تأكيد قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني مرارا خلال الايام الماضية على تحقق اجماع كردستاني وعراقي على استمرار الدكتور فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية بدأ يأخذ شكل ضرورة وطنية كبرى لا سيما وان متطلبات السنوات الاربع المقبلة ستتركز على اعادة الاعمار والمصالحة المجتمعية وتعزيز الوحدة الوطنية ومكانة العراق الدولية ونشر الاستقرار الاقليمي وتطوير النظام الديمقراطي الاتحادي الدستوري الذي يتطلع له كل العراقيين وكلها محاور سعى معصوم بقوة واصرار على منحها اولوية قصوى.
ويدعم هذا التوجه ادراك العراقيين جيدا لضخامة الاخطار الاستثنائية الكبرى التي عرفتها فترة رئاسة معصوم الاولى بين 2014 و2018، حيث كان قد سبقها نجاح تنظيم داعش الارهابي باحتلال عدة محافظات عراقية في الشمال والغرب وخاصة ثاني اكبر محافظات البلاد نينوى وعاصمتها الموصل واقتراب مجرميه من العاصمة بغداد، كما صحبها انهيار كبير باسعار النفط عالميا وغيرها من العقبات الطارئة فضلا عن تفاقم الصراعات السياسية واستفحال مظاهر المحاصصة والفساد وخرق الدستور من قبل اطراف العملية السياسية الرئيسيين انفسهم بما فيهم الاحزاب الكردية الرئيسية عبر موافقتهم باجراء استفتاء انفصالي بائس أضر بمصلحة الكرد والعراقيين ورفضه العراقيون ودول العالم كافة.
ورغم بعض الانتقادات الموضوعية لجانب او آخر في عمل الرئاسة العراقية للسنوات الاربع الماضية بسبب البيروقراطية الحزبية والادارية الموروثة والمترهلة وغياب الحزم وضعف الفريق الاستشاري الاداري والقانوني والسياسي وتدخلات ومحسوبيات حزبية وعائلية وعدم فرض تعاون السلطات الاخرى معه، يدرك العراقيون جميعا ان تجديد رئاسة معصوم الذي ظل وفيا لسياسة مام جلال وحكمته واعتداله تلقى قبولا وطنيا واقليميا ودوليا واسعا تحتاجه البلاد في الوقت الراهن بل هي مهمة جدا نظرا لنقاط قوة في الرئيس الحالي لا نجدها لدى المرشحين سواه والذين لم تختبر صلابة مواقفهم الوطنية او مستقبل تقلباتهم الممكنة بل حتى مدى صلابة ايمانهم بوحدة العراق شعبا وارضا ودرجة حرصهم على سيادته ما يجعل معصوم يتمتع بمقبولية عالية على المستويين الداخلي والخارجي بوجه عام كما يحظى باحترام وتقدير الاوساط الدبلوماسية والمجتمع الدولي.
ويلاحظ المراقبون باهتمام ايضا عدم وجود مرشح منافس يتمتع بنفس مستوى الحنكة السياسية والخبرة الواثقة المقرونة بالروح الوطنية والجمع بين الثقافة والسياسة التي يتميز بها معصوم وكذلك مستوى الحرص على حماية الدستور في اصعب الظروف وجرأته في ان يكون راعيا لمصالح العراقيين كافة من كل المكونات دون تمييز.
كما يدعم فرصة معصوم لنيل منصب رئاسة الجمهورية ثانية تميزه عن كافة المرشحين الآخرين بتاريخه السياسي الطويل في صفوف الحركة السياسية الكردستانية والعراقية معا وبنظافة اليد الى جانب روحية الاعتدال والشعور العالي بالمسؤولية وحرصه الدائم على تغليب الحوار والتفاهم التي اظهرها دائما الى جانب الاصرار على الالتزام الثابت والمتوازن بالدستور مهما كانت الضغوظ الداخلية والخارجية.
وهذه الجوانب الايجابية كان سببا في النجاح الكبير الذي حققه معصوم سواء في حشد المواقف الوطنية والدولية في الحرب ضد الارهاب او في اجتذاب الدعم الدولي والاقليمي من اجل الاعمار وحماية استقلال وسيادة العراق ووحدته مستفيدا من خبرته المديدة كاحد القادة المؤسسين للاتحاد الوطني الكردستاني وعمله طويلا الى جانب مؤسس الاتحاد الزعيم الراحل جلال طالباني.
كا ان معرفته القوية الواسعة بالثقافات العربية والاسلامية ومعارفه الفلسفية والدينية جعلت بعض كبار الكتاب يصفون الرئيس العراقي فؤاد معصوم بـ”رجل القوة الهادئة” كما كتب الخبير اللامع بشؤون الشّرق الاوسط والسّياسات الدّوليّة أمير طاهيري، بينما وصفه الكاتب المعروف في صحيفة الشرق الاوسط خالد القشطيني ب”رجل الحكمة” الذي “يبشر بالخير ويحيي إيماننا بخلاص العراق واستئناف مسيرته.. وهو ما نصبو إليه جميعا في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة”.