23 نوفمبر، 2024 4:46 ص
Search
Close this search box.

الشخصية الالكترونية: بين التنمر وفقدان الخصوصية المجتمع الى اين؟

الشخصية الالكترونية: بين التنمر وفقدان الخصوصية المجتمع الى اين؟

أصبحت مواقع الانترنت جزء أساسي في حياة كل فرد في العالم، بغض النظر عن المستوى الثقافي والعلمي للمواطن، وفي ظل انتشار الكثير من المفاهيم الجديدة أصبح من الضروري أن يتخذ كل شخص نهجا الكترونيا يبين حقيقة أفكاره وتوجهاته ويصوغ تلك الشخصية الواقعية إلى العالم ألافتراضي بأفضل طريقة، وفي مجتمع رخو كالبيئة العراقية مثلا يمكن أن يكون السلوك الالكتروني وباء فتاك،
التنمر الالكتروني
ربما الشخصية الالكترونية مصطلح غير مألوف، اليوم أصبحت واقع حال لان الالكترونيات باتت جزءا حيويا من حياتنا، معاملاتنا اغلبها عن طريق هذا المجال فان ذلك فيه عدة إمور أشار إليها الدكتور إسماعيل حميدي منها:-
الأول:عندما نتحدث عن قضية معينة عن طريق التواصل الاجتماعي فان المئات ان لم نقل الآلاف سوف يقرؤنها، وهذا يقودنا الى أمر غاية في الأهمية والخطورة على سبيل المثال، إذا تحدث شخص بموضوع فيه فساد أخلاقي فان ما يقوله سوف يسري الى أذهان الكثير، هذا يعني أن التأثير أكثر وبمساحة اكبر، بالمقابل كلام النصح والإرشاد أيضا يكون بهذه سرعة الانتشار ويخضع لنفس التأثير.
وعليه فان الشخصية الالكترونية عليها ان تدقق وتتأنى عشرات المرات بدل المرة الواحدة قبل أن تشرع بالكلام او الحديث والكتابة.
ثانيا: إدراك الشخص بالفضاء الواسع الذي تدور به عباراته وحجم الاطلاع على ما يقوله جعل كثير من الناس يرتدون أكثر من ثوب وقناع، كثيرا ما نرى منشورات تمتاز بالحكمة،بنفس الوقت نجد صاحبها لديه تهدم قيمي في شخصيته لكن يحب ان يظهر بهذا القناع للمجتمع.
ثالثا:ظهور ما يسمى بالتنمر الالكتروني وهو تسقيط الآخرين بسهولة والانتقاص منهم والتهجم عليهم بطرق شتى من خلال استغلال نقاط ضعفهم ومن خلال تنزيل كم هائل من المنشورات البائسة، وربما ينجح في ذلك لان عمليات التكرار والكثرة لها مدلولها القوي والمؤثر في نفسية المتلقي
رابعا:الشخصية الالكترونية لها مجالات واسعة وأغراض متاحة للفبركة والتلفيق من خلال البرامجيات التي تتدخل بالصوت والصورة، وتغير الحقائق عن طريق برامج ذكية يلجأ اليها الكثير ممن يمتهن هذه الإمكانية كذلك انتشار عملية التهكير التي لها أصحابها.
ويؤكد الدكتور حميدي على “ضرورة تثقيف المتلقي كيف يتعامل مع حجم ما يسمع ويشاهد عبر الشخصيات الرقمية، وكيف يفرز الحقائق ولا يتسرع في الحكم لان هذا خير رادع لهولاء الافتراضيين، بصورة عامة على المستخدم للمواقع الالكترونية أن لا يستغل سرعة ولوج المعلومات الى أذهان الآخرين، ويعرف الحدود الحقيقية للأخلاق ويتمعن فيما يقوله أو يتحدث به”.
عليه أن يستغل ذلك لكي يصبح شخصاً مقبولاً اجتماعياً من خلال تبنيه لأسلوب ذوقي في النشر يتماشى مع ما يناسب الآخرين في مجتمعه من طروحات، أن لا يكون محل اشمئزاز ونفور لهم من خلال نشر أمور لا تناسب ثقافة المتلقي لاسيما الأمور الشخصية المفرطة.
نلاحظ اليوم الكثير من الأفراد ينشرونها بإفراط تخص زياراتهم ومناسباتهم وطريقة أكلهم الى أخره، ويشير الدكتور إسماعيل حميدي الى “أن عالم الالكترونيات كما هو مهم فانه بنفس الوقت خطير جدا لذا لابد من المؤسسات الحكومة أن تضع له لتحجيم ما هو غير مرغوب في المسار الاجتماعي الطبيعي، لأنه لا يمكن أن نبقي الفضاء مفتوحا لمن يريد العبث بإمن وثقافة الناس ومقدراتهم الفكرية”.
السلوك يتبع التربية
يقول الدكتور احمد شاهين: “أن متابعة الأولاد والاهتمام بإطعامهم وظهورهم بالمظهر الحسن وحل الواجبات تسمى رعاية وليست تربية، فما هي التربية إذًا؟
التربية هي العمل على خمسة أمور:-
أولًا : بناء القناعات
وتشمل الأمور الدينية والعقائدية والأخلاقية والمبادئ والقيم وتنمية التفكير المنطقي عند الطفل وتنمية الطموحات وتعليم فهم الحياة من خلال نقل الخبرات
ثانيًا : توجيه الاهتمامات
وتشمل ما يشغل الإنسان
وكيف يقضي وقت فراغه بما يفيده دين ودنيا مثل القراءة والرياضة.
ثالثًا : تنمية المهارات
بأنواعها المختلفة، رياضية، فنية، عقلية، اجتماعية، إدارية، علمية، مهنية.
رابعًا: فهم قواعد العلاقات من تصاحب؟ من تتجنب؟ وكيفية بناء العلاقات وإصلاحها أو إنهائها، وكيفية حل المشكلات ومواجهتها بحكمة وهدوء.
خامسًا : اختيار القدوات
وهم الأمثال العليا الذين يتطلع إليهم الإنسان ليصبح مثلهم، وكذلك فهم القوانين التي تحكم التعامل مع القدوات، وقدوتنا الاولى “الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم”
البصمة الالكترونية
دكتور احمد شاهين أشار الى أهمية الصدق في حياة الفرد الواقعية والافتراضية اذ لا فارق بين السمعة الالكترونية والسمعة الواقعية فكلاهما لنفس الإنسان، ولذلك حتى يكون الإنسان صادقاً الكترونياً وواقعياً يجب أن تكون حساباته على مواقع التواصل باسمه الحقيقي وصورته الحقيقية إذا كان رجل وليس أنثى لان للإناث اعتبارات أخرى وحسب اختلاف المجتمعات، مع الاحتفاظ بضرورة الوضوح في الاسم لكلا الجنسين وعدم الاختفاء خلف أسماء وهمية ومستعارة.
واعتقد انه لا يمكن لإنسان صادق أن يمتلك سمعة الكترونية طيبة وسمعة واقعية سيئة أو العكس فالأصل أن السمعة واحدة سواء ايجابية أم سلبية،
ولكن تبقى لكل فرد بصمته الالكترونية والمجال هنا واسع للإبداع والابتكار.
الصورة الذهنية
مع اتساع تطور الحياة الالكترونية في كل المجالات لتشمل الغني والفقير والجاهل والمتعلم في هذا العالم الاليكتروني، الاختصاص في التنمية البشرية علي السعداوي بين أن”السمعة الالكترونية باتت شيء مهم وأصبحت الشغل الشاغل للبعض لكون اغلب الناس بدأت بإنشاء الصورة الذهنية عن الآخرين من خلال منشوراتهم، بدأنا نحب بعض و نكره آخر من خلال منشوراته لا من خلال رؤيته و التعامل به.
ونظراً لوجود بعض المتابعين والمستخدمين ممن لديهم ضعف في المستوى الثقافي و العلمي أصبح الاستخدام السلبي شائعا وانحرفت المواقع الالكترونية عن أهدافها الحقيقية في التطوير والتنمية والاطلاع والامتزاج الثقافي.
السعداوي أوضح أن الإزدواجة في السلوك هي حالة من الأمراض النفسية، وإلا أن الإنسان العملي الواقعي لا يمكن ان يعيش بطباع متناقضة ومتضادة كما يعيش البعض، بنسخة الكترونية التي تراها الناس و تتفاعل معها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي أحياناً قد تكون ايجابية أو سلبية والأخرى هي الحقيقة التي يمارسها في الحياة الواقعية.
لذلك أن أحببنا أن نغير ونترك البصمة أو الأثر على سمعتنا الالكترونية بشكل فعلي وحتى ننقل الصورة الذهنية للآخرين عنا بشكل صحيح، و نكون ذا نفع للآخرين يجب أو لا أن نطبق ونعيش ما نكتبه للآخرين ، و نعيش الأمور و الشخصية التي نحب أن يراها الآخرين،وهذا سهل كثير بمجرد توفر القناعة و الجاهزية في داخلنا، لان الصدق و القناعة و الجاهزية لتطبيق ما ننقله للناس أساسيات حتى نرسم و نخط بأيدنا السمعة التي نحبها في قلوب الآخرين”.
السمعة الرقمية
الدكتور حسين ألشريفي العالم تحدث قائلا:” يتجه العالم إلى الأساليب الحديثة في كافة المجالات وخاصة خزن المعلومات الألكترونية، وخزن البصمات الكترونياً لتسهيل عمل طلب المعلومات مثاﻻً عندما تقرر الذهاب إلى عملك أو لأي وجهة أخرى باستخدام تطبيق أوبر، وتطلب الخدمة ويظهر لك أقرب سائق إليك، حينها سوف ترى التقييم الإجمالي لهذا السائق بجانب أسمه، ستصاب بنوع من الارتياح عندما تشاهد التقييم 4.8 أو 4.7 ، لكن إن شاهدته أقل من 4 فربما قطعت عليه الطريق إليك وانتظرت سائقاً آخر.
قد يقول قائل، الخطأ خطأ السائق، كان يجب عليه أن يعمل جاهداً على تحسين سمعته الرقمية، ذلك التقييم الصغير الذي يظهر بجانب اسمه، هو ما يمثل سمعته الرقمية داخل تطبيق أوبر، ورغم أنه رقم بسيط إلا أنه سبب كبير في نجاحه أو فشله في عمله الرقمي سواءً في أوبر أو غيره.

الدكتور ألشريفي أشار إلى أن “لولا خاصية التقييمات هذه ربما لم نكن لننعم بتطبيق مثل أوبر يسهل علينا حياتنا ويوفر لنا أموالنا، لأن الهاجس الأمني في مثل هذه الخدمات هو الأكبر، وهذا الهاجس يتلاشا عندما تتعامل مع شخص قد تعامل معه الكثير من قبلك وقد استحسنوا التعامل معه، وكل هذا يتم بواسطة هذه الخاصية التي قد تبدوا بسيطة لكنها عظيمه في أثرها، إنها خاصية التقييمات أو بعبارة أشمل (السمعة الرقمية)”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات