17 نوفمبر، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

من ينصف الصحفيين (المهمشين) ؟

من ينصف الصحفيين (المهمشين) ؟

مرة أخرى تضيع حقوق الصحفيين في منحة توزيع قطع الأراضي التي جرت يوم الخميس الماضي في محافظة كربلاء ..حيث تم إعتماد التسلسل الرقمي بدلاً من إعتماد آلية النقاط والمفاضلة لكل صحفي دون تسلسل …وهذه الآلية (الظالمة) بالواقع أبعدت الكثير من الصحفيين المهنيين عن هذا الأستحقاق الذي هم بأمس الحاجة إليه في هذا الوقت بالذات ،حيث أن  أغلبهم يسكن في بيوت التجاوز والأيجار ، وهم غير موظفين بدوائر الدولة ولايستلمون رواتب من أي دائرة حكومية ، وهم أغلبهم من كبار السن ، ولديهم عوائل كبيرة تجاوزت أعداد أفرادها الست والسبع والثمانية أطفال ..وهذا عكس أكثر الصحفيين الذين أستلموا قطع الأراضي في الوجبتين الأولى والثانية  ، فان أغلب الذين أستلموا في الوجبة الأولى هم من الشباب الذين لاتبلغ أعمارهم العشرين عاماً ، كما أن الكثير ممن أستلم قطع الأراضي هم من غير المتزوجين ومن ليس لديهم أطفالاً يعيلونهم ، ومنهم من هم يعملون كموظفين في دوائر الدولة والمؤسسات الحكومية ويشغلون مناصب رفيعة فيها ، ويستلمون الرواتب الشهرية الجيدة من الحكومة بأنتظام ..!!
والأكثر والأدهى والأمر أن أغلب هؤلاء الذين أستلموا قطع الأراضي لاتنطبق عليهم مواصفات الصحفي الحقيقي الذي عرفّه مجلس النواب من خلال قانون الصحفيين الأخير ، وكذلك من قبل مجلس الوزراء الذي أطلق المكافآت ومنحة قطع الأراضي للصحفيين في السنوات الماضية . ..
فلماذا يستلم قطعة الأرض السكنية من هو دون العشرين عاماً ويترك من هو فوق الخمسين عاماً من عمره ..؟؟
ولماذا يستلم قطعة الأرضية السكنية من هو غير متزوج أصلاً ويترك من لديه درزن من الأطفال الممتحن بتربيتهم وإعالتهم ..؟
ولماذا يستلم من هو لايملك من عمر الصحافة سوى عاماً أو عامين فقط ويترك من قضى فيها  عشرات الأعوام من سنوات عمره الذاهب إلى نهايته ..؟؟
ولماذا يستلم قطعة الأرض السكنية من هو مجرد يأخذ لقطة بكامرته كل أسبوع مرة أو مرتين (ويحسب علينا صحفي)  ، ويترك من يكتب وينشر في الأسبوع الواحد فقط أكثر من عشرين مقالاً في الصحف العراقية المتنوعة ..؟؟؟
والطامة الكبرى ..لماذا يستلم قطع الأراضي السكنية من هو ليس له علاقة بالصحافة لامن قريب ولامن بعيد ولكن (الأيادي الخفية)  قامت بصناعته وتزويقه وجعلت منه صحفياً رغم أنف الصحافة وحشرته في أسرة صاحبة الجلالة حشراً لأن القضية فيها منافع ومكاسب مادية كبيرة ..؟؟
لماذا ..لماذا ..لماذا ..
والله بالأمس رأيت الدموع تنهمر من عيون  بعض الإعلاميين والصحفيين (المهنيين) من كبار السن الذين كانوا يتأملون وينتظرون بفارغ الصبر ويحلمون أن تمنح لهم قطعة أرض سكنية ليشيدوا  فيها سقفاً يظلهم مع أطفالهم وعيالهم وينقذهم من دوامة الأيجار وعناء التجاوز المذلة  ..!!!
والعجيب أن أغلب قطع الأراضي السكنية التي وزعت على الصحفيين (ممن هم ليسوا بحاجة لها )  قاموا ببيعها فوراً بطرق مختلفة رغم عدم أكتسابها البيع القانوني  وتصرفوا بأموالها وكأنها شيء ربحوه في جوائز اليانصيب …فمنهم من سافر بها إلى الخارج للترويح عن النفس ، ومنهم من أشترى بتلك الأموال سيارات  فارهة ، ومنهم من بنى ورمم بها بيته الذي كان يسكن فيه أصلاً ..!!
وبالمقابل حُرم من قطعة الأرض السكنية مع الأسف من الصحفيين هو بحاجة ماسة إليها في هذا الوقت العصيب حتى تنقذه من شبح الأيجار وذلة التجاوز لتجمعه فيها هو وعياله …!!!
لقد كانت أم مصطفى ومعها بناتي وأولادي الصغار ينتظرون في باب الدار ، ينتظرونني  لأزف لها البشرى في حصولي على قطعة أرض سكنية في هذا الوطن بعد عناء أستمر طوال أكثر من ثلاثين عاماً قضتها معي أم مصطفى في دوامة الأيجارات وذلة التجاوزات وهي تنتقل معي من بيت أيجار إلى آخر تجاوز ..ولكنني خيبت ضنها مرة أخرى .. ولم آتي لها بالبشرى التي تنتظرها مني …ورغم ذلك طيبت خاطرها وجعلتها تعيش وتحلم بأمل جديد ..ولكن أكثر ما أحزنني وأثار بي الشجن مارأيته من ثمة دمعة يأس نزلت من عينيها المتعبتين ..جعلتني أغلق باب غرفتي الصغيرة على نفسي ..حيث أرخيت العنان لكل نقاط ضعفي هناك … !!!

أحدث المقالات