16 نوفمبر، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

أميركا تخوض حرب شرسة مع شركات التكنولوجيا .. من سيفوز ؟

أميركا تخوض حرب شرسة مع شركات التكنولوجيا .. من سيفوز ؟

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

التوقيت الذي اختاره الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لشن هجماته على الشبكات الاجتماعية، (غوغل، فيس بوك، تويتر)، لم يكن مناسبًا، حيث أن الثلاثة تعرضوا للتمحيص في جلسات الاستماع. حسبما رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

ربما سيطر كل من “ترامب” و”روسيا” على الخطاب السياسي طوال فصل الصيف، لكن في الأسبوع الماضي، تحول الانتباه مرة أخرى إلى عمالقة تكنولوجيا الإنترنت في أميركا. لقد استمتعوا ببضعة أشهر من دائرة الضوء في أعقاب جلسات “الكونغرس” المرهقة في “واشنطن”، في أواخر العام الماضي، بعد ظهور أدلة تفيد بأن “روسيا” دشنت حسابات مزورة على وسائط التواصل الاجتماعي في محاولة للتأثير على الناخبين في الانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016. لترجيح كفة “ترامب” أمام غريمته، “هيلاري كلينتون”، آنذاك.

إلا أن فترة الراحة هذه انتهت، الأسبوع الماضي، بعد تغريدة من “دونالد ترامب”؛ التي أشعلت أجندة الأخبار من “وادي السليكون” إلى العاصمة.

يُشار إلى أن “ترامب” قد فتح النار على (تويتر، غوغل، فيس بوك) في تغريدة له نشرها عبر حسابها على موقع التدوين العالمي، (تويتر)، قائلاً: “أعتقد أن غوغل وفيس بوك وتويتر … يتعاملان مع المحافظين والجمهوريين بطريقة غير عادلة للغاية.. أعتقد أنها مشكلة خطيرة جدًا لأنهم يحاولون حقًا إسكات جزء كبير جدًا من هذا البلد، ولا يريد هؤلاء الأشخاص أن يتم إسكاتهم”.

وأضاف: “ليس عادلاً ولا قانونيًا، نحن نريد العدالة فقط”.

ووفقُا لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، سوف تخضع الشخصيات البارزة في هذه الشركات الثلاث، “تويتر وفيس بوك وغوغل”، للفحص خلال مجموعة جديدة من جلسات الاستماع البارزة في “واشنطن”.

وقالت الصحيفة الأميركية؛ أنه حتى الآن، معظم الانتقادات الموجهة لعمالقة التكنولوجيا تأتي من اليسار، متضررة من قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية للتأثير على الانتخابات من خلال برامج التتبع والروايات المزيفة، بالإضافة إلى ذلك؛ تم اتهامهم بتقييد النقاش العام، واستغلال بيانات الناس وبناء الاحتكارات التي تشوه الاقتصاد الأميركي.

ترامب” يفتح النار على عمالقة التكنولوجيا..

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن عمالقة التكنولوجيا يواجهون الآن تهديدًا سياسيًا جديدًا. وفي هذه المرة هناك عدد متزايد من الأصوات على اليمين من كبار الجمهوريين الذين غضبوا من التحيز الملحوظ ضد المحافظين.

قد يأتي الحساب؛ ويبدو أن الشركات التي تصطف للدفاع عن نفسها، هذا الأسبوع في “واشنطن”، تستعد لبعض أنواع التنظيم. وفي الوقت الذي أعلن فيه “مارك زوكربيرغ” عن استعداد شركته، “فيس بوك”، لتنفيذ اللوائح التنظيمية، هناك بعض الحديث عن ضرورة المضي إلى أبعد من ذلك – لتفكيك الشركات باستخدام قوانين مكافحة الاحتكار.

في هذا السياق؛ يقول “فرانكلين فوير”، مؤلف كتاب (World Without Mind: The Existential Threat of Big Tech): “إن الحل النهائي هو في الحقيقة إيجاد طرق للحد من قوة هذه الشركات من خلال مكافحة الاحتكار، ومحاولة خلق مساحة للمتنافسين للظهور.. لأن المشكلة الحقيقية هي أن لدينا اثنين أو ثلاثة من الخانقات على مستوى العالم لنشر المعلومات”.

يذكر أن “شيريل ساندبرغ”، الرئيسة التنفيذية لـ”فيس بوك”، و”جاك دورسي”، الرئيس التنفيذي لشركة “تويتر”، بالإضافة إلى ممثل لم يكشف عن اسمه بعد من “غوغل”، سيذهبون إلى “الكونغرس” لتقديم أدلة، يوم الأربعاء المقبل، إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي تفحص الطريقة التي تمكنت بها “روسيا” من التلاعب بالناخبين الأميركيين من خلال منصاتهم.

وقال “دورسي”، وهو مبرمج ورجل أعمال أميركي، يُعرف بكونه مبتكر موقع (تويتر)، صنفته مجلة (MIT) كأحد أكثر 35 شخصية مبتكرة في العالم تحت سن الـ 35 سنة، كما حصل، عام 2012، على “جائزة مبتكر العام” للتكنولوجيا من (وول ستريت غورنال)، أنه سوف يطالب لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب بالرد على استخدام (تويتر) للخوارزميات وضبط المحتوى.

وبناءً عليه قال الجمهوري، “غريغ والدن”، الذي يرأس تلك اللجنة، إنه يريد أخذ خوارزميات معقدة ومبهمة، لمعرفة ما هي الأنظمة التي وضعتها “تويتر” لمنع حدوث تحيز سياسي حزبي غير مبرر.

ترامب” يشعل النيران في “غوغل”..

لقد أشعل “ترامب”، بتغريداته، النار التي افتتحتها أميركا على شركات عمالقة التكنولوجيا، عندما أطلق تلك الهجمات على “غوغل”، وجمع شكاويها المحافظة حول ما يعتبرونه تحيزًا مدمجًا، وإعلان مؤامرة على وشك أن تثبت الحقيقة.

بحلول نهاية الأسبوع، كان “ترامب” يستخدم مقابلة مع صحيفة (بلومبرغ) لزيادة الرهانات، مدعيًا أن “المحافظين تم التعامل معهم بطريقة غير عادلة”.

وقال “فوير”، الذي ينتقد بشدة الشركات التي اكتسبت نفوذًا في ظل قدر ضئيل من الرقابة: “عندما يثير ترامب السؤال عن الإنترنت وقوته؛ فإنه يدير باستمرار حججًا همجية من الحجج الجيدة”. مضيفًا: “عندما يهاجم الأمازون، وعندما يهاجم شركة Google، فهو مخطيء في التفاصيل، ولكنه صحيح روحيًا”.

وتابع: “قد لا تكون غوغل متحيزة بطبيعتها ضد المحافظين، ولكن عندما يبحث الأشخاص على الإنترنت عن كلمة ترامب، ستكافيء الخوارزميات منافذ إعلامية كبيرة على منافذ إعلامية أكبر، لأنها موثوقة، وتنشر بسرعة ولديها عدد كبير من القراء”.

وأضاف: “المشكلة مع غوغل هي أنها متحيزة ضد نتائج جيدة عندما يتعلق الأمر بالكثير من الأسئلة – تعتمد خوارزمياتها على هذا الكوكب الكامل من المنطق الذي يمكن أن يسفر في الغالب عن نتائج سيئة”.

وأسترسل: “هناك بعض الإهمال في بعض الأحيان؛ عندما يتعلق الأمر بشركة Google، فهي تخرق نفسها بإصرار علمي حول ما تفعله، وأن نتائجها مستمدة من الرياضيات، وهذا صحيح، ولكن هدفها هو إبقاء الأشخاص منشغلين على موقعها لمدة طويلة”.

وقد دافعت “غوغل” عن نفسها ضد إدعاءات “ترامب” بالتحيز، فأصدرت بيانًا رسميًا جاء مضمونه كالتالي: “لا يتم استخدام البحث لوضع أجندة سياسية ولا نحيز نتائجنا نحو أي إيديولوجية سياسية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة