قبل اكثر من عام ونيف كنت اقلب في أفنية الدماغ وزوايا المخيخ باحثا عن موضوع يكون افتتاحية لجريدة كنت مدير تحريرها بعد أن استشهدت وسال حبرها فوق منصة التعطيل وهي في قرابة عددها السابع على ما اذكر بسبب سياستها الثورية التي ما انفكت من مناطحة الثيران وكشف العورات ولا اريد أن أطيل في مقدمتي فالموضوع الذي تحمله ورقتي ادمي وأثقل وانكي بما تتعرض له من صهاريج وأهازيج و معاريج سياسية قاصفة تحاول أن تميزن الميزانية وتأخذ الأخماس من كيس ميزانية العراقيين الواقعين تحت خرطوشة الميزانية بغير نفع أو دفع أو فلس بل أن ما يصل منها لهم سوى قذاذها وتفاليسها ولكن على ما يبدوا أن الأقدار السياسية الحمقاء قد استكثرت ذلك عليهم ايضا .
المشهد هو صورة من عام مضى كنت اكتب فيه مقالا عنوانه انشطارات الميزانية واشكالياتها حول التأخير في اقرارها ومايترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية وسياسية ونحن في مرحلة لانحتاج ان نزحف باتجاه بناء مؤسسات اقتصادية قادرة على رسم خارطة مستقبلية تضع العراق ضمن إدراج المنافسة والإنتاج بل بحاجة الى إن نقفز على الزمن من اجل اجتياز خط الغفلة والهدر الذي أريق في سنوات فوبيا السياسة العراقية بعد سقوط مملكة صبحة وولي عهدها صبحي .مشاكسات ومزايدات ومزاجيات تضرب في رحم تحرير الميزانية بعد تأخر وتأخير وشخير برلماني تأتي بشارة الإطلاق معلنة عن انتهاء طلاقات الولادة وظهور الرقم النهائي لعام 2012 على أمل عدم تكرار ذلك وخير الأمم من تتعلم من أخطاءها غير أن سيناريو الكتل والأحزاب المتقاتلة يدخل عامنا الحالي بنجاح وإقبال كبير بعد النجاحات التي حققها في العام المنصرم وتعود العقدة والمنشار ويترك الوطن والمواطن رقما مهمشا خارج أسوار المؤسسة الحكومية .
المماطلات وفنون التسويف في تصاعد دراماتيكي وفيزيائيين السياسة في مختبرات الحساب على قدم وساق يواصلون الليل بالنهار من اجل إخراج الناتج وسيولة الأرقام وكم لهم وكم لهؤلاء وعند التعذر من الوصول إلى المبتغى يأتي الاعتذار الجاهز والتبرير المعهود في عدم اكتمال النصاب البرلماني ليكون صاحب التهمة في التعطيل والترحيل الى الجلسات القادمة والشعب ينتظر ويقرء معهم قراءتهم الاولى والثانية لكنه لايفهم مامكتوب في ديباجة الانعقاد عدم اكتمال النصاب .ويبقى الفرد العراقي بين قراءة الانتظار ونيران المرار حاملين تسأولا يندفع بقوة نحو باحة البرلمان يبحث عن أجابة كيف نستطيع وضع طب سياسي يوفر لنا انتصاب قوي قادر على بلوغ مرحلة قذف الحلول ومداعبة مصالح الوطن.