ابتداءا هل يعقل بوجود هذه التكنولوجيا المتطورة هذه الأيام في مجال الاتصالات “والسوشيال ميديا ” ان يتم الكتمان عن حقائق الأمور التي يمر بها العالم ككل ، بالتأكيد كل الأحداث تقريبا سواء المعلنة صراحة منها أو شبه معلنة ، او حتى غير المعلنة ، يمكن للباحث والمتخصص ، وحتى عموم الناس ، ان يفسرها ويجد التفسيرات المنطقية لها. لذلك ليس من الصعوبة فهم الواقع العراقي ضمن المرحلة الحالية والعوامل المؤثرة في مستقبله . والغريب بالموضوع ان معظم النخب السياسية العراقية المتواجدة في الساحة الان ما زالت تعيش اجواء زمن الستينات والسبعينات من القرن الماضي في تفكيرها وتعاملها مع الآخرين في الوقت الذي اصبح الفرد العراقي المثقف والمتعلم منه او غير المتعلم مطلع وواعي على كل ما يحدث في العالم من تغير وتطور في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفردية بكل تفاصيلها،
الان الجميع منشغلين بموضوع تشكيل الحكومة ومن هي الكتلة الأكبر التي ستعلن في الاجتماع الاول للبرلمان والتي ستسمي رئيس الوزراء للمرحلة القادمة، وقد سبقت ذلك سباقات وحوارات ومشادات بين مختلف القوائم والتكتلات الفائزة بالانتخابات ( سواء كانت نزيهة او مزورة ) ، وأصبحت العملية برمتها كمسرحية كوميدية استغفلت المواطنين جميعا وزجت تفكيرهم في قضايا سطحية وسجالات لا معنى لها بدلا من اثارة الوعي للمناقشة وبلورة الأهداف الاساسية من العملية الديموقراطية المفترضة.
العملية برمتها مسرحية لا يثق بها جميع السياسيون من ناحية ولا يثق بها المجتمع الدولي ايضا،
ان تحليل ابسط المعطيات للمشهد العراقي وتقييم نوعية معظم النخب السياسية المتواجدة الان في الساحة تشير ببساطة الى ان تشكيل الحكومة العراقية سوف لن ولن يخرج عما ترغبه الادارة الأميركية، وتصور غير ذلك يعني غباء واضح لكل الجهات والشخصيات والمكونات التي اعتقدت بان لها قرارها الذاتي ،
الخلاصة ان جميع النخب السياسية غشت وما تزال تغش الشعب العراقي بأكاذيب مختلفة مراهنة على غباء الفرد العراقي حسب ما تعتقد وذلك لتحقيق مصالحها الذاتية فقط.
ما يمكن قراءته ببساطة هو الآتي:
١- ستشكل حكومة عراقية بموافقة الادارة الامريكية
٢- سيتم إلغاء الحشد الشعبي لاحقا مما سيترتب عليه اضطرابات ومصادمات مسلحة
٣- ستسوء العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية بسبب العقوبات الامريكية
٤- سوف تتحسن الخدمات من كهرباء وماء وصحة بدعم أمريكي وخارجي
٥- ستتولد معارضة في البرلمان ولكنها ستكون غير فاعلة في هذه الدورة
٦- ستقل حدة الفساد الاداري والمالي دون القضاء عليه تماما
٧- ستبقى العلاقة بين بغداد والإقليم غير مستقرة تماما دون اتفاقات نهائية
٨- سيتحسن الوضع الاقتصادي نسبيا ولكن تبقى مشكلة البطالة سائدة خلال الأربع سنوات القادمة
٩- ستنحسر الأحزاب الاسلامية وتتعزز مواقع الأحزاب المدنية
١٠- في المرحلة الاولى من مباشرة الحكومة الجديدة باعمالها ستكون هناك اعمال شغب وعمليات مسلحة تقوم بها الجهات المتضررة من العملية السياسية التي تمتلك اجنحة مسلحة .
ارجوا ممن يقراء هذه المقالة انه سيتذكرها خلال السنة الاولى للحكومة القادمة