تستطع التأسيس لدول ديمقراطية ذات سيادة، وإن استطاعت أن تكسر حاجز الخوف بين الشعوب والسلطات الحاكمة، وهو الإنجاز الأهم لحركات «الربيع العربي»! وفي الرواية استشرفت ما سيحدث للثورات التي لم تكن ثورات حقيقية، فالشعوب التي تحركّت ضد الظلم والقهر لم تجتمع على مبادئ ورؤى واحدة، فمثلا في اللوحات الخاصة بمصر والتي كتبتُها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، كانت اللوحة الثالثة تعبّر عن احتجاج الشباب المصري ومعهم الرئيس المخلوع حسني مبارك على حكم الإخوان وتطالب برحيل مرسي، وهذا ما تحقق في حزيران/يونيو 2013 بتحالفات قد تكون مشبوهة، ومن هنا جاء مدلول العنوان «عالميدان رايح جاي» كدلالة على أن المطلوب لم يتحقق بعد، وعلى الشعوب البقاء في الميادين إلى أن يتحقق مرادها. عنوان الرواية هو عتبة تشير إلى أهمية توثيق المسكوت عنه في أحداث الربيع العربي كاختطاف الثورات وتخلّفنا عن مواكبة الحدث، لأننا شعوب تفتقر إلى أيديولوجيا تنبع من واقعنا السياسي والمجتمعي خارج إطار الدين. ومن ناحية أخرى، لم تتناول الرواية الأوضاع في بلدان الربيع العربي من منظور سياسي بحت، بل تناولت أحلام وهواجس الشباب العربي في الحاضر والمستقبل. فهي تتحدث عن شخصية الشاب كي ديه الذي يحاول أن يحقق حلمه بالفوز في جائزة بالتصوير، وصديقه سعيد الذي لا يهمه شيء سوى الطعام ومحادثة الفتيات، هذان الشابان يعيشان ربيع الثورات في الميادين في تونس ومصر ثم تونس مرة أخرى”.

أجسادنا أمكنة..

وعن المكان ومعناه بالنسبة لها توضح “سامية العطعوط”: “لديّ عبارةٌ مهمة كتبتُها عن المكان، وكنت أشعر وأؤمن بها، تقول العبارة «أجسادنا أمكنة، فمن امتلك مكانه لم يغترب أبداً!». المكان يعني بالنسبة لي الحنين المطلق والمعذِّب، إنه الحنين إلى الأماكن التي عشتها في طفولتي، ولم أتواصل معها لاحقاً بسبب الاحتلال وفقدان الهوية.. هويتي. إنه الشوارع وحارات الطفولة، الأسواق القديمة المعبقة برائحة التاريخ، والحنين إلى نابلس (سوق البصل)، إلى بيتنا هناك في فصل الشتاء وشوارع القدس وبيرزيت، وسامراء وتكريت. ولأنني لا أجد مكاني، قلّما ظهرت تفاصيل الأمكنة بأسمائها في كتاباتي، باستثناء مجموعة «بيكاسو كافيه» ورواية «عالميدان رايح جاي»، حيث ظهرت فيهما الأماكن بوضوح”.

وعن شخصياتها القصصية والروائية تبين: “الشخصيات القصصية لها علاقة قوية باليومي المُعاش، وبمشاعر الكاتب ونظرته إلى الأحداث (القريبة والبعيدة منه)، فالكتابة هي انعكاس للأثر الذي تنتجه الحياة بتفاصيلها في أعماق الكاتب، وكذلك الأمر بالنسبة للشخصيات الروائية التي تحتاج إلى تقصّي ودراسة أكثر ربما. ولكن جميع هذه الشخصيات بشكل عام، سواء في تعبيرها عن الأفكار والأحلام والمفارقات الحياتية البسيطة أو عن الأفكار الفلسفية الكبرى (العدل والموت والوجود والخلود)، تشترك في أنها بُعثت إلى الحياة لتوجد بيننا وتروي لنا الكثير”.

وعن التابو وكيفية تعاملها معه تواصل: “لقد واجَهَتني صعوبات منذ البداية بمسألة التابو الذي كنت متحررة في أعماقي منه إلى حدّ ما، ولكن دائرة المطبوعات والنشر شطبت في الثمانينات عدداً من القصص والعبارات من مجموعتي القصصية الأولى، للحصول على الموافقة، وكذلك الأمر بالنسبة لكتابي الثاني «طقوس أنثى» الذي فاز بالمركز الأول بجائزة عربية في مصر. ثم بدأ الرقيب الداخلي يعمل لديّ لمراقبة نصوصي، ومع ذلك كانت دائرة المطبوعات والنشر بالمرصاد في شطب بعض النصوص أو الجمل، ورغم ذلك يعتبرني الكثيرون من أكثر الكاتبات اللواتي يكتبن بجرأة عالية. ولكن في أعمالي الأخيرة نحّيت الرقيب الداخلي والخارجي جانبا، وكتبتُ إلى حدّ ما بحريّة محسوبة، فتجاوزتُ بكتابتي حدود التابوهات الثلاثة وكنت أكثر جرأة وانفتاحاً ووضوحاً من قبل، والآن لديّ رواية أعمل عليها وكنت بدأت بكتابتها منذ أربع سنوات وتركتها، المشكلة فيها التجاوز الكبير لتابو الجنس والدين”.

بداية مبكرة..

وعن والبدايات تستطرد “سامية العطعوط”: “كانت بدايتي مع الأدب مبكّرة جداً، فقد نشأت في بيت يهتم بالقراءة، وكانت والدتي تقرأ لنا القصص المصوّرة في طفولتنا، وحين كبرنا قليلاً، بدأت أنا وإخوتي نشتري قصص سوبرمان والوطواط من مصروفنا الشخصي أو نستأجرها. وكنت وأنا أبلغ الست أو السبع سنوات من العمر وربما أقل، أؤلف القصص لإخوتي الأصغر مني وأسرد لهم الحكايات في المساءات الهادئة، عن حياتي داخل بطن أمي، إذ لم يكن رحماً بالنسبة لي آنذاك.. فقد كنت توأماً مع أخٍ وُلد متوفيّاً… لذلك، كنت أروي لهم بالصوت والصورة ما اعتدتُ أن أفعله وتوأمي في بطنها وكيف كنا نتحدث أو نتعارك على الطعام.. وكيف أنني هزمتُه حين أراد الخروج قبلي بالضربة القاضية.. فتحوّل هو إلى ملاك في الجنة، وأنا إلى ملاك أو شيطان على الأرض.. لا أدري..! ولعلّ المواقف التي أثّرت بي كثيراً، ثلاثة. أولها، حين اشترت لي أمي في زيارة من نابلس إلى عمان ولم أكن تجاوزت التاسعة أو العاشرة من العمر، رواية (بائعة الخبز) من إحدى البسطات في شارع السلط. لم أصدّق نفسي أنني سأقرأ كتاباً ضخماً للكبار، تأثّرتُ جداً بالموقف وبالرواية، أخذتني إلى عالم مسحور وفاتن، ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قراءاتي تنحو نحو قراءة الشعر والروايات المترجمة وما إن دخلت المرحلة المتوسطة، حتى بدأت أقرأ الكتب الفلسفية الوجودية والماركسية فقرأت لجان بول سارتر  وسيمون دوبوفوار وماركس وإنجلز وغيرهم… كنت أقرأ بمعدل كتاب أو كتابين في الأسبوع، بنهم. الثاني الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 67، وأنا لم أتجاوز التاسعة من العمر أيضاً، والثالث وفاة والدي بعد ذلك بثلاثة أعوام.. فبدأت بكتابة الشعر والخواطر منذ سن العاشرة، وبالتأكيد كان الفضل الأول والأخير لأمي في دخولي إلى عالم الكتابة..! كانت تؤمن بي حقاً”.

وعن معنى الكتابة ودور الأدب: “إنني أرى أن الكتابة، هي المعادل الموضوعي لحريتي وتوازني الداخلي وحياتي. إنها تمثّل عشقي للخيال والحقيقة في آنٍ معاً.. وكم أصرخ: أريد التعبير الفنيّ بأي ثمن.. وربما لو لم تكن الصفعة قاسية ومدوّية، لو لم أر في خيالي ذي السبع سنوات (في الخامس من حزيران 1967) أذنابهم وهي تتحرك في مؤخراتهم وأشكالهم الغريبة ووجوههم ذات الشعر الكثيف ورؤوسهم ذات القرون الصغيرة.  لو لم يكن لدى جدي وجدتي يعيشون في بيت جبلي في نابلس تجري فيه طفولتنا الشقية، ونشتم فيه رائحة السرو حين يبلله الندى، ونلعب تحت شجرة الياسمين الأبيض المتساقط فوق رؤوسنا.. لو لم أرتكب جناية القتل العمد لتوأمي وأنا لم أبلغ اليوم من عمري بعد.. لربما ما كتبت أبداً. أما عن دور الأدب بالنسبة لي، فهو المنقذ للإنسانية من بدائيتها التي ما زالت تعشش في أعماقها.. المنقذ لها هو والموسيقى من جفاف الروح والحياة.. الأدب يواجه الموت كما يواجه الدمار والدماء، بالكلمة والمحبة، بالفكر الإنساني العميق..! ولكن الأدب ليس وصفة سحرية للخلاص من الاستعمار او الطغاة.. إنه وصفة سحرية لاكتشاف أحلامنا وبناء القدرة على مواجهة الظلم والدمار..  ولولا الأدب والموسيقى والفنون، لكانت الحياة الإنسانية، حياةً لا تُطاق في ظل الوافع الذي يبدأ بكوابيسه ولا ينتهي..!”

 

المرأة كإنسانة..

وعن كتابة المرأة تقول سامية العطعوط: “دخلت المرأة إلى ساحة الأدب متأخرة نوعاً ما، بسبب ظروف النساء في الوطن العربي من فقر وأمية وتخلّف وقيود اجتماعية وأفكار رجعية. وقد ظهرت لدينا كاتبات عربيات منذ بداية القرن العشرين، ولكنّ أعدادهن كانت قليلة بالمقارنة مع الكتاب الذكور.. ولكننا نلحظ فورة في دخول المرأة معترك الكتابة مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين بسبب خروج المرأة للتعلّم وإكمال الدراسة الجامعية، وخروجها للعمل، وحصولها على جزء ولو يسير من حريتها. ومع ذلك، ما زلنا نعاني من استمرارية المرأة الكاتبة في الكتابة، إذ تظهر لدينا 10 كاتبات دفعة واحدة، ولا يستمر منهن في الكتابة أكثر من الثلث. كتابة المرأة واستمراريتها تشكلّ تحدياً كبيراً لها، إذ ليس من السهل أن تنجز الكثير ضمن ظروف العمل والأولاد وإدارة البيت من حيث المأكل والملبس وتربية الأطفال وتدريسهم..! لقد مرّت عليّ فترة كنت أعمل فيها بأربع وظائف وهي عملي في البنك وفي صحيفة الدستور كمحررة لصفحة العلم والحياة وتربية الأولاد مع إدارة الأسرة والبيت من كافة النواحي، ثم الكتابة.. !!ّ  وبالتالي، فإن المسألة معقدة حين نتكلم عن المرأة والكتابة، ومع ذلك استطاعت العديد من الكاتبات تجاوز هذه التعقيدات وبرزن ككاتبات، حيث توافرت لهن ظروف جيدة. من ناحية أخرى، لم أكن أؤمن بوجود فروقات بين كتابة المرأة والرجل، وما زلت لا أؤمن بهذه التصنيفات، وإذا أردنا أن نطلق مصطلح (الأدب النسوي) فعلينا إذن أن نطلق في مقابله مصطلح (الأدب الذكوري) على كل ما يكتبه الرجال، وأن ندرس نتاجَ الكتّاب الذكور من هذا المنطلق! ومع ذلك، فإن بعض الكاتبات وخاصة (كاتبات الستينات من القرن الماضي) وبعض كاتبات هذه الأيام، يكتبن الخواطر على أنها قصصاً، ويهمن في عالم الرومانسية والخيال والحب والعلاقة بين المرأة والرجل، وكأن حياة المرأة تدور في فلك الحب والعشيق فقط. هذه الكتابات توحي وكأننا نكتب جنساً مختلفاً من الأدب، وهذا ما أرفضه، لأنهن لا يمثلن إلا أنفسهن.. يجب أن نسلط الضوء على خصوصية قضايا المرأة كإنسانة، من خلال الواقع المجتمعي والسياسي والفكري الذي نعيش فيه جميعنا ذكوراً وإناثاُ، وليس من خلال عواطفها وجسدها فقط..!”

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة