15 نوفمبر، 2024 5:58 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. المصور “كريم نبيل” : ثورة الصورة هي المحرك الأساس للعالم الآن !

مع (كتابات) .. المصور “كريم نبيل” : ثورة الصورة هي المحرك الأساس للعالم الآن !

خاص : حاورته – آية حسين علي :

إتجه المصور، “كريم نبيل”، بعد حصوله على بكالوريوس العلوم إلى الرسم ومنه إلى التصوير، فدرس الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بالقسم الحر، وفي عام 2011، حصل على المركز الثالث في “مسابقة الشارقة” في مجال الحياة في المدينة، وذلك برعاية “اتحاد المصورين العرب”، وفي نفس العام تم ترشيحه ليكون عضو مجلس إدارة “اتحاد المصورين العرب” عن “جمهورية مصر العربية”.

كما حصد المركز الثاني والرابع في “مسابقة الساقية للتصوير الضوئي” في مجال البورتريه والأبيض والأسود.

وفي 2012؛ أسس “كريم نبيل” مجلة (إن فوكس)؛ بالتعاون مع “استوديو وينتر 26″، وهي أول مجلة تصوير فوتوغرافي رقمية وناطقة باللغة العربية.

حرصت (كتابات)؛ على التواصل معه ومحاورته، للتعرف أكثر على أعماله والغوص في معرفة الجديد في مجال التصوير..

(كتابات) : ما الذي عزز شغفك بالتصوير ؟

  • الحقيقة هذا الأمر لم يأتي بين يوم وليلة.. فالأمر قد استغرق من وقتي ما يقارب العامين، كنت أبحث فيها عن ذاتي التي طمست في ظروف الحياة الروتينية، فبعد تخرجي من “كلية العلوم” وأشتغالي في أحد المعامل الكبيرة، شعرت أنني على الطريق الخطأ، وثمة أمور تحتاج إلى وقفة، فقررت الثورة على الروتين، والغوص في الماضي وإسترجاع شغف الطفولة، واكتشفت أنه كان دائب البحث عن الفنون وليس العلوم.

ومن هنا خضت عدة تجارب فنية تنوعت بين دراسة “السينما” و”الفنون التشكيلية”، حتى صادفت محطة هامة في حياتي بل وفي حياتي الكثيرين، وهي جماعة فنية أسسها “أ. د. عبدالعزيز الجندي”، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، أسماها “اللقطة الواحدة”، حيث تعود على الخروج في صباح كل جمعة مع اللحظات الأولى لبزوغ الشمس، والغوص في أحياء مصر القديمة جامعًا حوله كل محبي الرسم، مانحًا إياهم كثيرمن وقته دون مقابل، فقط من أجل رسالة خالصة، هي دعم ذلك الكائن الفني الساكن في نفوسهم، من خلال تعليمهم فنون الرسم المختلف ومن ثم طرحها في معارض فنية ناجحة.

ومن هنا شاركت بأولى تجاربي التشكيلية من خلال فريق “اللقطة الواحدة”، وتطورت من ممارسة الرسم إلى ممارسة “الفوتوغرافيا”، حيث جاءت أولى مشاركاتي الفوتوغرافية من خلال معرض (3 وبس)، الذي قدمه الفريق.

ولا شك أن تجربتي في الرسم قد أثرت في طبيعة “الفوتوغرافيا”، التي أقدمها والتي تشبه في كثير من الأحيان الطابع العام للوحات “ريمبرانت” و”كارافاغيو” من حيث الإضاءة.

(كتابات) : هل تعتقد أن تنمية المواهب الفنية يعزز من الحس الفني لدى الأشخاص ؟

  • رغم أن الحس الفني لا يملك قواعد صارمة، ذلك كونه خيال زاده المشاعر والأحاسيس، ولكنه أيضًا يشبه ذلك الشخص الذي يمضي إلى الصالات الرياضية من أجل تقوية عضلاته وتحسين لياقته البدنية.

فالخيال حتى ينضج ويتسع يحتاج إلى التأمل والإطلاع والممارسة، يحتاج إلى ذلك القدر من التركيز الذي يجعله في مقام الشجرة المباركة التي كلما اهتتمت بها كلما زادتك من ثمارها ومن ظلالها الوافرة.

(كتابات) : ما هي الأنشطة التي يقدمها نادي (إن فوكاس) الذي تديره ؟

  • ظهرت فكرة (نادي إن فوكاس) عندما سعينا إلى خلق مجتمع تصويري في “القاهرة”، يجمع مريدوه بين الشغف بـ”الفوتوغرافيا” ورغبتهم في تطوير مواهبهم البكر والوصول بها إلى العالمية، وهو ما حدث بالفعل من خلال الجوائز الدولية التي حصدها النادي خلال مسيرته؛ وهي 4 ميداليات من “الاتحاد الدولي للمصورين”، بالإضافة إلى حضور مستمر لمصوري النادي في جميع المحافل المتعلقة بالتصوير الضوئي محليًا ودوليًا.

ويقدم النادي كغيره من الأندية جميع الدورات المتعلقة بالتصوير الضوئي، من أساسيات التصوير مرورًا بالإضاءة داخل الاستديو وتصوير المنتجات والأكل وغيرها من مجالات التصوير، بالإضافة إلى رحلات التصوير التي تجوب جميع محافظات “مصر” من الشمال إلى الجنوب، حيث تبدأ بـ”الأسكندرية وبورسعيد ورشيد والبرلس” وتنتهي بـ”الأقصر وأسوان وأبي سمبل”، ومن الشرق “جنوب سيناء” بمختلف مدنها إلى “الفيوم والواحات وسيوة” في الغرب.

لكن تظل السمة الأشهر، التي تميز النادي، هي اهتمامه بالذوق الفني؛ والذي يخلص إلى الفن بعيدًا عن الأغراض التجارية، فالنادي يقدم شهريًا صالونًا ثقافيًا، يتناول جميع الفنون؛ كـ”الأدب، الفنون التشكيلية، والتعليق الصوتي والسينما”.

كما يقدم عروضًا سينمائية متميزة بشكل مجاني يتم من خلالها عرض مجموعة مختارة من الأفلام السينمائية الحاصلة على جوائز فنية قيمة، ومن ثم مناقشتها من قبل متخصصين في هذا المجال.

وأخيرًا يأتي الإنجاز الأهم للنادي؛ وهو “معرض نادي إن فوكاس التجريبي”، والذي يتناول أعمالاً أدبية، ثم يحولها إلى مشاريع فوتوغرافية، وقد نجح في تقديم معرض عن إبداعات “توفيق الحكيم” بعنوان: (عودة الروح)، ثم معرض (أحلام فترة النقاهة)؛ عن أعمال الأديب، “نجيب محفوظ”.. ويتم الإعداد حاليًا لمعرض يتناول “الأساطير الفرعونية”، ويقوم النادي بطرح الفكرة وتيسير تنفيذ المشاريع للمصورين من خلال دعمهم لوجيستيا، كتوفير الإضاءة والأزياء والممثلين ومناقشة وتعديل الصور والأفكار بصحبة المصورين.

(كتابات) : ما هي الخطوات التي تؤدي إلى إحتراف مجال التصوير ؟

  • لا بد من المطالعة والممارسة المستمرة.. فالمجال عامر بالمواهب، ولن يجد أحد السبيل ما لم يجتهد على ذاته. وهي ذات الأجندة التي يتم وصفها لجميع الحالمين بالنجاح، يجب أن نكد ونجتهد وأن نشعر دائمًا أننا في مرحلة البحث عن الأفضل وأننا في عدم رضا تام عما نقدمه، فالاستمرار في النجاح أصعب من الوصول إليه.

(كتابات) : لِم اخترت التوجه إلى التصوير الفني دون غيره ؟

  • نحن لا نختار الفن.. بل هو من يختارنا، لم أكن أرغب في شيء سوى الوصول إلى ما أحب، ما زلت أرغب في الإقتراب أكثر وأكثر حتى أنعم بشيء من التفرد، فالله لم يخلق من ذات الإنسان نسختين، وكلما إقتربنا من أنفسنا أكثر كلما امتلكنا بصمة خاصة لا يشبهنا فيها أحد.

(كتابات) : هل تعتقد أن وجود برامج “التعديل على الصور” سهل مهمة المصور ؟

  • لو تحدثنا عن برنامج “الفوتوشوب” كونه أهم برامج المعالجة الرقمية.. فالحقيقة تقول إن دراسته تحتاج إلى الوقت والمثابرة، فمن يمتلك أدوات هذا البرنامج كمن يتحدث بأكثر من لغة.

أنا مع العلم دائمًا والمعرفة، وأنا ضد أي قيود تنظمها المدارس والأكاديميات، فالفن مضمونه التمرد والمضاربة بالكلاسيكيات التي سأمنا تكرارها، بل وأحيانًا كثيرة يكون سبب الرفض هو الجهل بالشيء وليس القناعة، فنجد من يهاجم تلك البرامج فقط لأنه يجهل كيفية استخدامه.

ولابد ألا ننسى أن لكل فنان لغته الخاصة؛ فالبعض يعشق الصورة الصحافية ويصر أشد الإصرار على أن يخرج بصورته من موقع الحدث رافضًا كل تجارب التعديل الرقمية، كما أشتهر عن المصور الفرنسي، “هنري كارتير بيرسون”.

في حين أن البعض الآخر يبني صورته في مخيلته، ثم يذهب إلى الاستديو ويقوم بترتيب عناصر الصورة من أزياء وإكسسوار وممثلين؛ وقد تكون مرحلة استخدم برنامج “الفوتوشوب” مرحلة أساسية في العمل، كما نجد في صورة الفنان، “حسين محمود”، فهنا كل عنصر قد تم تصويره بشكل مستقل بناء على “أسكتش” تخيلي قام برسمه “حسين” قبل التنفيذ، ثم قام بدمج جميع هذه العناصر في صورة واحدة حتى تخرج بهذا الشكل.

(كتابات) : ما رأيك في تصوير العرايا ؟

  • من الناحية الشرعية.. فالأمر يترك لأهل الذكر، وإن كنا نعاني كما نعاني في كافة أمور حياتنا من ضعف الفتوى وتأخرها وتأثرها بذلك التراجع للدول الإسلامية وتخلفها عن نهضتها السابقة.

أما من الناحية الفنية.. فلا شك أن الأمر يشمل جوانب فنية لا يمكن إنكارها، فجسد الإنسان ميزه الله بالجمال والتناسق، وإلا لما قام عظماء الفن بذكره من خلال أعمالهم الفنية، أما عن وجهة نظري الشخصية فسوف تجدينها من خلال أعمالي، فأنا أسعى إلى تقديم ما أقتنع به وأسعى أيضًا إلى تقبل الآخر، فأرباب الفن هم الأجدر بسعة الأفق ورحابة الصدر.

(كتابات) : هل ترى أن مجال التصوير يشهد طفرة وثورة ؟

  • هذا أمر جلي للجميع.. فـ”ثورة الصورة” هي المحرك الأساس للعالم الآن، وهي ثورة مواكبة لطفرة مواقع التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الهواتف الذكية، حتى أن كثيرًا من الفنانين نقلوا أعمالهم من المعارض والغاليريهات إلى صفحات (انستغرام) و(فيس بوك)، حيث الجمهور الكبير متعدد الجنسيات وبروباغندا المتابعين، مما أثر بشكل مباشر على اهتمام الجمهور بقيمة الصورة وجودتها.

أما من حيث القيمة الفنية؛ فإن أغلب الوجوه المنضمة حديثًا إلى عالم التصوير يرغبون بشكل أكثر في دخول هذا المجال بهدف الجوانب التجارية، كتصوير الأفراح، حيث يمثل لهم دخلاً مناسبًا خصوصًا، أن مثل تلك المناسبات لن تنتهي من حياتنا، وهو ما لا بد أن نفرق بينه وبين الأغراض الفنية الخالصة، والتي لا تهدف إلى الربح بقدر ما تهدف إلى الثراء الفكري والروحي بعيدًا عن الدوافع المادية المعتادة.

(كتابات) : هل متاح للقراء التعرف أكثر على الأنشطة التي تقوم بها.. وما هي آخر المعارض التي شاركت بها ؟

  • أنشطتي كلها أقوم بنشرها بشكل دائم من خلال حسابي الشخصي على الـ (فيس بوك)، ومن خلال صفحة “نادي إن فوكاس” ومن خلال صفحة “نادي كاميرا الصاوي”، والذي أشرف بتدريس التصوير من خلالمها، كما أقوم بعمل لقاء شهري مجاني من خلاله بقاعة “الكلمة” في “ساقية الصاوي”.

وآخر المعارض التي شاركت بها؛ هي معرض (أحلام فترة النقاهة)، بصحبة “نادي إن فوكاس”، والذي قدمت من خلاله 11 عملاً مصورًا عن أحلام الكاتب الكبير، “نجيب محفوظ”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة