ليس تخويفاً و إنما تحذيراً , فإرادة الشعب الكوردي تأخذ من الجبال صلابتها و من الدم لونها و من الانسانية طريقها و الخير هدفها لا يركع إلا لله و مهما حاول الاعداء الوقوف امام تطلعاته فشل و ذل .
بحكم القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع الكوردستاني من الاحترام و الحب و الطاعة ، فان للقادة سواء كانوا قيادات دينية او سياسية او خليط منهما ، التأثير البالغ في افراده ، لأن القيادة هي القدرة على التأثير في الافراد لدفعهم في تحقيق اهداف ذلك المجموعة .
بات تأثير القيادات الكوردستانية على المجتمع واضحاً بيّناً للاعداء و ما لهم من دور في توجيه و توحيد الصفوف و قيادة الانتفاضات و الثورات ، و ان كلامهم مسموع و أوامرهم نافذة وحبهم في القلوب ساكتة , لذا فانهم حاولوا بكل ماأوتو من قوة التقليل من دورهم و اضعاف شخصيتهم سواء بشراء ذمة البعض او ايجاد البدائل الوهمية المزيفة لهم ، و تشويه صورتهم بالعمالة و الخيانة و افتراء التهم الكاذبة و نشر الاخبار بوفاتهم او زجهم في السجون و اخيراً تدبير محاولات الاغتيال ضدهم و تصفيتهم عن طريق المأجورين و بصفقات مالية كبيرة .
فالاغتيال هي عملية قتل منظمة و متعددة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري او سياسي او عسكري او قيادي، وانها تجري وفق خطة محكمة تستغل اضعف الحلقات و النقاط ضمن طاقم الحماية ، و قد بات الاغتيال علماً و فناً لدى بعض الاشخاص او المنظمات .
لقد دعت كل الاديان السماوية و الشرائح و القوانين الى اخذ الحيطة و الحذر من الاخطار و مصادره ، و ان لا نلقي بانفسنا الى التهلكة , و ان الاخذ بالاسباب للمحافظة على حياة القادة امر واجب ، لأن انشغالهم بالامور العامة ينسيهم حماية انفسهم فلابد من توفير الحماية الشخصية لهم .
الاغتيال وسيلة قديمة يلجأ اليها الخصوم و الاعداء للتصفية او الوصول الى السلطة , و ما اكثر عملياتها التي تتأرجح بين تحقيق هدفها او فشلها في الوصول الى مآربها .
ان اعداء الشعب الكوردي حاولوا عبر التاريخ تصفية قادتهم عن طريق الاغتيال و ما اكثر الامثلة منها حيث تعرض المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) الى اكثر من عشر محاولات للاغتيال ،و لكنها كانت دون جدوى , كما ان الشهيد (ادريس البارزاني) نجا من محاولة الاغتيال في بغداد باعجوبة , و كذلك السيد (مسعود البارزاني) عندما حاول النظام البعثي اغتياله في فينا , و منها ما حققت اهدافها مثل عملية اغتيال (الدكتور عبدالرحمن قاسملو) في فينا في شهر تموز عام 1989 , و الكثير من الناشطين السياسين الكورد في اوربا , و تعرض (زكي شنكالى) قائد في الحزب العمال الكوردستاني في 15/8/2018 الى عملية اغتيال مدبرة بقصف من الطائرات التركية في شنكال ، و آخرها تعرض مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك) و الحزب الديمقراطي الكوردستاني / ايران (حدكا) في 8/9/2018 في قضاء كويه الى قصف بالصواريخ بعيدة المدى اثناء اجتماع قيادات هذه الاحزاب للتحضير لعقد مؤتمرها , مما اسفرت الى استشهاد و جرح عشرات القادة و المقاتلين و اعلان الحرس الثوري الايراني مسؤوليتها عن القصف .
و هذا يدلنا بوضوح على ان الاغتيالات اخذت طابعاً جديداً , فبعد ان كانت فردية بسلاح تقليدي او عن طريق السموم , تحولت الى استخدام الطائرات و الصواريخ بعيدة المدى لتستهدف جموعاً غفيرة .
ان ردود الافعال من عمليات اغتيال القادة الكوردستانيين لا تخرج من اطار اصدار بيانات الاستنكار او التجمع امام مقر المنظمات الدولية او السفارات التي لا تحل و لا تربط والأعلان عن الحداد , لان ما يشم منه اتفاق جميع الاطراف عليها .
و من موقع المسؤولية و حب الوطن و قياداتها السياسية و الحكومية , فاننا ندعوهم الى أخذ الحيطة و الحذر في اجتماعاتهم و تحركاتهم و محلات اقامتهم و طعامهم , لأن العدو يتربص بنا كما يتربص الحيوان فريسته لصيده , و ما يهمه ان يكون كوردياً لا يعير لحزبه او افكاره او مكان وجوده اهمية .
لذا نقترح :-
التشدد في الاجراءات الامنية الخاصة لحماية الشخصيات المهمة .
السرية في اجتماعات الحكومية والحزبية و القادة و تحركاتهم و اماكن اقامتهم و يغيرها بصورة مستمرة و عدم الظهور في الاعلام بشكل مباشر .
محاربة اختراق افراد الحماية الخاصة و متابعتهم باستمرار .
عدم الافصاح عن موعد عقد المؤتمرات و الاجتماعات و مكانها و الاشخاص المدعوين اليها .
نشر الوعي بين الشعب الكوردي بان بُعد القادة عنهم لا تعني عدم حبهم و لكنها الضرورة .